كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ زَكَرِيَّاءَ بْنِ سِيَاهٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الثَّقَفِيِّ ، كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ زَكَرِيَّاءَ بْنِ سِيَاهٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الثَّقَفِيِّ ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ مَسْعُودٍ ، قَالَ : " وَاللَّهِ مَا تَدْرِي عَلامَ اسْتُعْمِلْتَ ؟ . فَقَالَ عُمَرُ : عَلامَ اسْتَعْمَلْتُكَ يَا عَمَّارُ ؟ قَالَ : عَلَى الْحِيرَةِ وَأَرْضِهَا . فَقَالَ : قَدْ سَمِعْنَا بِالْحِيرَةِ تُجَّارًا تَخْتَلِفُ إِلَيْهَا ، قَالَ : وَعَلَى أَيِّ شَيْءٍ ؟ قَالَ : عَلَى بَابِلَ وَأَرْضِهَا . قَالَ : قَدْ سَمِعْتُ بِذِكْرِهَا فِي الْقُرْآنِ . قَالَ : وَعَلَى أَيِّ شَيْءٍ ؟ قَالَ : عَلَى الْمَدَائِنِ وَمَا حَوْلَهَا . قَالَ : أَمَدَائِنُ كِسْرَى ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : وَعَلَى أَيِّ شَيْءٍ ؟ قَالَ : عَلَى مِهْرَجَانِ قُذقَ وَأَرْضِهَا . قَالُوا : قَدْ أَخْبَرْنَاكَ أَنَّهُ لا يَدْرِي عَلامَ بَعَثْتَهُ ، فَعَزَلَهُ عَنْهُمْ ، ثُمَّ دَعَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ ، فَقَالَ : أَسَاءَكَ حِينَ عَزَلْتُكَ ؟ فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا فَرِحْتُ بِهِ حِينَ بَعَثْتَنِي ، وَلَقَدْ سَاءَنِي حِينَ عَزَلْتَنِي فَقَالَ : لَقَدْ عَلِمْتُ مَا أَنْتَ بِصَاحِبِ عَمَلٍ ، وَلَكِنِّي تَأَوَّلْتُ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ سورة القصص آية 5 . كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ خُلَيْدِ بْنِ ذَفَرَةَ النَّمَرِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، بِمِثْلِهِ وَزِيَادَةٍ ، فَقَالَ : أَوَتَحْمَدُ نَفْسَكَ بِمَعْرِفَةِ مَنْ تُعَالِجُهُ مُنْذُ قَدِمْت ، وَقَالَ : وَاللَّهِ يَا عَمَّارُ لا يَنْتَهِي بِكِ حَدُّكَ ، حَتَّى يُلْقِيَكَ فِي هَنَةٍ ، وَتَاللَّهِ لَئِنْ أَدْرَكَكَ عُمَرُ لَتَرِقَّنَّ ، وَلَئِنْ رَقَقْتَ لَتَبْتَلِيَنَّ ، فَسَلِ اللَّهَ الْمَوْتَ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ ، فَقَالَ : مَنْ تُرِيدُونَ يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ ؟ فَقَالُوا : أَبَا مُوسَى فَأَمَّرَهُ عَلَيْهِمْ بَعْدَ عَمَّارٍ ، فَأَقَامَ عَلَيْهِمْ سَنَةً ، فَبَاعَ غُلامَهُ الْعِلْفَ ، وَسَمِعَهُ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ شَمْسٍ ، يَقُولُ : مَا صَحِبْتُ قَوْمًا قَطُّ إِلا آثَرْتُهُمْ ، وَوَاللَّهِ مَا مَنَعَنِي أَنْ أُكَذِّبَ شُهُودَ الْبَصْرَةِ إِلا صُحْبَتُهُمْ ، وَلَئِنْ صَحِبْتُكُمْ لأَمْنَحَنَّكُمْ خَيْرًا . فَقَالَ الْوَلِيدُ : مَا ذَهَبَ بِأَرْضِنَا غَيْرُكَ وَلا جَرَمَ ، لا تَعْمَلْ عَلَيْنَا ، فَخَرَجَ وَخَرَجَ مَعَهُ نَفَرٌ . فَقَالُوا : لا حَاجَةَ لَنَا فِي أَبِي مُوسَى . قَالَ : وَلِمَ ؟ قَالُوا : غُلامٌ لَهُ يَتْجَرُ فِي حَشْرِنَا ، فَعَزَلَهُ عَنْهُمْ وَصَرَفَهُ إِلَى الْبَصْرَةِ ، وَصَرَفَ عُمَرَ بْنَ سُرَاقَةَ إِلَى الْجَزِيرَةِ ، وَقَالَ لأَصْحَابِ أَبِي مُوسَى الَّذِينَ شَخَصُوا فِي عَزْلِهِ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ : أَقَوِيٌّ مُشَدِّدٌ أَحَبُّ إِلَيْكُمْ أَمْ ضَعِيفٌ مُؤْمِنٌ ؟ فَلَمْ يَجِدْ عِنْدَهُمْ شَيْئًا ، فَتَنَحَّى ، فَخَلا فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ فَنَامَ ، فَأَتَاهُ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ ، فَكَلأَهُ حَتَّى اسْتَيْقَظَ ، فَقَالَ مَا فَعَلْتَ هَذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِلا مِنْ عَظِيمٍ ، فَهَلْ نَابَكَ مِنْ نَائِبٍ ؟ قَالَ : وَأَيُّ نَائِبٍ أَعْظَمَ مِنْ مِائَةِ أَلْفٍ لا يَرْضَوْنَ عَنْ أَمِيرٍ ، وَلا يَرْضَى عَنْهُمْ أَمِيرٌ ، وَقَالَ فِي ذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ ، وَاخْتَطَّتِ الْكُوفَةُ حِينَ اخْتَطَّتْ عَلَى مِائَةِ أَلْفِ مُقَاتِلٍ ، وَأَتَاهُ أَصْحَابُهُ . فَقَالُوا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا شَأْنُكَ ؟ قَالَ : شَأْنِي أَهْلُ الْكُوفَةِ ، قَدْ عَضِلُوا بِي ، وَأَعَادَ عَلَيْهِمْ عُمَرُ الْمَشُورَةَ الَّتِي اسْتَشَارَ فِيهَدا ، فَأَجَابَهُ الْمُغِيرَةُ . فَقَالَ : أَمَّا الضَّعِيفُ الْمُسْلِمُ ، فَضَعْفُهُ عَلَيْكَ وَعَلَى الْمُسْلِمِينَ ، وَفَضْلُهُ لَهُ ، وَأَمَّا الْقَوِيُّ الْمُشَدِّدُ فَقُوَّتُهُ لَكَ وَلِلْمُسْلِمِينَ ، وَشِدَادُهُ عَلَيْهِ وَلَهُ ، فَبَعَثَهُ عَلَيْهِمْ . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |