قَالَ مُحَمَّدٌ : وَحَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ ، قَالَ : أَشْرَفَ عُثْمَانُ عَلَيْهِمْ ، وَهُوَ مَحْصُورٌ ، وَقَدْ أَحَاطُوا بِالدَّارِ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ ، فَقَالَ : أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ جَلَّ وَعَزَّ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ دَعَوْتُمُ اللَّهَ ، عِنْدَ مُصَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنْ يُخَيِّرَ لَكُمْ ، وَأَنْ يَجْمَعَكُمْ عَلَى خَيْرِكُمْ ، فَمَا ظَنُّكُمْ بِاللَّهِ ، أَتَقُولُونَهُ لَمْ يَسْتَجِبْ لَكُمْ ، وَهُنْتُمْ عَلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ ، وَأَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ أَهْلُ حَقِّهِ مِنْ خَلْقِهِ ، وَجَمِيعُ أُمُورِكُمْ لَمْ تَتَفَرَّقْ ؟ أَمْ تَقُولُونَ هَانَ عَلَى اللَّهِ دِينُهُ ، فَلَمْ يُبَالِ مَنْ وَلاهُ ، وَالدِّينُ يَوْمَئِذٍ يُعْبَدُ بِهِ اللَّهُ ، وَلَمْ يَتَفَرَّقْ أَهْلُهُ ؟ فَتَوَكَّلُوا أَوْ تُخْذَلُوا وَتُعَاقَبُوا ، أَمْ تَقُولُونَ لَمْ يَكُنْ أُخِذَ عَنْ مَشُورَةٍ ، وَإِنَّمَا كَابَرْتُمْ مُكَابَرَةً ، فَوَكَّلَ اللَّهُ الأُمَّةَ إِذَا عَصَتْهُ لَمْ تُشَاوِرُوا فِي الإِمَامِ ، وَلَمْ تَجْتَهِدُوا فِي مَوْضِعِ كَرَاهَتِهِ ؟ أَمْ تَقُولُونَ لَمْ يَدْرِ اللَّهُ مَا عَاقِبَةُ أَمْرِي ، فَكُنْتُ فِي بَعْضِ أَمْرِي مُحْسِنًا ، وَلأَهْلِ الدِّينِ رِضًا ، فَمَا أَحْدَثْتُ بَعْدُ فِي أَمْرِي مَا يُسْخِطُ اللَّهَ وَتَسْخَطُونَ ، مِمَّا لَمْ يَعْلِمِ اللَّهُ سُبْحَانَهُ يَوْمَ اخْتَارَنِي ، وَسَرْبَلَنِي سِرْبَالَ كَرَامَتِهِ ؟ وَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمُونَ لِي مِنْ سَابِقَةِ خَيْرٍ ، وَسَلَفِ خَيْرٍ قَدَّمَهُ اللَّهُ لِي وَأَشْهَدَنِيهِ مِنْ حَقِّهِ ، وَجِهَادِ عَدُوِّهِ ، حَقٌّ عَلَى كُلِّ مَنْ جَاءَ بَعْدِي أَنْ يَعْرِفُوا لِي فَضْلَهَا ، فَمَهْلا لا تَقْتُلُونِي ، فَإِنَّهُ لا يَحِلُّ إِلا قَتْلُ ثَلاثَةٍ : رَجُلٍ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانِهِ ، أَوْ كَفَرَ بَعْدَ إِسْلامِهِ ، أَوْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ ، فَيُقْتَلُ بِهَا ، فَإِنَّكُمْ إِنْ قَتَلْتُمُونِي وَضَعْتُمُ السَّيْفَ عَلَى رِقَابِكُمْ ، ثُمَّ لَمْ يَرْفَعْهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَلا تَقْتُلُونِي ، فَإِنَّكُمْ إِنْ قَتَلْتُمُونِي لَمْ تصلوا مِنْ بَعْدِي جَمِيعًا أَبَدًا ، وَلَمْ تَقْتَسِمُوا بَعْدِي فَيْئًا جَمِيعًا أَبَدًا ، وَلَنْ يَرْفَعَ اللَّهُ عَنْكُمُ الاخْتِلافَ أَبَدًا ، قَالُوا لَهُ : أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ اسْتِخَارَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ النَّاس ، بَعْدَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فِيمَنْ يُوَلُّونَ عَلَيْهِمْ ، ثُمَّ وَلُّوكَ بَعْدَ اسْتِخَارَةِ اللَّهِ ، فَإِنَّ كُلَّ مَا صَنَعَ اللَّهُ الْخِيَرَةُ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ جَعَلَ أَمْرَكَ بَلِيَّةً ابْتَلَى بِهَا عِبَادَهُ ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ قِدَمِكَ وَسَبْقِكَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِنَّكَ قَدْ كُنْتَ ذَا قَدَمٍ وَسَلَفٍ ، وَكُنْتَ أَهْلا لِلْوِلايَةِ ، وَلَكِنْ بَدَّلْتَ بَعْدَ ذَلِكَ ، وَأَحْدَثْتَ مَا قَدْ عَلِمْتَ ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِمَّا يُصِيبُنَا إِنْ نَحْنُ قَتَلْنَاكَ مِنَ الْبَلاءِ ، فَإِنَّهُ لا يَنْبَغِي تَرْكُ إِقَامَةِ الْحَقِّ عَلَيْكَ ، مَخَافَةَ الْفِتْنَةِ عَامًا قَابِلا ، وَأَمَّا قَوْلُكَ إِنَّهُ لا يَحِلُّ إِلا قَتْلَ ثَلاثَةٍ ، فَإِنَّا نَجِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ ، قَتْلُ غَيْرِ الثَّلاثَةِ الَّذِينَ سَمَّيْتَ : قَتْلُ مَنْ سَعَى فِي الأَرْضِ فَسَادًا ، وَقَتْلُ مَنْ بَغَى ثُمَّ قَاتَلَ عَلَى بَغْيِهِ ، وَقَتْلُ مَنْ حَالَ دُونَ شَيْءٍ مِنَ الْحَقِّ وَمَنَعَهُ ، ثُمَّ قَاتَلَ دُونَهُ وَكَابَرَ عَلَيْهِ ، وَقَدْ بَغَيْتَ ، وَمَنَعْتَ الْحَقَّ ، وَحِلْتَ دُونَهُ ، وَكَابَرْتَ عَلَيْهِ تَأْبَى أَنْ تُقِيدَ مِنْ نَفْسِكَ مَنْ ظَلَمْتَ عَمْدًا ، وَتَمَسَّكْتَ بِالإِمَارَةِ عَلَيْنَا ، وَقَدْ جُرْتَ فِي حُكْمِكَ وَقَسْمِكَ ، فَإِنْ زَعَمْتَ أَنَّكَ لَمْ تُكَابِرْنَا عَلَيْهِ ، وَأَنَّ الَّذِينَ قَامُوا دُونَكَ وَمَنَعُوكَ مِنَّا ، إِنَّمَا يُقَاتِلُونَ بِغَيْرِ أَمْرِكَ ، فَإِنَّمَا يُقَاتِلُونَ لِتَمَسُّكِكَ بِالإِمَارَةِ ، فَلَوْ أَنَّكَ خَلَعْتَ نَفْسَكَ ، لانْصَرَفُوا عَنِ الْقِتَالِ دُونَكَ . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عُثْمَانُ | عثمان بن عفان / توفي في :35 | صحابي |