ذكر الخبر عن مسير علي بن ابي طالب نحو البصرة


تفسير

رقم الحديث : 1504

وَفِيمَا ذَكَرَ نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ الْعَطَّارُ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَمَّنْ أَدْرَكَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ : إِنَّ عَبْدَ خَيْرٍ الْخَيْوَانِيَّ قَامَ إِلَى أَبِي مُوسَى ، فَقَالَ : يَا أَبَا مُوسَى ، هَلْ كَانَ هَذَانِ الرَّجُلانِ ، يَعْنِي طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ مِمَّنْ بَايَعَ عَلِيًّا ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : هَلْ أَحْدَثَ حَدَثًا يَحِلُّ بِهِ نَقْضَ بَيْعَتِهِ ؟ قَالَ : لا أَدْرِي . قَالَ : لا دَرَيْتَ ، فَإِنَّا تَارِكُوكَ حَتَّى تَدْرِيَ يَا أَبَا مُوسَى ، هَلْ تَعْلَمُ أَحَدًا خَارِجًا مِنَ الْفِتْنَةِ الَّتِي تَزْعُمُ ؟ إِنَّهَا هِيَ فِتْنَةٌ إِنَّمَا بَقِيَ أَرْبَعُ قُرُونٍ : عَلِيٌّ بِظَهْرِ الْكُوفَةِ ، وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ بِالْبَصْرَةِ ، وَمُعَاوِيَةُ بِالشَّامِ ، وَفِرْقَةٌ أُخْرَى بِالْحِجَازِ لا يُجْبَى بِهَا فَيْءٌ ، وَلا يُقَاتَلُ بِهَا عَدُوٌّ . فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى : أُولَئِكَ خَيْرُ النَّاسِ ، وَهِيَ فِتْنَةٌ . فَقَالَ لَهُ عَبْدُ خَيْرٍ : يَا أَبَا مُوسَى غَلَبَ عَلَيْكَ غِشُّكَ . قَالَ : وَقَدْ كَانَ الأَشْتَرُ قَامَ إِلَى عَلِيٍّ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنِّي قَدْ بَعَثْتُ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ رَجُلا قَبْلَ هَذَيْنِ ، فَلَمْ أَرَهْ أَحْكَمَ شَيْئًا ، وَلا قَدَرَ عَلَيْهِ ، وَهَذَانِ أَخْلَقُ مَنْ بَعَثْتَ أَنْ ينشب بِهِمُ الأَمْرُ عَلَى مَا تَحِبُّ ، وَلَسْتُ أَدْرِي مَا يَكُونُ ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَكْرَمَكَ اللَّهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَنْ تَبْعَثَنِي فِي أَثَرِهِمْ ، فَإِنَّ أَهْلَ الْمِصْرِ أَحْسَنُ شَيْءٍ لِي طَاعَةً ، وَإِنْ قَدِمْتُ عَلَيْهِمْ ، رَجَوْتُ أَلا يُخَالِفَنِي مِنْهُمْ أَحَدٌ . فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ : الْحَقْ بِهِمْ . فَأَقْبَلَ الأَشْتَرُ حَتَّى دَخَلَ الْكُوفَةَ ، وَقَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ فِي الْمَسْجِدِ الأَعْظَمِ ، فَجَعَلَ لا يَمُرُّ بِقَبِيلَةٍ يَرَى فِيهَا جَمَاعَةً فِي مَجْلِسٍ أَوْ مَسْجِدٍ ، إِلا دَعَاهُمْ ، وَيَقُولُ : اتْبَعُونِي إِلَى الْقَصْرِ . فَانْتَهَى إِلَى الْقَصْرِ فِي جَمَاعَةٍ مِنَ النَّاسِ ، فَاقْتَحَمَ الْقَصْرَ ، فَدَخَلَهُ وَأَبُو مُوسَى قَائِمٌ فِي الْمَسْجِدِ ، يَخْطُبُ النَّاسَ وَيُثَبِّطُهُمْ ، وَيَقُولُ : أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ هَذِهِ فِتْنَةٌ عَمْيَاءُ صَمَّاءُ ، تَطَأُ خِطَامَهَا ، النَّائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَاعِدِ ، وَالْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي ، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي ، وَالسَّاعِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الرَّاكِبِ ، إِنَّهَا فِتْنَةٌ بَاقِرَةٌ كَدَاءِ الْبَطْنِ ، أَتَتْكُمْ مِنْ قِبَلِ مَأْمَنِكُمْ ، تَدَعُ الْحَلِيمَ فِيهَا حَيْرَانَ كَابْنِ أَمْسِ ، إِنَّا مَعَاشِرَ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْلَمُ بِالْفِتْنَةِ ، إِنَّهَا إِذَا أَقْبَلَتْ شَبَّهَتْ ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ أَسْفَرَتْ ، وَعَمَّارٌ يُخَاطِبُهُ ، وَالْحَسَنُ يَقُولُ لَهُ : اعْتَزِلْ عَمَلَنَا لا أُمَّ لَكَ ، وَتَنَحَّ عَنْ مِنْبَرِنَا . وَقَالَ لَهُ عَمَّارٌ : أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ! فَقَالَ أَبُو مُوسَى : هَذِهِ يَدِي بِمَا قُلْتُ . فَقَالَ لَهُ عَمَّارٌ : إِنَّمَا قَالَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا خَاصَّةً . فَقَالَ : أَنْتَ فِيهَا قَاعِدًا ، خَيْرٌ مِنْكَ قَائِمًا . ثُمَّ قَالَ عَمَّارٌ : غَلَبَ اللَّهُ مَنْ غَالَبَهُ وَجَاحَدَهُ . .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَبِي مُوسَى

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.