كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ يُوسُفَ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ يُوسُفَ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : وَتَكَلَّمَ الْمُثَنَّى بْنُ حَارِثَةَ ، فَقَالَ : يَأَيُّهَا النَّاسُ لا يَعْظُمَنَّ عَلَيْكُمْ هَذَا الْوَجْهُ فَإِنَّا قَدْ تَبَحْبَحْنَا رِيفَ فَارِسَ ، وَغَلَبْنَاهُمْ عَلَى خَيْرٍ شِقَّيِ السَّوَادِ ، وَشَاطَرْنَاهُمْ ، وَنِلْنَا مِنْهُمْ ، وَاجْتَرَأَ مَنْ قِبَلِنَا عَلَيْهِمْ ، وَلَهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ مَا بَعْدَهَا ، وَقَامَ عُمَرُ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي النَّاسِ ، فَقَالَ : إِنَّ الْحِجَازَ لَيْسَ لَكُمْ بِدَارٍ إِلا عَلَى النُّجْعَةِ وَلا يَقْوَى عَلَيْهِ أَهْلُهُ إِلا بِذَلِكَ ، أَيْنَ الطُّرَّاءُ الْمُهَاجِرُونَ عَنْ مَوْعُودِ اللَّهِ ؟ سِيرُوا فِي الأَرْضِ الَّتِي وَعَدَكُمُ اللَّهَ فِي الْكِتَابِ أَنْ يُورِثَكُمُوهَا ، فَإِنَّهُ قَالَ : لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ سورة التوبة آية 33 ، وَاللَّهُ مُظْهِرٌ دِينَهُ وَمُعِزٌّ نَاصِرَهُ وَمُوَلِّي أَهْلَهُ مَوَارِيثَ الأُمَمِ ، أَيْنَ عِبَادُ اللَّهِ الصَّالِحُونَ ؟ فَكَانَ أَوَّلُ مُنْتَدَبٍ أَبُو عُبَيْدِ بْنُ مَسْعُودٍ ، ثُمَّ ثَنَّى سَعْدُ بْنُ عُبَيْدٍ أَوْ سُلَيْطُ بْنُ قَيْسٍ ، فَلَمَّا اجْتَمَعَ ذَلِكَ الْبَعْثُ ، قِيلَ لِعُمَرَ : أَمِّرْ عَلَيْهِمْ رَجُلا مِنَ السَّابِقِينَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ . قَالَ : لا وَاللَّهِ لا أَفْعَلُ إِنَّ اللَّهَ إِنَّمَا رَفَعَكُمْ بِسَبْقِكُمْ وَسُرْعَتِكُمْ إِلَى الْعَدُوِّ ، فَإِذَا جَبِنْتُمْ وَكَرِهْتُمُ اللِّقَاءَ فَأَوْلَى بِالرِّيَاسَةِ مِنْكُمْ مَنْ سَبَقَ إِلَى الدَّفْعِ وَأَجَابَ إِلَى الدُّعَاءِ ، وَاللَّهِ لا أُؤَمِّرُ عَلَيْهِمْ إِلا أَوَّلَهُمُ انْتِدَابًا ، ثُمَّ دَعَا أَبَا عُبَيْدٍ وَسُلَيْطًا وَسَعْدًا ، فَقَالَ : أَمَّا إِنَّكُمَا لَوْ سَبَقْتُمَاهُ لَوَلَّيْتُكُمَا وَلأَدْرَكْتُمَا بِهَا إِلَى مَا لَكُمَا مِنَ الْقُدْمَةِ ، فَأَمَّرَ أَبَا عُبَيْدٍ عَلَى الْجَيْشِ ، وَقَالَ لأَبِي عُبَيْدٍ : اسْمَعْ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَشْرِكْهُمْ فِي الأَمْرِ ، وَلا تَجْتَهِدْ مُسْرِعًا حَتَّى تَتَبَيَّنَ ، فَإِنَّهَا الْحَرْبُ وَالْحَرْبُ لا يُصْلِحُهَا إِلا الرَّجُلُ الْمَكِيثُ الَّذِي يَعْرِفُ الْفُرْصَةَ وَالْكَفَّ . وَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ : قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لأَبِي عُبَيْدٍ : إِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أُؤَمِّرَ سُلَيْطًا إِلا سُرْعَتُهُ إِلَى الْحَرْبِ ، وَفِي التَّسَرُّعِ إِلَى الْحَرْبِ ضَيَاعٌ إِلا عَنْ بَيَانٍ ، وَاللَّهِ لَوْلا سُرْعَتُهُ لأَمَّرْتُهُ ، وَلَكِنَّ الْحَرْبَ لا يُصْلِحُهَا إِلا الْمَكِيثُ . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُمَرُ | عمر بن الخطاب العدوي / توفي في :23 | صحابي |