ذكر الخبر عن وفاته


تفسير

رقم الحديث : 1291

حَدَّثَنِي سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ حَدَّثَنِي سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ ، وَكَانَتْ أُمَّهُ عَاتِكَةُ بِنْتُ عَوْفٍ ، قَالَ : خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَوْمًا يَطُوفُ فِي السُّوقِ ، فَلَقِيَهُ أَبُو لُؤْلُؤَةَ غُلامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ، وَكَانَ نَصْرَانِيًّا ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعِدْنِي عَلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ، فَإِنَّ عَلَيَّ خَرَاجًا كَثِيرًا . قَالَ : وَكَمْ خَرَاجُكَ ؟ قَالَ : دِرْهَمَانِ فِي كُلِّ يَوْمٍ . قَالَ : وَأَيْشِ صِنَاعَتُكَ ؟ قَالَ : نَجَّارٌ نَقَّاشٌ حَدَّادٌ . قَالَ : فَمَا أَرَى خَرَاجَكَ بِكَثِيرٍ عَلَى مَا تَصْنَعُ مِنَ الأَعْمَالِ ، قَدْ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ : لَوْ أَرَدْتُ أَنْ أَعْمَلَ رَحًى تَطْحَنُ بِالرِّيحِ فَعَلْتُ . قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : فَاعْمَلْ لِي رَحًى . قَالَ : لَئِنْ سَلِمْتَ لأَعْمَلَنَّ لَكَ رَحًى يَتَحَدَّثُ بِهَا مَنْ بِالْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ، ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُ . فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ : لَقَدْ تَوَعَّدَنِيَ الْعَبْدُ آنِفًا . قَالَ : ثُمَّ انْصَرَفَ عُمَرُ إِلَى مَنْزِلِهِ ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ جَاءَهُ كَعْبُ الأَحْبَارِ . فَقَالَ لَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اعْهَدْ ، فَإِنَّكَ مَيِّتٌ فِي ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ، قَالَ : وَمَا يُدْرِيكَ ؟ قَالَ : أَجِدُهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ التَّوْرَاةِ . قَالَ عُمَرُ : آللَّهِ ! إِنَّكَ لَتَجِدُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فِي التَّوْرَاةِ ! قَالَ : اللَّهُمَّ لا ، وَلَكِنِّي أَجِدُ صِفَتَكَ وَحِلْيَتَكَ ، وَأَنَّهُ قَدْ فَنَى أَجَلُكَ ، قَالَ : وَعُمَرُ لا يُحِسُّ وَجَعًا وَلا أَلَمًا ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ جَاءَهُ كَعْبٌ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ذَهَبَ يَوْمٌ وَبَقِيَ يَوْمَانِ . قَالَ : ثُمَّ جَاءَهُ مِنْ غَدِ الْغَدِ . فَقَالَ : ذَهَبَ يَوْمَانِ وَبَقِيَ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ ، وَهِيَ لَكَ إِلَى صَبِيحَتِهَا . قَالَ : فَلَمَّا كَانَ الصُّبْحُ ، خَرَجَ عُمَرُ إِلَى الصَّلاةِ ، وَكَانَ يُوَكِّلُ بِالصُّفُوفِ رِجَالا ، فَإِذَا اسْتَوَتْ جَاءَ هُوَ فَكَبَّرَ . قَالَ : وَدَخَلَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ فِي النَّاسِ فِي يَدِهِ خِنْجَرٌ لَهُ رَأْسَانِ ، نِصَابُهُ فِي وَسَطِهِ ، فَضَرَبَ عُمَرَ سِتَّ ضَرَبَاتٍ ، إِحْدَاهُنَّ تَحْتَ سُرَّتِهِ وَهِيَ الَّتِي قَتَلَتْهُ ، وَقَتَلَ مَعَهُ كُلَيْبَ بْنَ أَبِي الْبُكَيْرِ اللَّيْثِيَّ ، وَكَانَ خَلْفَهُ ، فَلَمَّا وَجَدَ عُمَرَ حُرَّ السِّلاحِ سَقَطَ ، وَقَالَ : أَفِي النَّاسِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ؟ قَالُوا : نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هُوَ ذَا . قَالَ : تَقَدَّمْ فَصَلِّ بِالنَّاسِ . قَالَ : فَصَلَّى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ، وَعُمَرُ طَرِيحٌ ، ثُمَّ احْتُمِلَ فَأُدْخِلَ دَارَهُ ، فَدَعَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ ، فَقَالَ : إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَعْهَدَ إِلَيْكَ . فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَعَمْ إِنْ أَشَرْتَ عَلَيَّ قَبِلْتُ مِنْكَ . قَالَ : وَمَا تُرِيدُ ؟ قَالَ : أَنْشُدُكَ اللَّهَ أَتُشِيرُ عَلَيَّ بِذَلِكَ . قَالَ : اللَّهُمَّ لا قَالَ : وَاللَّهِ لا أَدْخُلُ فِيهِ أَبَدًا . قَالَ : فَهَبْ لِي صَمْتًا ، حَتَّى أَعْهَدَ إِلَى النَّفَرِ الَّذِي تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ ، ادْعُ لِي عَلِيًّا وَعُثْمَانَ وَالزُّبَيْرَ وَسَعْدًا . قَالَ : وَانْتَظِرُوا أَخَاكُمْ طَلْحَةَ ثَلاثًا ، فَإِنْ جَاءَ وَإِلا فَاقْضُوا أَمْرَكُمْ ، أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا عَلِيُّ إِنْ وَلِيتَ مِنْ أُمُورِ النَّاسِ شَيْئًا ، أَنْ تَحْمِلَ بَنِي هَاشِمٍ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ ، أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا عُثْمَانُ إِنْ وَلِيتَ مِنْ أُمُورِ النَّاسِ شَيْئًا أَنْ تَحْمِلَ بَنِي أَبِي مُعَيْطٍ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ ، أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا سَعْدُ إِنْ وَلِيتَ مِنْ أُمُورِ النَّاسِ شَيْئًا أَنْ تَحْمِلَ أَقَارِبَكَ عَلَى رِقَابِ النَّاسِ ، قُومُوا فَتَشَاوَرُوا ثُمَّ اقْضُوا أَمْرَكُمْ ، وَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ صُهَيْبٌ ، ثُمَّ دَعَا أَبَا طَلْحَةَ الأَنْصَارِيَّ ، فَقَالَ : قُمْ عَلَى بَابِهِمْ فَلا تَدَعْ أَحَدًا يَدْخُلُ إِلَيْهِمْ ، وَأُوصِي الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي بِالأَنْصَارِ الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ ، أَنْ يُحْسِنَ إِلَى مُحْسِنِهِمْ ، وَأَنْ يَعْفُوَ عَنْ مُسِيئِهِمْ ، وَأُوصِي الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي بِالْعَرَبِ ، فَإِنَّهَا مَادَّةُ الإِسْلامِ ، أَنْ يُؤْخَذَ مِنْ صَدَقَاتِهِمْ حَقُّهَا ، فَتُوضَعَ فِي فُقَرَائِهِمْ ، وَأُوصِي الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي بِذِمَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنْ يُوَفِّيَ لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ ، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ ، تَرَكْتُ الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي عَلَى أَنْقَى مِنَ الرَّاحَةِ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ ، اخْرُجْ فَانْظُرْ مَنْ قَتَلَنِي ؟ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَتَلَكَ أَبُو لُؤْلُؤَةَ غُلامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ . قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْ مَنِيَّتِي بِيَدِ رَجُلٍ سَجَدَ لِلَّهِ سَجْدَةً وَاحِدَةً ، يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ اذْهَبْ إِلَى عَائِشَةَ ، فَسَلْهَا أَنْ تَأْذَنَ لِي أَنْ أُدْفَنَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ ، يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ إِنِ اخْتَلَفَ الْقَوْمُ فَكُنْ مَعَ الأَكْثَرِ ، وَإِنْ كَانُوا ثَلاثَةً وَثَلاثَةً فَاتْبَعِ الْحِزْبَ الَّذِي فِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، يَا عَبْدَ اللَّهِ ائْذَنْ لِلنَّاسِ . قَالَ : فَجَعَلَ يُدْخِلُ عَلَيْهِ الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارَ فَيُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ . وَيَقُولُ لَهُمْ : أَعَنْ مَلإٍ مِنْكُمْ كَانَ هَذَا ؟ فَيَقُولُونَ : مَعَاذَ اللَّهِ . قَالَ : وَدَخَلَ فِي النَّاسِ كَعْبٌ ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ عُمَرُ ، أَنْشَأَ يَقُولُ : فَأَوْعَدَنِي كَعْبٌ ثَلاثًا أُعِدُّهَا وَلا شَكَّ أَنَّ الْقَوْلَ مَا قَالَ لِي كَعْبُ وَمَا بِي حِذَارُ الْمَوْتِ إِنِّي لَمَيِّتٌ وَلَكِنْ حِذَارُ الذَّنْبِ يَتْبَعُهُ الذَّنْبُ قَالَ : فَقِيلَ لَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ دَعَوْتَ الطَّبِيبَ . قَالَ : فَدُعِيَ طَبِيبٌ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ ، فَسَقَاهُ نَبِيذًا ، فَخَرَجَ النَّبِيذُ مُشْكَلا . قَالَ : فَاسْقُوهُ لَبَنًا ، قَالَ : فَخَرَجَ اللَّبَنُ أَبْيَضَ ، فَقِيلَ لَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اعْهَدْ . قَالَ : قَدْ فَرَغْتُ . قَالَ : ثُمَّ تُوُفِّيَ لَيْلَةَ الأَرْبِعَاءِ لِثَلاثِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ ، قَالَ : فَخَرَجُوا بِهِ بُكْرَةَ يَوْمِ الأَرْبِعَاءِ ، فَدُفِنَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ ، قَالَ : وَتَقَدَّمَ صُهَيْبٌ فَصَلَّى عَلَيْهِ ، وَتَقَدَّمَ قَبْلَ ذَلِكَ رَجُلانِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيٌّ وَعُثْمَانُ ، قَالَ : فَتَقَدَّمَ وَاحِدٌ مِنْ عِنْدِ رَأْسِهِ وَالآخَرُ مِنْ عِنْدِ رِجْلَيْهِ ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ! مَا أَحْرَصَكُمَا عَلَى الإِمْرَةِ ، أَمَا عَلِمْتُمَا أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ : لِيُصَلِّ بِالنَّاسِ صُهَيْبٌ ، فَتَقَدَّمَ صُهَيْبٌ فَصَلَّى عَلَيْهِ . قَالَ : وَنَزَلَ فِي قَبْرِهِ الْخَمْسَةُ . قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ وَفَاتَهُ كَانَتْ فِي غُرَّةِ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ . .

الرواه :

الأسم الرتبة
الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.