وَكَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، قَالا : وَكَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، قَالا : وَأُتِيَ الْوَلِيدُ بِسَاحِرٍ فَأَرْسَلَ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ يَسْأَلُهُ عَنْ حَدِّهِ ، فَقَالَ : وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهُ سَاحِرٌ ؟ قَالَ : زَعَمَ هَؤُلاءِ النَّفَرِ ، لِنَفَرٍ جَاءُوا بِهِ ، أَنَّهُ سَاحِرٌ . قَالَ : وَمَا يُدْرِيكُمْ أَنَّهُ سَاحِرٌ ؟ قَالُوا : يَزْعُمُ ذَلِكَ . قَالَ : أَسَاحِرٌ أَنْتَ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : وَتَدْرِي مَا السِّحْرُ ؟ قَالَ : نَعَمْ . وَثَارَ إِلَى حِمَارٍ ، فَجَعَلَ يَرْكَبُهُ مِنْ قِبَلِ ذَنَبِهِ ، وَيُرِيهِمْ أَنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ فَمِهِ وَاسْتِهِ . فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : فَاقْتُلْهُ . فَانْطَلَقَ الْوَلِيدُ ، فَنَادَوْا فِي الْمَسْجِدِ : أَنَّ رَجُلا يَلْعَبُ بِالسِّحْرِ عِنْدَ الْوَلِيدِ . فَأَقْبَلُوا ، وَأَقْبَلَ جُنْدُبٌ وَاغْتَنَمَهَا ، يَقُولُ : أَيْنَ هُوَ ؟ أَيْنَ هُوَ حَتَّى أُرِيَهُ ؟ فَضَرَبَهُ فَاجْتَمَعَ عَبْدُ اللَّهِ وَالْوَلِيدُ عَلَى حَبْسِهِ ، حَتَّى كَتَبَ إِلَى عُثْمَانَ ، فَأَجَابَهُمْ عُثْمَانُ : أَنِ اسْتَحْلِفُوهُ بِاللَّهِ مَا عَلِمَ بِرَأْيِكُمْ فِيهِ ، وَإِنَّهُ لَصَادِقٌ بِقَوْلِهِ فِيمَا ظَنَّ مِنْ تَعْطِيلِ حَدِّهِ ، وَعَزِّرُوهُ وَخَلُّوا سَبِيلَهُ ، وَتَقَدَّمْ إِلَى النَّاسِ فِي أَلا يَعْمَلُوا بِالظُّنُونِ ، وَأَلا يُقِيمُوا الْحُدُودَ دُونَ السُّلْطَانِ ، فَإِنَّا نُقَيِّدُ الْمُخْطِئَ ، وَنُؤَدِّبُ الْمُصِيبَ . فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِ ، وَتُرِكَ لأَنَّهُ أَصَابَ حَدًّا ، وَغَضِبَ لِجُنْدُبٍ أَصْحَابُهُ ، فَخَرَجُوا إِلَى الْمَدِينَةِ فِيهِمْ أَبُو خُشَّةَ الْغِفَارِيُّ ، وَجَثَّامَةُ بْنُ الصَّعْبِ بْنِ جَثَّامَةَ ، وَمَعَهُمْ جُنْدُبٌ فَاسْتَعْفَوْهُ مِنَ الْوَلِيدِ ، فَقَالَ لَهُمْ عُثْمَانُ : تَعْمَلُونَ بِالظُّنُونِ ، وَتُخْطِئُونَ فِي الإِسْلامِ ، وَتَخْرُجُونَ بِغَيْرِ إِذْنٍ ، ارْجِعُوا . فَرَدَّهُمْ فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى الْكُوفَةِ ، لَمْ يَبْقَ مَوْتُورٌ فِي نَفْسِهِ إِلا أَتَاهُمْ ، فَاجْتَمَعُوا عَلَى رَأْيٍ فَأَصْدَرُوهُ ، ثُمَّ تَغَفَّلُوا الْوَلِيدَ وَكَانَ لَيْسَ عَلَيْهِ حِجَابٌ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو زَيْنَبَ الأَزْدِيُّ ، وَأَبُو مُوَرِّعٍ الأَسَدِيُّ ، فَسَلا خَاتَمَهُ ، ثُمَّ خَرَجَا إِلَى عُثْمَانَ ، فَشَهِدَا عَلَيْهِ وَمَعَهُمَا نَفَرٌ مِمَّنْ يُعْرَفُ مِنْ أَعْوَانِهِمْ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ عُثْمَانُ ، فَلَمَّا قَدِمَ أَمَرَ بِهِ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْشُدُكَ اللَّهَ ، فَوَاللَّهِ إِنَّهُمَا لَخَصْمَانِ مَوْتُورَانِ . فَقَالَ : لا يَضُرُّكَ ذَلِكَ ، إِنَّمَا نَعْمَلُ بِمَا يَنْتَهِي إِلَيْنَا ، فَمَنْ ظَلَمَ فَاللَّهُ وَلِيُّ انْتِقَامِهِ ، وَمَنْ ظَلَمَ فَاللَّهُ وَلِيُّ جَزَائِهِ " .