فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ بِهِ السَّرِيُّ ، عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، وَزِيَادٍ ، بِإِسْنَادِهِمْ : فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ بِهِ السَّرِيُّ ، عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، وَزِيَادٍ ، بِإِسْنَادِهِمْ : خَرَجَ عُمَرُ حَتَّى نَزَلَ عَلَى مَاءٍ يُدْعَى صِرَارًا ، فَعَسْكَرَ بِهِ وَلا يَدْرِي النَّاسُ مَا يُرِيدُ ، أَيَسِيرُ أَمْ يُقِيمُ ؟ وَكَانُوا إِذَا أَرَادُوا أَنْ يَسْأَلُوهُ عَنْ شَيْءٍ رَمَوْهُ بِعُثْمَانَ أَوْ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، وَكَانَ عُثْمَانُ يُدْعَى فِي إِمَارَةِ عُمَرَ رَدِيفًا ، قَالُوا : وَالرَّدِيفُ بِلِسَانِ الْعَرَبِ الرَّجُلُ الَّذِي بَعْدَ الرَّجُلِ ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ الَّذِي يَرْجُونَهُ بَعْدَ رَئِيسِهِمْ ، وَكَانُوا إِذَا لَمْ يَقْدِرْ هَذَانِ عَلَى عِلْمِ شَيْءٍ مِمَّا يُرِيدُونَ ثَلَّثُوا بِالْعَبَّاسِ ، فَقَالَ عُثْمَانُ لِعُمَرَ : مَا بَلَغَكَ مَا الَّذِي تُرِيدُ ؟ فَنَادَى : الصَّلاةُ جَامِعَةٌ ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ فَأَخْبَرَهُمُ الْخَبَرَ ، ثُمَّ نَظَرَ مَا يَقُولُ النَّاسُ ، فَقَالَ الْعَامَّةُ : سِرْ وَسِرْ بِنَا مَعَكَ ، فَدَخَلَ مَعَهُمْ فِي رَأْيِهِمْ ، وَكَرِهَ أَنْ يَدَعَهُمْ حَتَّى يُخْرِجَهُمْ مِنْهُ فِي رِفْقٍ ، فَقَالَ : اسْتَعِدُّوا وَأَعِدُّوا ، فَإِنِّي سَائِرٌ إِلا أَنْ يَجِيءَ رَأْيٌ هُوَ أَمْثَلُ مِنْ ذَلِكَ ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَى أَهْلِ الرَّأْيِ فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ وُجُوهُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَعْلامُ الْعَرَبِ ، فَقَالَ : أَحْضِرُونِي الرَّأْيَ ، فَإِنِّي سَائِرٌ فَاجْتَمَعُوا جَمِيعًا ، وَأَجْمَعَ مَلَؤُهُمْ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُقِيمُ وَيَرْمِيهِ بِالْجُنُودِ ، فَإِنْ كَانَ الَّذِي يَشْتَهِي مِنَ الْفَتْحِ ، فَهُوَ الَّذِي يُرِيدُ وَيُرِيدُونَ ، وَإِلا أَعَادَ رَجُلا وَنَدَبَ جُنْدًا آخَرَ وَفِي ذَلِكَ مَا يَغِيظُ الْعَدُوَّ وَيَرْعَوِي الْمُسْلِمُونَ ، وَيَجِيءُ نَصْرُ اللَّهِ بِإِنْجَازِ مَوْعُودِ اللَّهِ ، فَنَادَى عُمَرُ : الصَّلاةُ جَامِعَةٌ ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ ، وَأَرْسَلَ إِلَى عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ ، وَقَدِ اسْتَخْلَفَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ فَأَتَاهُ ، وَإِلَى طَلْحَةَ وَقَدْ بَعَثَهُ عَلَى الْمُقَدِّمَةِ فَرَجَعَ إِلَيْهِ ، وَجَعَلَ عَلَى الْمُجَنِّبَتَيْنِ الزُّبَيْرَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ ، فَقَامَ فِي النَّاسِ ، فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ جَمَعَ عَلَى الإِسْلامِ أَهْلَهُ ، فَأَلَّفَ بَيْنَ الْقُلُوبِ ، وَجَعَلَهُمْ فِيهِ إِخْوَانًا ، وَالْمُسْلِمُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ كَالْجَسَدِ لا يَخْلُو مِنْهُ شَيْءٌ مِنْ شَيْءٍ أَصَابَ غَيْرَهُ ، وَكَذَلِكَ يَحِقُّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَكُونَ أَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ذَوِي الرَّأْيِ مِنْهُمْ ، فَالنَّاسُ تُبَّعٌ لِمَنْ قَامَ بِهَذَا الأَمْرِ ، مَا اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ وَرَضُوا بِهِ ، لَزِمَ النَّاسُ ، وَكَانُوا فِيهِ تُبَّعًا لَهُمْ ، وَمَنْ أَقَامَ بِهَذَا الأَمْرِ تَبِعٌ لأُولِي رَأْيِهِمْ مَا رَأَوْا لَهُمْ وَرَضُوا بِهِ لَهُمْ مِنْ مَكِيدَةٍ فِي حَرْبٍ كَانُوا فِيهِ تَبَعًا لَهُمْ ، يَأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي إِنَّمَا كُنْتُ كَرَجُلٍ مُنْكُمْ ، حَتَّى صَرَفَنِي ذَوُو الرَّأْيِ مِنْكُمْ عَنِ الْخُرُوجِ ، فَقَدْ رَأَيْتُ أَنْ أُقِيمَ وَأَبْعَثَ رَجُلا ، وَقَدْ أَحْضَرْتُ هَذَا الأَمْرَ مَنْ قَدَّمْتُ وَمَنْ خَلَّفْتُ ، وَكَانَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ خَلِيفَتَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ ، وَطَلْحَةُ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ بِالأَعْوَصِ ، فَأَحْضَرَهُمَا ذَلِكَ . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |