ثم كانت سنة اثنتي عشرة من الهجرة


تفسير

رقم الحديث : 1112

كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، وَزِيَادٍ بِإِسْنَادِهِمْ ، قَالُوا : كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، وَزِيَادٍ بِإِسْنَادِهِمْ ، قَالُوا : لَمَّا قَتَلَ سياوخشُ فرخزاذَ بْنَ البندوانِ وَمَلَكَتْ آزرميدختُ ، اخْتَلَفَ أَهْلُ فَارِسَ وَتَشَاغَلُوا عَنِ الْمُسْلِمِينَ غَيْبَةَ الْمُثَنَّى كُلَّهَا إِلَى أَنْ رَجَعَ مِنَ الْمَدِينَةِ ، فَبَعَثَتْ بورانُ إِلَى رُسْتُمَ بِالْخَبَرِ وَاسْتَحَثَّتْهُ بِالسَّيْرِ ، وَكَانَ عَلَى فَرْجِ خُرَاسَانَ ، فَأَقْبَلَ فِي النَّاسِ حَتَّى نَزَلَ الْمَدَائِنَ لا يَلْقَى جَيْشًا لآزرميدختَ إِلا هَزَمَهُ ، فَاقْتَتَلُوا بِالْمَدَائِنِ فَهَزَمَ سياوخشَ وَحُصِرَ وَحُصِرَتْ آزرميدختُ ، ثُمَّ افْتَتَحَهَا فَقَتَلَ سياوخشَ وَفَقَأَ عَيْنَ آزرميدختَ ، وَنَصَّبَ بورانَ وَدَعَتْهُ إِلَى الْقِيَامِ بِأَمْرِ أَهْلِ فَارِسَ ، وَشَكَتْ إِلَيْهِ تَضَعْضُعَهُمْ وَإِدْبَارَ أَمْرِهِمْ عَلَى أَنْ تُمَلِّكَهُ عَشْرَ حِجَجٍ ، ثُمَّ يَكُونُ الْمُلْكُ فِي آلِ كِسْرَى إِنْ وَجَدُوا مِنْ غِلْمَانِهِمْ أَحَدًا وَإِلا فَفِي نِسَائِهِمْ . فَقَالَ رُسْتُمُ : أَمَّا أَنَا فَسَامِعٌ مُطِيعٌ غَيْرُ طَالِبٍ عِوَضًا وَلا ثَوَابًا ، وَإِنْ شَرَّفْتُمُونِي وَصَنَعْتُمْ إِلَيَّ شَيْئًا فَأَنْتُمْ أَوْلِيَاءُ مَا صَنَعْتُمْ ، إِنَّمَا أَنَا سَهْمُكُمْ وَطَوْعُ أَيْدِيكُمْ . فَقَالَتْ بُورانُ : اغْدُ عَلَيَّ ، فَغَدَا عَلَيْهَا ، وَدَعَتْ مَرَازِبَةَ فَارِسَ وَكَتَبَتْ لَهُ : بِأَنَّكَ عَلَى حَرْبِ فَارِسَ ، لَيْسَ عَلَيْكَ إِلا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْ رِضًا مِنَّا وَتَسْلِيمٍ لِحُكْمِكَ ، وَحُكْمُكَ جَائِزٌ فِيهِمْ مَا كَانَ حُكْمُكَ فِي مَنْعِ أَرْضِهِمْ ، وَجَمْعِهِمْ عَنْ فُرْقَتِهِمْ ، وَتَوَّجَتْهُ وَأَمَرَتْ أَهْلَ فَارِسَ أَنْ يَسْمَعُوا لَهُ وَيُطِيعُوا ، فَدَانَتْ لَهُ فَارِسُ بَعْدَ قُدُومِ أَبِي عُبَيْدٍ ، وَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ أَحْدَثَهُ عُمَرُ بَعْدَ مَوْتِ أَبِي بَكْرٍ مِنَ اللَّيْلِ أَنْ نَادَى : الصَّلاةُ جَامِعَةٌ ، ثُمَّ نَدَبَهُمْ فَتَفَرَّقُوا عَلَى غَيْرِ إِجَابَةٍ مِنْ أَحَدٍ ، ثُمَّ نَدَبَهُمْ فِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ ، فَأَجَابَ أَبُو عُبَيْدٍ فِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ أَوَّلَ النَّاسِ ، وَتَتَابَعَ النَّاسُ وَانْتَخَبَ عُمَرُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمِنْ حَوْلِهَا أَلْفَ رَجُلٍ ، أَمَّرَ عَلَيْهِمْ أَبَا عُبَيْدٍ . فَقِيلَ لَهُ : اسْتَعْمِلْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : لا هَا اللَّهُ ذَا يَا أَصْحَابَ النَّبِيِّ لا أَنْدُبُكُمْ فَتَنْكِلُونَ ، وَيَنْتَدِبُ غَيْرُكُمْ فَأُؤَمِّرُكُمْ عَلَيْهِمْ ، إِنَّكُمْ إِنَّمَا فُضِّلْتُمْ بِتَسَرُّعِكُمْ إِلَى مِثْلِهَا ، فَإِنْ نَكَلْتُمْ فُضُولَكُمْ بَلْ أُؤَمِّرُ عَلَيْكُمْ أَوَّلَكُمُ انْتِدَابًا ، وَعَجَّلَ الْمُثَنَّى ، وَقَالَ النَّجَاءَ حَتَّى يَقْدَمَ عَلَيْكَ أَصْحَابُكَ ، فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ أَحْدَثَهُ عُمَرُ فِي خِلافَتِهِ مَعَ بَيْعَتِهِ بَعْثُهُ أَبَا عُبَيْدٍ ، ثُمَّ بَعَثَ أَهْلَ نَجْرَانَ ، ثُمَّ نَدَبَ أَهْلَ الرِّدَّةِ فَأَقْبَلُوا سِرَاعًا مِنْ كُلِّ أَوْبٍ ، فَرَمَى بِهِمْ فِي الشَّامِ وَالْعِرَاقِ ، وَكَتَبَ إِلَى أَهْلِ الْيَرْمُوكِ بِأَنَّ عَلَيْكُمْ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ : إِنَّكَ عَلَى النَّاسِ ، فَإِنْ أَظْفَرَكَ اللَّهُ فَاصْرِفْ أَهْلَ الْعِرَاقِ إِلَى الْعِرَاقِ ، وَمَنْ أَحَبَّ مِنْ أَمْدَادِكُمْ إِذَا هُمْ قَدِمُوا عَلَيْكُمْ ، فَكَانَ أَوَّلَ فَتْحٍ أَتَاهُ الْيَرْمُوكُ عَلَى عِشْرِينَ لَيْلَةٍ مِنْ مُتَوَفَّى أَبِي بَكْرٍ ، وَكَانَ فِي الأَمْدَادِ إِلَى الْيَرْمُوكِ فِي زَمَنِ عُمَرَ قَيْسُ بْنُ هُبَيْرَةَ ، وَرَجَعَ مَعَ أَهْلِ الْعِرَاقِ ، وَلَمْ يَكُنْ مِنْهُمْ وَإِنَّمَا غَزَا حِينَ أَذِنَ عُمَرُ لأَهْلِ الرِّدَّةِ فِي الْغَزْوِ . وَقَدْ كَانَتْ فَارِسُ تَشَاغَلَتْ بِمَوْتِ شَهْربرازَ عَنِ الْمُسْلِمِينَ ، فَمَلَكَتْ شَاهْ زنانَ حَتَّى اصْطَلَحُوا عَلَى سابورَ بْنِ شهربرازَ بْنِ أَردشيرَ بْنِ شَهْرَيَارَ ، فَثَارَتْ بِهِ آزرميدختُ فَقَتَلَتْهُ وَالْفرخزَاذُ وَمَلَكَتْ وَرُسْتُمُ بْنُ الْفَرخزَاذِ بِخُرَاسَانَ عَلَى فرجها ، فَأَتَاهُ الْخَبَرُ عَنْ بورانَ وَقَدِمَ الْمُثَنَّى الْحِيرَةَ مِنَ الْمَدِينَةِ فِي عَشْرٍ ، وَلَحِقَهُ أَبُو عُبَيْدٍ بَعْدَ شَهْرٍ فَأَقَامَ الْمُثَنَّى بِالْحِيرَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ لَيْلَةً ، وَكَتَبَ رُسْتُمُ إِلَى دَهَاقِينِ السَّوَادِ ، أَنْ يَثُورُوا بِالْمُسْلِمِينَ ، وَدَسَّ فِي كُلِّ رُسْتَاقٍ رَجُلا لِيَثُورَ بِأَهْلِهِ ، فَبَعَثَ جَابَانَ إِلَى الْبَهْقَبَاذِ الأَسْفَلِ ، وَبَعَثَ نَرْسِيًّ إِلَى كَسْكَرَ وَوَعَدَهُمْ يَوْمًا ، وَبَعَثَ جُنْدًا لِمُصَادَمَةِ الْمُثَنَّى . وَبَلَغَ الْمُثَنَّى ذَلِكَ فَضَمَّ إِلَيْهِ مَسَالِحَهُ ، وَحَذِرَ وَعَجِلَ جَابَانَ ، فَثَارَ وَنَزَلَ النَّمَارِقَ ، وَتَوَالَوْا عَلَى الْخُرُوجِ ، فَخَرَجَ نَرْسِيٌّ فَنَزَلَ زَنْدوَرْدَ ، وَثَارَ أَهْلُ الرَّسَاتِيقِ مِنْ أَعْلَى الْفُرَاتِ إِلَى أَسْفَلِهِ ، وَخَرَجَ الْمُثَنَّى فِي جَمَاعَةٍ حَتَّى يَنْزِلَ خَفَّانَ لِئَلا يُؤْتَى مِنْ خَلْفِهِ بِشَيْءٍ يَكْرَهُهُ ، وَأَقَامَ حَتَّى قَدِمَ عَلَيْهِ أَبُو عُبَيْدٍ ، فَكَانَ أَبُو عُبَيْدٍ عَلَى النَّاسِ فَأَقَامَ بِخَفَّانَ أَيَّامًا لِيَسْتَجِمَّ أَصْحَابُهُ ، وَقَدِ اجْتَمَعَ إِلَى جَابَانَ بَشَرٌ كَثِيرٌ ، وَخَرَجَ أَبُو عُبَيْدٍ بَعْدَ مَا جَمَّ النَّاسَ وَظَهَرَهُمْ وَتَعَبَّى ، فَجَعَلَ الْمُثَنَّى عَلَى الْخَيْلِ وَعَلَى مَيْمَنَتِهِ وَالِقُ بْنُ جيدَارَةَ ، وَعَلَى مَيْسَرَتِهِ عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ بْنِ الصَّلْتِ بْنِ حَبِيبٍ السُّلَمِيُّ ، وَعَلَى مُجَنِّبَتَيْ جَابَانَ جشنسُ مَاهْ ، وَمَرْدَانشَاهْ ، فَنَزَلُوا عَلَى جَابَانَ بِالنَّمَارِقِ ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالا شَدِيدًا ، فَهَزَمَ اللَّهُ أَهْلَ فَارِسَ ، وَأُسِرَ جَابَانُ ، أَسَرَهُ مَطَرُ بْنُ فِضَّةَ التَّيْمِيُّ ، وَأُسِرَ مَرْدَانشَاهْ ، أَسَرَهُ أَكْتَلُ بْنُ شَمَّاخٍ الْعُكْلِيُّ ، فَأَمَّا أَكْتَلُ فَإِنَّهُ ضَرَبَ عُنُقَ مَرْدَانشَاهْ ، وَأَمَّا مَطَرُ بْنُ فِضَّةَ فَإِنَّ جَابَانَ خَدَعَهُ حَتَّى تَفَلَّتَ مِنْهُ بِشَيْءٍ ، فَخَلَّى عَنْهُ فَأَخَذَهُ الْمُسْلِمُونَ فَأَتَوْا بِهِ أَبَا عُبَيْدٍ ، وَأَخْبَرُوهُ أَنَّهُ الْمَلِكُ ، وَأَشَارُوا عَلَيْهِ بِقَتْلِهِ ، فَقَالَ : إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ أَنْ أَقْتُلَهُ ، وَقَدْ آمَنَهُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ ، وَالْمُسْلِمُونَ فِي التَّوَادِّ وَالتَّنَاصُرِ كَالْجَسَدِ مَا لَزِمَ بَعْضَهُمْ ، فَقَدْ لَزِمَهُمْ كُلَّهُمْ ، فَقَالُوا لَهُ : إِنَّهُ الْمَلِكُ . قَالَ : وَإِنْ كَانَ لا أَغْدُرُ فَتَرَكَهُ . .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.