كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ ، عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، بِإِسْنَادِهِمَا ، قَالا : لَمَّا وَلِيَ عُثْمَانُ بَعَثَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرٍ إِلَى كَابُلَ ، وَهِيَ عِمَالَةُ سِجِسْتَانَ ، فَبَلَغَ كَابُلَ حَتَّى اسْتَفْرَغَهَا ، فَكَانَتْ عِمَالَةُ سِجِسْتَانَ أَعْظَمَ مِنْ خُرَاسَانَ ، حَتَّى مَاتَ مُعَاوِيَةُ ، وَامْتَنَعَ أَهْلُ كَابُلَ . قَالُوا : وَكَانَ أَوَّلُ كِتَابٍ كَتَبَهُ عُثْمَانُ إِلَى عُمَّالِهِ : أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الأَئِمَّةَ أَنْ يَكُونُوا رُعَاةً ، وَلَمْ يَتَقَدَّمْ إِلَيْهِمْ أَنْ يَكُونُوا جُبَاةً ، وَإِنَّ صَدْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ خُلِقُوا رُعَاةً ، لَمْ يُخْلَقُوا جُبَاةً ، وَلَيُوشِكَنَّ أَئِمَّتُكُمْ أَنْ يَصِيرُوا جُبَاةً وَلا يَكُونُوا رُعَاةً ، فَإِذَا عَادُوا كَذَلِكَ انْقَطَعَ الْحَيَاءُ ، وَالأَمَانَةُ ، وَالْوَفَاءُ ، أَلا وَإِنَّ أَعْدَلَ السِّيرَةِ أَنْ تَنْظُرُوا فِي أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ ، فِيمَا عَلَيْهِمْ فَتُعْطُوهُمْ مَا لَهُمْ ، وَتَأْخُذُوهُمْ بِمَا عَلَيْهِمْ ، ثُمَّ تُثْنُوا بِالذِّمَّةِ فَتُعْطُوهُمُ الَّذِي لَهُمْ ، وَتَأْخُذُوهُمْ بِالَّذِي عَلَيْهِمْ ثُمَّ الْعَدُوَّ الَّذِي تَنْتَابُونَ ، فَاسْتَفْتِحُوا عَلَيْهِمْ بِالْوَفَاءِ ، قَالُوا : وَكَانَ أَوَّلَ كِتَابٍ كَتَبَهُ ، إِلَى أُمَرَاءِ الأَجْنَادِ فِي الْفُرُوجِ : أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّكُمْ حُمَاةُ الْمُسْلِمِينَ وَذَادَتُهُمْ ، وَقَدْ وَضَعَ لَكُمْ عُمَرُ مَا لَمْ يَغِبْ عَنَّا ، بَلْ كَانَ عَنْ مِلاءٍ مِنَّا ، وَلا يَبْلُغُنِي عَنْ أَحَدٍ مِنْكُمْ تَغْيِيرٌ وَلا تَبْدِيلٌ ، فَيُغَيِّرَ اللَّهُ مَا بِكُمْ ، ويَسْتَبْدِلَ بِكُمْ غَيْرَكُمْ ، فَانْظُرُوا كَيْفَ تَكُونُونَ ، فَإِنِّي أَنْظُرُ فِيمَا أَلْزَمَنِي اللَّهُ النَّظَرَ فِيهِ ، وَالْقِيَامَ عَلَيْهِ . قَالُوا : وَكَانَ أَوَّلَ كِتَابٍ كَتَبَهُ إِلَى عُمَّالِ الْخَرَاجِ : أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ بِالْحَقِّ ، فَلا يَقْبَلُ إِلا الْحَقَّ ، خُذُوا الْحَقَّ وَأَعْطُوا الْحَقَّ بِهِ ، وَالأَمَانَةَ الأَمَانَةَ قُومُوا عَلَيْهَا ، وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ مَنْ يَسْلُبُهَا ، فَتَكُونُوا شُرَكَاءَ مَنْ بَعْدَكُمْ إِلَى مَا اكْتَسَبْتُمْ ، وَالْوَفَاءَ الْوَفَاءَ ، لا تَظْلِمُوا الْيَتِيمَ ، وَلا الْمُعَاهَدَ ، فَإِنَّ اللَّهَ خَصْمٌ لِمَنْ ظَلَمَهُمْ . قَالُوا : وَكَانَ كِتَابُهُ إِلَى الْعَامَّةِ : أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّكُمْ إِنَّمَا بَلَغْتُمْ مَا بَلَغْتُمْ بِالاقْتَدَاءِ وَالاتِّبَاعِ ، فَلا تَلْفِتَنَّكُمُ الدُّنْيَا عَنْ أَمْرِكُمْ ، فَإِنَّ أَمْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ صَائِرٌ إِلَى الابْتِدَاعِ ، بَعْدَ اجْتِمَاعِ ثَلاثٍ فِيكُمْ : تَكَامُلُ النِّعَمِ ، وَبُلُوغُ أَوْلادِكُمْ مِنَ السَّبَايَا ، وَقِرَاءَةُ الأَعْرَابِ وَالأَعَاجِمِ الْقُرْآنَ ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " الْكُفْرُ فِي الْعُجْمَةِ ، فَإِذَا اسْتُعْجِمَ عَلَيْهِمْ أَمْرٌ تَكَلَّفُوا وَابْتَدَعُوا " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
وَطَلْحَةَ | طلحة بن الأعلم الحنفي | صدوق حسن الحديث |
مُحَمَّدٍ | محمد بن نويرة | مجهول الحال |
سَيْفٍ | سيف بن عمر الضبي | متهم بالوضع |
شُعَيْبٍ | شعيب بن إبراهيم الكوفي | ضعيف الحديث |
السَّرِيُّ | السري بن يحيى التميمي | ثقة |