وأما مُحَمَّد بْن بشار فإنه حَدَّثَنَا ، قَالَ : حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى الزُّهْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عِيسَى أَبِو نَعَامَةَ الْعَدَوِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ عُمَيْرٍ ، وَشُوَيْسًا أَبَا الرُّقَادِ ، قَالا : بَعَثَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ ، فَقَالَ لَهُ : انْطَلِقْ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي أَقْصَى أَرْضِ الْعَرَبِ وَأَدْنَى أَرْضِ الْعَجَمِ فَأَقِيمُوا ، فَأَقْبَلُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالْمِرْبَدِ وَجَدُوا هَذَا الْكذان . قَالُوا : مَا هَذِهِ الْبَصْرَةِ ؟ فَسَارُوا حَتَّى بَلَغُوا حِيَالَ الْجِسْرِ الصَّغِيرِ ، فَإِذَا فِيهِ حُلَفَاءٌ وَقصب نابتة ، فَقَالُوا : هَاهُنَا أُمِرْتُمْ ؟ فَنَزَلُوا دُونَ صَاحِبِ الْفُرَاتِ ، فَأَتَوْهُ . فَقَالُوا : إِنَّ هَهُنَا قَوْمًا مَعَهُمْ رَايَةٌ وَهُمْ يُرِيدُونَكَ ، فَأَقْبَلَ فِي أَرْبَعَةِ آلافِ إِسْوَارٍ . فَقَالَ : مَا هُمْ إِلا مَا أَرَى ، اجْعَلُوا فِي أَعْنَاقِهِمُ الْحِبَالَ ، وَأْتُونِي بِهِمْ ، فَجَعَلَ عُتْبَةُ يَزْجِلُ . وَقَالَ : إِنِّي شَهِدْتُ الْحَرْبَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حَتَّى إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ ، قَالَ : احْمِلُوا ، فَحَمَلُوا عَلَيْهِمْ فَقَتَلُوهُمْ أَجْمَعِينَ ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلا صَاحِبُ الْفُرَاتِ أَخَذُوهُ أَسِيرًا . فَقَالَ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ : ابْغُوا لَنَا مَنْزِلا هُوَ أَنْزَهَ مِنْ هَذَا ، وَكَانَ يَوْمَ عِكَاكٍ وَوَمَدٍ ، فَرَفَعُوا لَهُ مِنْبَرًا فَقَامَ يَخْطُبُ ، فَقَالَ : إِنَّ الدُّنْيَا قَدْ تَصَرَّمَتْ وَوَلَّتْ حَذَّاءَ ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلا صَبَابَةٌ كَصَبَابَةِ الإِنَاءِ ، أَلا وَإِنَّكُمْ مُنْتَقِلُونَ مِنْهَا إِلَى دَارِ الْقَرَارِ ، فَانْتَقِلُوا بِخَيْرِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ ، وَقَدْ ذُكِرَ لِي لَوْ أَنَّ صَخْرَةً أُلْقِيَتْ مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ هَوَتْ سَبْعِينَ خَرِيفًا وَلَتَمْلأَنَّهُ ، أَوَعَجِبْتُمْ ، وَلَقَدْ ذُكِرَ لِي أَنَّ مَا بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ مَسِيرَةَ أَرْبَعِينَ عَامًا ، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ يَوْمٌ وَهُوَ كَظِيظٌ ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي وَأَنَا سَابِعُ سَبْعَةٍ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مَا لَنَا طَعَامٌ إِلا وَرَقُ السمرِ حَتَّى تَقَرَّحَتْ أَشْدَاقُنَا ، وَالْتَقَطْتُ بُرْدَةً فَشَقَقْتُهَا بَيْنِي وَبَيْنَ سَعْدٍ ، فَمَا مِنَّا مِنْ أُولَئِكَ السَّبْعَةِ مِنْ أَحَدٍ إِلا وَهُوَ أَمِيرُ مِصْرٍ مِنَ الأَمْصَارِ ، وَسَيُجَرِّبُونَ النَّاسَ بَعْدَنَا . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ | عتبة بن غزوان المازني / توفي في :17 | صحابي |
وَشُوَيْسًا أَبَا الرُّقَادِ | شويس بن حياش العدوي | صدوق حسن الحديث |
خَالِدَ بْنَ عُمَيْرٍ | خالد بن عمير العدوي | مختلف في صحبته |
عَمْرُو بْنُ عِيسَى أَبِو نَعَامَةَ الْعَدَوِيُّ | عمرو بن عيسى العدوي | ثقة |
صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى الزُّهْرِيُّ | صفوان بن عيسى القرشي | ثقة |
مُحَمَّد بْن بشار | محمد بن بشار العبدي / ولد في :167 / توفي في :252 | ثقة حافظ |