ذكر الخبر عن سبب عزل عثمان ابا موسى عن البصرة


تفسير

رقم الحديث : 1369

وَكَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ أَبِي حَارِثَةَ ، وَأَبِي عُثْمَانَ ، قَالا : وَكَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ أَبِي حَارِثَةَ ، وَأَبِي عُثْمَانَ ، قَالا : لَمَّا وَلِيَ عُثْمَانُ أَقَرَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ عَلَى عَمَلِهِ ، وَكَانَ لا يَعْزِلُ أَحَدًا إِلا عَنْ شَكَاةٍ ، أَوِ اسْتِعْفَاءٍ مِنْ غَيْرِ شَكَاةٍ ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ مِنْ جُنْدِ مِصْرَ ، فَأَمَّرَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدٍ عَلَى جُنْدِهِ ، وَرَمَاهُ بِالرِّجَالِ وَسَرَّحَهُ إِلَى إِفْرِيقِيَّةَ ، وَسَرَّحَ مَعَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ نَافِعِ بْنِ عَبْدِ الْقَيْسِ ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ نَافِعِ بْنِ الْحُصَيْنِ الْفِهْرِيَّيْنِ ، وَقَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ : إِنْ فَتَحَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكَ غَدًا إِفْرِيقِيَّةَ ، فَلَكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ خُمُسُ الْخُمُسِ مِنَ الْغَنِيمَةِ ، نَفْلا . وَأَمَرَ الْعَبْدَيْنِ عَلَى الْجُنْدِ ، وَرَمَاهُمَا بِالرِّجَالِ ، وَسَرَّحَهُمَا إِلَى الأَنْدَلُسِ ، وَأَمَرَهُمَا وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعْدٍ بِالاجْتِمَاعِ عَلَى الأجل ، ثُمَّ يُقِيمُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ فِي عَمَلِهِ ، وَيَسِيرَانِ إِلَى عَمَلِهِمَا ، فَخَرَجُوا حَتَّى قَطَعُوا مِصْرَ ، فَلَمَّا وَغَلُوا فِي أَرْضِ إِفْرِيقِيَّةَ فَأَمْعَنُوا ، انْتَهَوْا إِلَى الأجل وَمَعَهُ الأَفْنَاءُ ، فَاقْتَتَلُوا ، فَقُتِلَ الأجل ، قَتَلَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ ، وَفَتَحَ إِفْرِيقِيَّةَ سَهْلَهَا وَجَبَلَهَا ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا عَلَى الإِسْلامِ ، وَحَسُنَتْ طَاعَتُهُمْ ، وَقَسَمَ عَبْدُ اللَّهِ مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَلَى الْجُنْدِ ، وَأَخَذَ خُمُسَ الْخُمُسِ ، وَبَعَثَ بِأَرْبَعَةِ أَخْمَاسِهِ إِلَى عُثْمَانَ مَعَ ابْنِ وَثِيمَةَ النَّصْرِيِّ ، وَضَرَبَ فُسْطَاطًا فِي مَوْضِعِ الْقَيْرَوَانِ ، وَوَفَدَ وَفْدًا فَشَكَوْا عَبْدَ اللَّهِ فِيمَا أَخَذَ ، فَقَالَ لَهُمْ : أَنَا نَفَلْتُهُ ، وَكَذَلِكَ كَانَ يَصْنَعُ ، وَقَدْ أَمَرْتُ لَهُ بِذَلِكَ ، وَذَاكَ إِلَيْكُمُ الآنَ ، فَإِنْ رَضِيتُمْ فَقَدْ جَازَ ، وَإِنْ سَخِطْتُمْ فَهُوَ رَدٌّ . قَالُوا : فَإِنَّا نَسْخَطُهُ . قَالَ : فَهُوَ رَدٌّ ، وَكَتَبَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بِرَدِّ ذَلِكَ ، وَاسْتِصْلاحِهِمْ ، قَالُوا : فَاعْزِلْهُ عَنَّا ، فَإِنَّا لا نُرِيدُ أَنْ يَتْأَمَّرَ عَلَيْنَا ، وَقَدْ وَقَعَ مَا وَقَعَ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ : أَنِ اسْتَخْلِفْ عَلَى إِفْرِيقِيَّةَ رَجُلا مِمَّنْ تَرْضَى وَيَرْضَوْنَ ، وَاقْسِمِ الْخُمُسَ الَّذِي كُنْتُ نَفَلْتُكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، فَإِنَّهُمْ قَدْ سَخِطُوا النَّفْلَ ، فَفَعَلَ ، وَرَجَعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدٍ إِلَى مِصْرَ ، وَقَدْ فَتَحَ إِفْرِيقِيَّةَ وَقَتَلَ الأجل ، فَمَا زَالُوا مِنْ أَسْمَعِ أَهْلِ الْبُلْدَانِ وَأَطْوَعِهِمْ إِلَى زَمَانِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، أَحْسَنَ أُمَّةً سَلامًا وَطَاعَةً ، حَتَّى دَبَّ إِلَيْهِمْ دُعَاةُ أَهْلِ الْعِرَاقِ ، فَلَمَّا دَبَّ إِلَيْهِمْ دُعَاةُ أَهْلِ الْعِرَاقِ وَاسْتَثَارُوهُمْ ، شَقُّوا عَصَاهُمْ ، وَفَرَّقُوا بَيْنَهُمْ إِلَى الْيَوْمِ ، وَكَانَ مِنْ سَبَبِ تَفْرِيقِهِمْ : أَنَّهُمْ رَدُّوا عَلَى أَهْلِ الأَهْوَاءِ ، فَقَالُوا : إِنَّا لا نُخَالِفُ الأَئِمَّةَ بِمَا تَجْنِي الْعُمَّالُ ، وَلا نَحْمِلُ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ . فَقَالُوا لَهُمْ : إِنَّمَا يَعْمَلُ هَؤُلاءِ بِأَمْرِ أُولَئِكَ ، فَقَالُوا لَهُمْ : لا نَقْبَلُ ذَلِكَ حَتَّى نُبَوِّرَهُمْ . فَخَرَجَ مَيْسَرَةُ فِي بِضْعَةَ عَشَرَ إِنْسَانًا حَتَّى يَقْدُمَ عَلَى هِشَامٍ ، فَطَلَبُوا الإِذْنَ فَصَعُبَ عَلَيْهِمْ ، فَأَتَوُا الأَبْرَشَ ، فَقَالُوا : أَبْلِغْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ أَمِيرَنَا يَغْزُو بِنَا وَبِجُنْدِهِ ، فَإِذَا أَصَابَ نَفَلَهُمْ دُونَنَا ، وَقَالَ : هُمْ أَحَقُّ بِهِ ، فَقُلْنَا : هُوَ أَخْلَصُ لِجِهَادِنَا لأَنَّا لا نَأْخُذُ مِنْهُ شَيْئًا ، إِنْ كَانَ لَنَا فَهُمْ مِنْهُ فِي حِلٍّ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَنَا لَمْ نُرِدْهُ . وَقَالُوا : إِذَا حَاصَرْنَا مَدِينَةً . قَالَ : تَقَدَّمُوا وَأَخَّرَ جُنْدَهُ . فَقُلْنَا : تَقَدَّمُوا فَإِنَّهُ ازْدِيَادٌ فِي الْجِهَادِ ، وَمِثْلُكُمْ كَفَى إِخْوَانَهُ ، فَوَقَيْنَاهُمْ بِأَنْفُسِنَا وَكَفَيْنَاهُمْ ، ثُمَّ إِنَّهُمْ عَمِدُوا إِلَى مَاشِيَتِنَا فَجَعَلُوا يَبْقُرُونَهَا عَلَى السِّخَالِ ، يَطْلُبُونَ الْفِرَاءَ الْبِيضَ لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَيَقْتُلُونَ أَلْفَ شَاةٍ فِي جِلْدٍ . فَقُلْنَا : مَا أَيْسَرَ هَذَا لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَاحْتَمَلْنَا ذَلِكَ وَخَلَّيْنَاهُمْ ، وَذَلِكَ ثُمَّ إِنَّهُمْ سَامُونَا أَنْ يَأْخُذُوا كُلَّ جَمِيلَةٍ مِنْ بَنَاتِنَا ، فَقُلْنَا : لَمْ نَجِدْ هَذَا فِي كِتَابٍ وَلا سُنَّةٍ ، وَنَحْنُ مُسْلِمُونَ ، فَأَحْبَبْنَا أَنْ نَعْلَمَ أَعَنْ رَأْيِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ذَلِكَ ، أَمْ لا ، قَالَ : نَفْعَلُ ، فَلَمَّا طَالَ عَلَيْهِمْ وَنَفِدَتْ نَفَقَاتُهُمْ ، كَتَبُوا أَسْمَاءَهُمْ فِي رِقَاعٍ ، وَرَفَعُوهَا إِلَى الْوُزَرَاءِ . وَقَالُوا : هَذِهِ أَسْمَاؤُنَا وَأَنْسَابُنَا ، فَإِنْ سَأَلَكُمْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَنَّا فَأَخْبِرُوهُ . ثُمَّ كَانَ وجههم إِلَى إِفْرِيقِيَّةَ ، فَخَرَجُوا عَلَى عَامِلِ هِشَامٍ فَقَتَلُوهُ ، وَاسْتَوْلَوْا عَلَى إِفْرِيقِيَّةَ ، وَبَلَغَ هِشَامًا الْخَبَرُ ، وَسَأَلَ عَنِ النَّفَرِ ، فَرُفِعَتْ إِلَيْهِ أَسْمَاؤُهُمْ ، فَإِذَا هُمُ الَّذِينَ جَاءَ الْخَبَرُ أَنَّهُمْ صَنَعُوا مَا صَنَعُوا . .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.