ذَكَرَ سَيْفٌ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، وَأَبِي حَارِثَةَ ، عَنْ خَالِدٍ ، وَعُبَادَةَ ، قَالا : ذَكَرَ سَيْفٌ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، وَأَبِي حَارِثَةَ ، عَنْ خَالِدٍ ، وَعُبَادَةَ ، قَالا : لَمَّا انْصَرَفَ أَبُو عُبَيْدَةَ وَخَالِدٌ إِلَى حِمْصَ مِنْ فحل ، نَزَلَ عَمْرٌو وَشُرَحْبِيلٌ عَلَى بَيْسَانَ فَافْتَتَحَاهَا ، وَصَالَحَتْهُ الأُرْدُنُّ ، وَاجْتَمَعَ عَسْكَرُ الرُّومِ بِأَجْنَادِينَ وَبِيسَانَ وَغَزَّةَ ، وَكَتَبُوا إِلَى عُمَرَ بِتَفَرُّقِهِمْ ، فَكَتَبَ إِلَى يَزِيدَ بِأَنْ يُدَفِّئَ ظُهُورَهُمْ بِالرِّجَالِ ، وَأَنْ يُسَرِّحَ مُعَاوِيَةَ إِلَى قَيْسَارِيَةَ ، وَكَتَبَ إِلَى عَمْرٍو يَأْمُرُهُ بِصَدْمِ الأَرْطَبُونِ ، وَإِلَى عَلْقَمَةَ بِصَدْمِ الْفَيْقَارِ ، وَكَانَ كِتَابُ عُمَرَ إِلَى مُعَاوِيَةَ : أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنِّي قَدْ وَلَّيْتُكَ قَيْسَارِيَةَ ، فَسِرْ إِلَيْهَا وَاسْتَنْصِرِ اللَّهَ عَلَيْهِمْ ، وَأَكْثِرْ مِنْ قَوْلِ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ ، اللَّهُ رَبُّنَا وَثِقَتُنَا وَرَجَاؤُنَا وَمَوْلانَا ، نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ، فَانْتَهَى الرَّجُلانِ إِلَى مَا أَمَرَا بِهِ ، وَسَارَ مُعَاوِيَةُ فِي جُنْدِهِ ، حَتَّى نَزَلَ عَلَى أَهْلِ قَيْسَارِيَةَ وَعَلَيْهِمْ أبنى ، فَهَزَمَهُ وَحَصَرَهُ فِي قَيْسَارِيَةَ ، ثُمَّ إِنَّهُمْ جَعَلُوا يُزَاحِفُونَهُ ، وَجَعَلُوا لا يُزَاحِفُونَهُ مِنْ مَرَّةٍ إِلا هَزَمَهُمْ ، وَرَدَّهُمْ إِلَى حِصْنِهِمْ ، ثُمَّ زَاحَفُوهُ آخِرَ ذَلِكَ ، وَخَرَجُوا مِنْ صَيَاصِيهِمْ ، فَاقْتَتَلُوا فِي حَفِيظَةٍ وَاسْتِمَاتَةٍ ، فَبَلَغَتْ قَتْلاهُمْ فِي الْمَعْرَكَةِ ثَمَانِينَ أَلْفًا ، وَكَمَّلَهَا فِي هَزِيمَتِهِمْ مِائَةَ أَلْفٍ ، وَبَعَثَ بِالْفَتْحِ مَعَ رَجُلَيْنِ مِنْ بَنِي الضُّبَيْبِ ، ثُمَّ خَافَ مِنْهُمَا الضَّعْفَ ، فَبَعَثَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَلْقَمَةَ الْفِرَاسِيَّ ، وَزُهَيْرَ بْنَ الْحَلابِ الْخَثْعَمِيَّ ، وَأَمَرَهُمَا أَنْ يَتْبَعَاهُمَا وَيَسْبِقَاهُمَا ، فَلَحِقَاهُمَا فَطَوَيَاهُمَا وَهُمَا نَائِمَانِ ، وَابْنُ عَلْقَمَةَ يَتَمَثَّلُ وَهِيَ هِجِّيرَاهُ : أَرَّقَ عَيْنِي أَخَوَا جُذَامِ كَيْفَ أَنَامُ وَهُمَا أَمَامِي إِذْ يَرْحَلانِ وَالْهَجِيرُ طَامِي أَخُو حَشِيمٍ وَأَخُو حَرَامِ وَانْطَلَقَ عَلْقَمَةُ بْنُ مُجَزِّزٍ فَحَصَرَ الْفَيْقَارَ بِغَزَّةَ ، وَجَعَلَ يُرَاسِلُهُ فَلَمْ يَشْفِهِ مِمَّا يُرِيدُ أَحَدٌ ، فَأَتَاهُ كَأَنَّهُ رَسُولُ عَلْقَمَةَ ، فَأَمَرَ الْفَيْقَارُ رَجُلا أَنْ يَقْعُدَ لَهُ بِالطَّرِيقِ ، فَإِذَا مَرَّ قَتَلَهُ ، فَفَطِنَ عَلْقَمَةُ ، فَقَالَ : إِنَّ مَعِي نَفَرًا شُرَكَائِي فِي الرَّأْيِ ، فَأَنْطَلِقُ فَآتِيكَ بِهِمْ ، فَبَعَثَ إِلَى ذَلِكَ الرَّجُلِ : لا تَعْرِضْ لَهُ ، فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ وَلَمْ يَعُدْ ، وَفَعَلَ كَمَا فَعَلَ عَمْرٌو بِالأَرْطَبُونِ ، وَانْتَهَى بَرِيدُ مُعَاوِيَةَ إِلَى عُمَرَ بِالْخَبَرِ ، فَجَمَعَ النَّاسَ وَأَبَاتَهُمْ عَلَى الْفَرَحِ لَيْلا ، فَحَمِدَ اللَّهَ ، وَقَالَ : لِتَحْمَدُوا اللَّهَ عَلَى فَتْحِ قَيْسَارِيَةَ ، وَجَعَلَ مُعَاوِيَةُ قَبْلَ الْفَتْحِ وَبَعْدَهُ يَحْبِسُ الأَسْرَى عِنْدَهُ ، وَيَقُولُ : مَا صَنَعَ مِيخَائِيلُ بِأَسْرَانَا ، صَنَعْنَا بِأَسْرَاهُمْ مِثْلَهُ ، فَفَطَمَهُ عَنِ الْعَبَثِ بِأَسْرَى الْمُسْلِمِينَ حَتَّى افْتَتَحَهَا . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |