حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ ، خَرَجَ غَازِيًا ، وَخَرَجَ مَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ ، وَأَوْعَبَ النَّاسَ مَعَهُ ، حَتَّى إِذَا نَزَلَ بِسَرْغَ لَقِيَهُ أُمَرَاءُ الأَجْنَادِ : أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ ، وَشُرَحْبِيلُ بْنُ حَسَنَةَ ، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ الأَرْضَ سَقِيمَةٌ ، فَقَالَ عُمَرُ : اجْمَعْ إِلَيَّ الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ ، قَالَ : فَجَمَعْتُهُمْ لَهُ ، فَاسْتَشَارَهُمْ ، فَاخْتَلَفُوا عَلَيْهِ ، فَمِنْهُمُ الْقَائِلُ : خَرَجْتَ لِوَجْهٍ تُرِيدُ فِيهِ اللَّهَ وَمَا عِنْدَهُ ، وَلا نَرَى أَنْ يَصُدَّكَ عَنْهُ بَلاءٌ عَرَضَ لَكَ ، وَمِنْهُمُ الْقَائِلُ : إِنَّهُ لَبَلاءٌ وَفَنَاءٌ مَا نَرَى أَنْ تَقْدَمَ عَلَيْهِ ، فَلَمَّا اخْتَلَفُوا عَلَيْهِ ، قَالَ : قُومُوا عَنِّي ، ثُمَّ قَالَ : اجْمَعْ لِي مُهَاجِرَةَ الأَنْصَارِ ، فَجَمَعْتُهُمْ لَهُ ، فَاسْتَشَارَهُمْ ، فَسَلَكُوا طَرِيقَ الْمُهَاجِرِينَ ، فَكَأَنَّمَا سَمِعُوا مَا قَالُوا ، فَقَالُوا مِثْلَهُ ، فَلَمَّا اخْتَلَفُوا عَلَيْهِ ، قَالَ : قُومُوا عَنِّي ، ثُمَّ قَالَ : اجْمَعْ لِي مُهَاجِرَةَ الْفَتْحِ مِنْ قُرَيْشٍ ، فَجَمَعْتُهُمْ لَهُ ، فَاسْتَشَارَهُمْ ، فَلَمْ يَخْتَلِفْ عَلَيْهِمْ مِنْهُمُ اثْنَانِ ، وَقَالُوا : ارْجِعْ بِالنَّاسِ ، فَإِنَّهُ بَلاءٌ وَفَنَاءٌ . قَالَ : فَقَالَ لِي عُمَرُ : يَا ابْنَ عَبَّاسٍ اصْرُخْ فِي النَّاسِ فَقُلْ : إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَقُولُ لَكُمْ : إِنِّي مُصْبِحٌ عَلَى ظُهْرٍ ، فَأَصْبِحُوا عَلَيْهِ ، قَالَ : فَأَصَبْحَ عُمَرُ عَلَى ظُهْرٍ ، وَأَصْبَحَ النَّاسُ عَلَيْهِ ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ ، قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَاجِعٌ فَارْجِعُوا . فَقَالَ لَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ : أَفِرَارًا مِنْ قَدَرِ اللَّهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ فِرَارًا مِنْ قَدَرِ اللَّهِ إِلَى قَدَرِ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلا هَبَطَ وَادِيًا لَهُ عُدْوَتَانِ : إِحْدَاهُمَا خَصْبَةٌ ، وَالأُخْرَى جَدْبَةٌ ، أَلَيْسَ يَرْعَى مَنْ رَعَى الْجَدْبَةَ بِقَدَرِ اللَّهِ ، وَيَرْعَى مَنْ رَعَى الْخَصْبَةِ بِقَدَرِ اللَّهِ ، ثُمَّ قَالَ : لَوْ غَيْرُكَ يَقُولُ هَذَا يَا أَبَا عُبَيْدَةَ ، ثُمَّ خَلا بِهِ بِنَاحِيَةٍ دُونَ النَّاسِ ، فَبَيْنَا النَّاسُ عَلَى ذَلِكَ ، إِذْ أَتَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ، وَكَانَ مُتَخَلِّفًا عَنِ النَّاسِ لَمْ يَشْهَدْهُمْ بِالأَمْسِ ، فَقَالَ : مَا شَأْنُ النَّاسِ ؟ فَأُخْبِرَ الْخَبَرَ ، فَقَالَ : عِنْدِي مِنْ هَذَا عِلْمٌ ، فَقَالَ عُمَرُ : فَأَنْتَ عِنْدَنَا الأَمِينُ الْمُصَدَّقُ ، فَمَاذَا عِنْدَكَ ؟ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " إِذَا سَمِعْتُمْ بِهَذَا الْوَبَاءِ بِبَلَدٍ فَلا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ ، وَإِذَا وَقَعَ وَأَنْتُمْ بِهِ فَلا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ ، وَلا يُخْرِجَنَّكُمْ إِلا ذَلِكَ " . فَقَالَ عُمَرُ : فَلِلَّهِ الْحَمْدُ ، انْصَرِفُوا أَيُّهَا النَّاسُ ، فَانْصَرَفَ بِهِمْ . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ | عبد الرحمن بن عوف الزهري / توفي في :32 | صحابي |
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ | عبد الله بن العباس القرشي / توفي في :68 | صحابي |
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ | عبد الله بن الحارث الهاشمي / توفي في :99 | ثقة |
عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ | عبد الحميد بن عبد الرحمن العدوي | ثقة |
ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ | محمد بن شهاب الزهري / ولد في :52 / توفي في :124 | الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه |
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ | ابن إسحاق القرشي / توفي في :150 | صدوق مدلس |
سَلَمَةُ | سلمة بن الفضل الأنصاري | صدوق كثير الخطأ |
ابْنُ حُمَيْدٍ | محمد بن حميد التميمي / توفي في :248 | متروك الحديث |