كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مِكْنَفٍ ، وَطَلْحَةَ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ ، وَسُفْيَانَ ، عَنْ مَاهَانَ . وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَمِّي ، عَنْ سَيْفٍ ، عن مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، وَطَلْحَةَ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ ، قَالَ : كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مِكْنَفٍ ، وَطَلْحَةَ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ ، وَسُفْيَانَ ، عَنْ مَاهَانَ . وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَمِّي ، عَنْ سَيْفٍ ، عن مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، وَطَلْحَةَ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ ، قَالَ : كَانَ الدَّهَّاقِينُ يَتَرَبَّصُونَ بِخَالِدٍ وَيَنْظُرُونَ مَا يَصْنَعُ أَهْلُ الْحِيرَةِ ، فَلَمَّا اسْتَقَامَ مَا بَيْنَ أَهْلِ الْحِيرَةِ وَبَيْنَ خَالِدٍ وَاسْتَقَامُوا لَهُ ، أَتَتْهُ دَهَّاقِينُ الْمِلْطَاطَيْنِ ، وَأَتَاهُ زَاذُ بْنُ بهيشٍ دِهْقَانُ فُرَاتِ سريا وَصلوبَا بْنُ نسطونَا بْنِ بصبهرى ، هَكَذا فِي حَدِيثِ السَّرِيِّ . وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ : صلوبا بْنُ بصبهرى ونسطونا ، فَصَالَحُوهُ عَلَى مَا بَيْنَ الْفَلالِيجِ إِلَى هُرْمُزَ جَردَ عَلَى أَلْفَيْ أَلْفٍ ، وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ فِي حَدِيثِهِ : عَلَى أَلْفِ أَلْفٍ ثَقِيلٍ ، وَأَنَّ لِلْمُسْلِمِينَ مَا كَانَ لآلِ كِسْرَى وَمَنْ مَالَ مَعَهُمْ عَنِ الْمُقَامِ فِي دَارِهِ فَلَمْ يَدْخُلْ فِي الصُّلْحِ . وَضَرَبَ خَالِدٌ رِوَاقَهُ فِي عَسْكَرِهِ ، وَكَتَبَ لَهُمْ كِتَابًا : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، هَذَا كِتَابٌ مِنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ لِزَاذَ بْنِ بهيشٍ وَصلوبَا بْنِ نسطونَا إِنَّ لَكُمُ الذِّمَّةَ وَعَلَيْكُمُ الْجِزْيَةَ ، وَأَنْتُمْ ضَامِنُونَ لِمَنْ نَقَبْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَهْلِ الْبَهْقَبَاذِ الأَسْفَلِ وَالأَوْسَطِ . وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ : وَأَنْتُمْ ضَامِنُونَ جِزْيَةَ مَنْ نَقَبْتُمْ عَلَيْهِ عَلَى أَلْفَيْ أَلْفٍ تُقْبَلُ فِي كُلِّ سَنَةٍ ، ثُمَّ كُلّ ذِي يَدٍ سِوَى مَا عَلَى بَانِقْيَا وَبسمَا ، وَإِنَّكُمْ قَدْ أَرْضَيْتُمُونِي وَالْمُسْلِمِينَ ، وَإِنَّا قَدْ أَرْضَيْنَاكُمْ وَأَهْلَ الْبَهْقَبَاذِ الأَسْفَلِ وَمَنْ دَخَلَ مَعَكُمْ مِنْ أَهْلِ الْبَهْقَبَاذِ الأَوْسَطِ عَلَى أَمْوَالِكُمْ ، لَيْسَ فِيهَا مَا كَانَ لآلِ كِسْرَى وَمَنْ مَالَ مَيْلَهُمْ ، شَهِدَ هِشَامُ بْنُ الْوَلِيدِ ، وَالْقَعْقَاعُ بْنُ عَمْرٍو ، وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحِمْيَرِيُّ ، وَبَشِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْخَصَّاصِيَّةِ ، وَحَنْظَلَةُ بْنُ الرَّبِيعِ . وَكَتَبَ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِي صَفَرَ ، وَبَعَثَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ عُمَّالَهُ وَمَسَالِحَهُ ، فَبَعَثَ فِي الْعِمَالَةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ وَثِيمَةَ النَّصْرِيَّ ، فَنَزَلَ فِي أَعْلَى الْعَمَلِ بِالْفَلالِيجِ عَلَى الْمَنْعَةِ وَقَبَضَ الْجِزْيَةَ ، وَجَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى بَانِقْيَا وَبسمَا ، وَبَشِيرَ بْنَ الْخَصَّاصِيَّةِ عَلَى النَّهْرَيْنِ ، فَنَزَلَ الْكُوَيْفَةَ بِبَانبُورَا ، وَسُوَيْدَ بْنَ مُقَرِّنٍ الْمُزَنِيَّ إِلَى تُسْتَرَ ، فَنَزَلَ الْعَقْرَ فَهِيَ تُسَمَّى عَقْرَ سُوَيْدٍ إِلَى الْيَوْمِ وَلَيْسَتْ بِسُوَيْدٍ الْمِنْقَرِيِّ . سُمِّيَتْ وأَطَّ بْنَ أَبِي أَطٍّ إِلَى روذمستانَ ، فَنَزَلَ مَنْزِلا عَلَى نَهْرٍ سُمِّيَ ذَلِكَ النَّهْرُ بِهِ ، وَيُقَالُ لَهُ : نَهْرُ أَطٍّ إِلَى الْيَوْمِ ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ . فَهَؤُلاءِ كَانُوا عُمَّالَ الْخَراجِ زَمَنَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ . وَكَانَتِ الثُّغُورُ فِي زَمَنِ خَالِدٍ بِالسَّيْبِ ، بَعَثَ ضِرَارَ بْنَ الأَزْوَرِ ، وَضِرَارَ بْنَ الْخَطَّابِ ، وَالْمُثَنَّى بْنَ حَارِثَةَ ، وَضِرَارَ بْنَ مُقَرِّنٍ ، وَالْقَعْقَاعَ بْنَ عَمْرٍو ، وَبُسْرَ بْنَ أَبِي رُهْمٍ ، وَعُتَيْبَةَ بْنَ النَّهَّاسِ ، فَنَزَلُوا عَلَى السَّيْبِ فِي عَرْضِ سُلْطَانِهِ ، فَهَؤُلاءِ أُمَرَاءُ ثُغُورِ خَالِدٍ ، وَأَمَرَهُمْ خَالِدٌ بِالْغَارَةِ وَالإِلْحَاحِ ، فَمَخَرُوا مَا وَرَاءَ ذَلِكَ إِلَى شَاطِئِ دِجْلَةَ . قَالُوا : وَلَمَّا غَلَبَ خَالِدٌ عَلَى أَحَدِ جَانِبَيِ السَّوَادِ ، دَعَا مِنْ أَهْلِ الْحِيرَةِ بِرَجُلٍ وَكَتَبَ مَعَهُ إِلَى أَهْلِ فَارِسَ ، وَهُمْ بِالْمَدَائِنِ مُخْتَلِفُونَ مُتَسَانِدُونَ لِمَوْتِ أَرْدَشِيرَ ، إِلا أَنَّهُمْ قَدْ أَنَزَلُوا بهمنَ جَاذُوَيْهِ بِبَهُرَسِيرَ وَكَأَنَّهُ عَلَى الْمُقَدِّمَةِ ، وَمَعَ بهمنَ جَاذُوَيْهِ الآزَاذبَةَ فِي أَشْبَاهٍ لَهُ . وَدَعَا صَلُوبَا بِرَجُلٍ وَكَتَبَ مَعَهُمَا كِتَابَيْنِ : فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَإِلَى الْخَاصَّةِ ، وَأَمَّا الآخَرُ فَإِلَى الْعَامَّةِ ، أَحَدُهُمَا حِيرِيٌّ ، وَالآخَرُ نِبْطِيٌّ . وَلَمَّا قَالَ خَالِدٌ لِرَسُولِ أَهْلِ الْحِيرَةِ : مَا اسْمُكَ ؟ قَالَ : مُرَّةٌ . قَالَ : خُذِ الْكِتَابَ فَأْتِ بِهِ أَهْلَ فَارِسَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُمِرَّ عَلَيْهِمْ عَيْشَهُمْ أَوْ يُسْلِمُوا أَوْ يُنِيبُوا . وَقَالَ لِرَسُولِ صلُوبَا : مَا اسْمُكَ ؟ قَالَ : هِزْقِيلُ . قَالَ : فَخُذِ الْكِتَابَ ، وَقَالَ : اللَّهُمَّ أَزْهِقْ نُفُوسَهُمْ . كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، وَغَيْرِهِ بِمِثْلِهِ وَالْكِتَابَانِ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، مِنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى مُلُوكِ فَارِسَ ، أَمَّا بَعْدُ ، فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي حَلَّ نِظَامَكُمْ ، وَوَهَنَ كَيْدَكُمْ ، وَفَرَّقَ كَلِمَتَكُمْ ، وَلَوْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ بِكُمْ كَانَ شَرًّا لَكُمْ ، فَادْخُلُوا فِي أَمْرِنَا نَدَعْكُمْ وَأَرْضَكُمْ ، وَنُجَوِّزْكُمْ إِلَى غَيْرِكُمْ ، وَإِلا كَانَ ذَلِكَ وَأَنْتُمْ كَارِهُونَ عَلَى غَلَبٍ عَلَى أَيْدِي قَوْمٍ يُحِبُّونَ الْمَوْتَ كَمَا تُحِبُّونَ الْحَيَاةَ ، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، مِنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى مَرَازِبَةِ فَارِسَ ، أَمَّا بَعْدُ ، فَأَسْلِمُوا تَسْلَمُوا وَإِلا فَاعْتَقِدُوا مِنِّي الذِّمَّةَ ، وَأَدُّوا الْجِزْيَةَ ، وَإِلا فَقَدْ جِئْتُكُمْ بِقَوْمٍ يُحِبُّونَ الْمَوْتَ كَمَا تُحِبُّونَ شُرْبَ الْخَمْرِ . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |