كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، وَزِيَادٍ ، بِإِسْنَادِهِمْ ، قَالُوا : كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، وَزِيَادٍ ، بِإِسْنَادِهِمْ ، قَالُوا : إِنَّ سَعْدًا خَطَبَ مَنْ يَلِيهِ يَوْمَئِذٍ ، وَذَلِكَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ ، بَعْدَ مَا تَهَدَّمَ عَلَى الَّذِينَ اعْتَرَضُوا عَلَى خَالِدِ بْنِ عَرْفَطَةَ ، فَحَمَدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، وَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ لا شَرِيكَ لَهُ فِي الْمُلْكِ ، وَلَيْسَ لِقَوْلِهِ خُلَفٌ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ ثَنَاؤُهُ : وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ سورة الأنبياء آية 105 ، إِنَّ هَذَا مِيرَاثُكُمْ وَمَوْعُودُ رَبِّكُمْ ، وَقَدْ أَبَاحَهَا لَكُمْ مُنْذُ ثَلاثِ حِجَجٍ ، فَأَنْتُمْ تُطْعَمُونَ مِنْهَا وَتَأْكُلُونَ مِنْهَا ، وَتَقْتُلُونَ أَهْلَهَا وَتَجْبَوْنَهُمْ وَتَسْبَوْنَهُمْ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ ، بِمَا نَالَ مِنْهُمْ أَصْحَابُ الأَيَّامِ مِنْكُمْ ، وَقَدْ جَاءَكُمْ مِنْهُمْ هَذَا الْجَمْعُ وَأَنْتُمْ وُجُوهُ الْعَرَبِ وَأَعْيَانُهُمْ ، وَخِيَارُ كُلِّ قَبِيلَةٍ وَعَز مَنْ وَرَاءَكُمْ ، فَإِنْ تَزْهَدُوا فِي الدُّنْيَا وَتَرْغَبُوا فِي الآخِرَةِ ، جَمَعَ اللَّهُ لَكُمُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ، وَلا يُقَرِّبُ ذَلِكَ أَحَدًا إِلَى أَجَلِهِ ، وَإِنْ تَفْشَلُوا وَتَهِنُوا وَتَضْعَفُوا تَذْهَبْ رِيحُكُمْ وَتُوبِقُوا آخِرَتكُمْ ، وَقَامَ عَاصِمُ بْنُ عَمْرٍو فِي الْمُجَرَّدَةِ . فَقَالَ : إِنَّ هَذِهِ بِلادٌ قَدْ أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ أَهْلَهَا ، وَأَنْتُمْ تَنَالُونَ مِنْهُمْ مُنْذُ ثَلاثِ سِنِينَ مَا لا يَنَالُونَ مِنْكُمْ ، وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ إِنْ صَبَرْتُمْ ، وَصَدَقْتُمُوهُمُ الضَّرْبَ وَالطَّعْنَ ، فَلَكُمْ أَمْوَالُهُمْ وَنِسَاؤُهُمْ وَأَبْنَاؤُهُمْ وَبِلادُهُمْ ، وَإِنْ خُرْتُمْ وَفَشِلْتُمْ فَاللَّهُ لَكُمْ مِنْ ذَلِكَ جَارٌ وَحَافِظٌ ، لَمْ يُبْقِ هَذَا الْجَمْعُ مِنْكُمْ بَاقِيَةً ، مَخَافَةَ أَنْ تَعُودُوا عَلَيْهِمْ بِعَائِدَةِ هَلاكِ اللَّهِ ، اذْكُرُوا الأَيَّامَ وَمَا مَنَحَكُمُ اللَّهُ فِيهَا ، أَوَلا تَرَوْنَ أَنَّ الأَرْضَ وَرَاءَكُمْ بِسَابُسَ قِفَارٌ ، لَيْسَ فِيهَا خَمَرٌ وَلا وَزَرٌ يُعْقَلُ إِلَيْهِ وَلا يُمْتَنَعُ بِهِ ؟ اجْعَلُوا هَمَّكُمُ الآخِرَةَ ، وَكَتَبَ سَعْدٌ إِلَى الرَّايَاتِ : إِنِّي قَدِ اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْكُمْ خَالِدَ بْنَ عَرْفَطَةَ ، وَلَيْسَ يَمْنَعُنِي أَنْ أَكُونَ مَكَانَهُ إِلا وَجَعِي الَّذِي يَعُودُنِي ، وَمَا بِي مِنَ الْجُنُونِ ، فَإِنِّي مُكِبٌّ عَلَى وَجْهِي وَشَخْصِي لَكُمْ بَادٍ ، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا ، فَإِنَّهُ إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِأَمْرِي وَيَعْمَلُ بِرَأْيِي ، فَقُرِئَ عَلَى النَّاسِ فَزَادَهُمْ خَيْرًا ، وَانْتَهَوْا إِلَى رَأْيِهِ وَقَبِلُوا مِنْهُ ، وَتَحَاثُّوا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ ، وَأَجْمَعُوا عَلَى عُذْرِ سَعْدٍ وَالرِّضَا بِمَا صَنَعَ . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
سَعْدًا | سعد بن أبي وقاص الزهري | صحابي |