قَالَ مُحَمَّدٌ : وَحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِي هِلالٍ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ مِنْ مَكَّةَ ، بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِخَمْسَةِ أَيَّامٍ ، فَجِئْتُ عَلِيًّا أَدْخُلُ عَلَيْهِ ، فَقِيلَ لِي : عِنْدَهُ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ ، فَجَلَسْتُ بِالْبَابِ سَاعَةً ، فَخَرَجَ الْمُغِيرَةُ فَسَلَّمَ عَلَيَّ ، فَقَالَ : مَتَى قَدِمْتَ ؟ فَقُلْتُ : السَّاعَةَ ، فَدَخَلْتُ عَلَى عَلِيٍّ ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ لِي : لَقِيتَ الزُّبَيْرَ وَطَلْحَةَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : لَقِيتُهُمَا بِالنَّوَاصِفِ . قَالَ : مَنْ مَعَهُمَا ؟ قُلْتُ : أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ فِي فِئَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ . فَقَالَ عَلِيٌّ : أَمَا إِنَّهُمْ لَنْ يَدَعُوا أَنْ يَخْرُجُوا ، يَقُولُونَ : نَطْلُبُ بِدَمِ عُثْمَانَ ، وَاللَّهِ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ قَتَلَةُ عُثْمَانَ . قَالَ ابْنُ عَبَّاس : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَخْبَرَنِي عَنْ شَأْنِ الْمُغِيرَةِ ، وَلِمَ خَلا بِكَ ؟ قَالَ : جَاءَنِي بَعْدَ مَقْتَلِ عُثْمَانَ بِيَوْمَيْنِ ، فَقَالَ لِي : أَخْلِنِي . فَفَعَلْتُ ، فَقَالَ : إِنَّ النُّصْحَ رَخِيصٌ ، وَأَنْتَ بَقِيَّةُ النَّاسِ ، وَإِنِّي لَكَ نَاصِحٌ ، وَإِنِّي أُشِيرُ عَلَيْكَ بِرَدِّ عُمَّالِ عُثْمَانَ عَامَكَ هَذَا ، فَاكْتُبْ إِلَيْهِمْ بِإِثْبَاتِهِمْ عَلَى أَعْمَالِهِمْ ، فَإِذَا بَايَعُوا لَكَ ، وَاطْمَأَنَّ الأَمْرُ لَكَ عَزَلْتَ مَنْ أَحْبَبْتَ ، وَأَقْرَرْتَ مَنْ أَحْبَبْتَ ، فَقُلْتُ : وَاللَّهِ لا أُدْهِنُ فِي دِينِي ، وَلا أُعْطِي الدَّنِيَّ فِي أَمْرِي ، قَالَ : فَإِنْ كُنْتَ قَدْ أَبَيْتَ عَلَيَّ ، فَانْزَعْ مَنْ شِئْتَ وَاتْرُكْ مُعَاوِيَةَ ، فَإِنَّ لِمُعَاوِيَةَ جُرْأَةً ، وَهُوَ فِي أَهْلِ الشَّامِ يُسْمَعُ مِنْهُ ، وَلَكَ حُجَّةٌ فِي إِثْبَاتِهِ ، كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَدْ وَلاهُ الشَّامَ كُلَّهَا ، فَقُلْتُ : لا وَاللَّهِ لا أَسْتَعْمِلُ مُعَاوِيَةَ يَوْمَيْنِ أَبَدًا ، فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِي عَلَى مَا أَشَارَ بِهِ ، ثُمَّ عَادَ ، فَقَالَ لِي : إِنِّي أَشَرْتُ عَلَيْكَ بِمَا أَشَرْتُ بِهِ فَأَبَيْتَ عَلَيَّ ، ثُمَّ نَظَرْتُ فِي الأَمْرِ فَإِذَا أَنْتَ مُصِيبٌ ، لا يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَأْخُذَ أَمْرَكَ بِخُدْعَةٍ ، وَلا يَكُونُ فِي أَمْرِكَ دُلْسَةٌ . قَالَ : فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَقُلْتُ لِعَلِيٍّ : أَمَّا أَوَّلُ مَا أَشَارَ بِهِ عَلَيْكَ فَقَدْ نَصَحَكَ ، وَأَمَّا الآخِرُ فَغَشَّكَ ، وَأَنَا أُشِيرُ عَلَيْكَ بِأَنْ تُثْبِتَ مُعَاوِيَةَ ، فَإِنْ بَايَعَ لَكَ فَعَلَيَّ أَنْ أُقْلِعَهُ مِنْ مَنْزِلِهِ ، قَالَ عَلِيٌّ : لا وَاللَّهِ لا أُعْطِيهِ إِلا السَّيْفَ ، قَالَ : ثُمَّ تَمَثَّلَ بِهَذَا الْبَيْتِ : مَا مِيتَةٌ إِنْ مِتُّهَا غَيْرُ عَاجِزٍ بِعَارٍ إِذَا مَا غَالَتِ النَّفْسَ غَوْلُهَا فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْتَ رَجُلٌ شُجَاعٌ ، لَسْتَ بِأَرِبٍ بِالْحَرْبِ ، أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " الْحَرْبُ خَدْعَةٌ " . فَقَالَ عَلِيٌّ : بَلَى ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ أَطَعْتَنِي لأَصْدُرَنَّ بِهِمْ بَعْدَ وِرْدٍ ، وَلأَتَرْكُنَّهُمْ يَنْظُرُونَ فِي دُبُرِ الأُمُورِ ، لا يَعْرِفُونَ مَا كَانَ وجهها فِي غَيْرِ نُقْصَانٍ عَلَيْكَ ، وَلا إِثْمَ لَكَ . فَقَالَ : يَابْنَ عَبَّاسٍ لَسْتُ مِنْ هَنِيئَاتِكَ وَهَنِيئَاتِ مُعَاوِيَةَ فِي شَيْءٍ تُشِيرُ عَلَيَّ وَأَرَى ، فَإِذَا عَصَيْتُكَ فَأَطِعْنِي ، قَالَ : فَقُلْتُ : أَفْعَلُ إِنْ أَيْسَرَ مَا لَكَ عِنْدِي الطَّاعَةُ . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنُ عَبَّاسٍ | عبد الله بن العباس القرشي / توفي في :68 | صحابي |
أَبِي هِلالٍ | محمد بن سليم المكي | ثقة |
هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ | هشام بن سعد القرشي / توفي في :160 | صدوق له أوهام |
مُحَمَّدٌ | محمد بن عمر الواقدي / ولد في :130 / توفي في :207 | ضعيف الحديث |