ذكر الخبر عن مسير علي بن ابي طالب نحو البصرة


تفسير

رقم الحديث : 1506

كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، بِإِسْنَادِهِمَا ، قَالا : كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، بِإِسْنَادِهِمَا ، قَالا : لَمَّا نَزَلَ عَلِيٌّ ذَا قَارٍ أَرْسَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ وَالأَشْتَرَ بَعْدَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، وَأَرْسَلَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَعَمَّارًا ، بَعْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَالأَشْتَرِ ، فَخَفَّ فِي ذَلِكَ الأَمْرِ جَمِيعُ مَنْ كَانَ نَفَرَ فِيهِ ، وَلَمْ يَقْدَمْ فِيهِ الْوُجُوهُ أَتْبَاعَهُمْ ، فَكَانُوا خَمْسَةَ آلافٍ ، أَخَذَ نِصْفُهُمْ فِي الْبَرِّ ، وَنِصْفُهُمْ فِي الْبَحْرِ ، وَخَفَّ مَنْ لَمْ يَنْفُرْ فِيهَا وَلَمْ يَعْمَلْ لَهَا ، وَكَانَ عَلَى طَاعَتِهِ مُلازِمًا لِلْجَمَاعَةِ ، فَكَانُوا أَرْبَعَةَ آلافٍ ، فَكَانَ رُؤَسَاءَ الْجَمَاعَةِ : الْقَعْقَاعُ بْنُ عَمْرٍو ، وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ ، وَهِنْدُ بْنُ عُمَرَ ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ شِهَابٍ ، وَكَانَ رُؤَسَاءَ النِّفَارِ : زَيْدُ بْنُ صُوحَانَ ، وَالأَشْتَرُ مَالِكُ بْنُ الْحَارِثِ ، وَعَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ ، وَالْمُسَيَّبُ بْنُ نَجَبَةَ ، ويزيدُ بْنُ قَيْسٍ ، وَمَعَهُمْ أَتْبَاعُهُمْ ، وَأَمْثَالٌ لَهُمْ لَيْسُوا دُونَهُمْ ، إِلا أَنَّهُمْ لَمْ يُؤَمَّرُوا مِنْهُمْ حُجْرُ بْنُ عَدِيٍّ ، وَابْنُ مَحْدُوجٍ الْبَكْرِيُّ ، وَأَشْبَاهٌ لَهُمَا لَمْ يَكُنْ فِي أَهْلِ الْكُوفَةِ أَحَدٌ عَلَى ذَلِكَ الرَّأْيِ غَيْرُهُمْ ، فَبَادَرُوا فِي الْوَقْعَةِ إِلا قَلِيلا ، فَلَمَّا نَزَلُوا عَلَى ذِي قَارٍ ، دَعَا الْقَعْقَاعَ بْنَ عَمْرٍو فَأَرْسَلَهُ إِلَى أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، وَقَالَ لَهُ : الْقَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ يَابْنَ الْحَنْظَلِيَّةِ . وَكَانَ الْقَعْقَاعُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَادْعُهُمَا إِلَى الأُلْفَةِ وَالْجَمَاعَةِ ، وَعَظِّمْ عَلِيهِمَا الْفُرْقَةَ . وَقَالَ لَهُ : كَيْفَ أَنْتَ صَانِعٌ فِيمَا جَاءَكَ مِنْهُمَا مِمَّا لَيْسَ عِنْدَكَ فِيهِ وَصَاةٌ مِنِّي ؟ فَقَالَ : نَلْقَاهُمْ بِالَّذِي أَمَرْتَ بِهِ ، فَإِذَا جَاءَ مِنْهُمَا أَمْرٌ لَيْسَ عِنْدَنَا مِنْكَ فِيهِ رَأْيٌ ، اجْتَهَدْنَا الرَّأْيَ ، وَكَلَّمْنَاهُمْ عَلَى قَدْرِ مَا نَسْمَعُ ، وَنَرَى أَنَّهُ يَنْبَغِي . قَالَ : أَنْتَ لَهَا . فَخَرَجَ الْقَعْقَاعُ حَتَّى قَدِمَ الْبَصْرَةَ ، فَبَدَأَ بِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، فَسَلَّمَ عَلَيْهَا ، وَقَالَ : أَيْ أُمَّهْ ، مَا أَشْخَصَكِ وَمَا أَقْدَمَكِ هَذِهِ الْبَلْدَةَ ؟ قَالَتْ : أَيْ بُنَيَّ إِصْلاحٌ بَيْنَ النَّاسِ . قَالَ : فَابْعَثِي إِلَى طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ ، حَتَّى تَسْمَعِي كَلامِي وَكَلامَهُمَا . فَبَعَثَتْ إِلَيْهِمَا ، فَجَاءَا ، فَقَالَ : إِنِّي سَأَلْتُ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ مَا أَشْخَصَهَا ، وَأَقْدَمَهَا هَذِهِ الْبِلادَ ؟ فَقَالَتْ : إِصْلاحٌ بَيْنَ النَّاسِ . فَمَا تَقُولانِ أَنْتُمَا أَمُتَابِعَانِ أَمْ مُخَالِفَانِ ؟ قَالا : مُتَابِعَانِ . قَالَ : فَأَخْبِرَانِي مَا وَجْهُ هَذَا الإِصْلاحِ ؟ فَوَاللَّهِ لَئِنْ عَرَفْنَا لَنُصْلِحَنَّ ، وَلَئِنْ أَنْكَرْنَاهُ لا نُصْلِحُ . قَالا : قَتَلَةَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَإِنَّ هَذَا إِنْ تُرِكَ كَانَ تَرْكًا لِلْقُرْآنِ ، وَإِنْ عُمِلَ بِهِ كَانَ إِحْيَاءًا لِلْقُرْآنِ . فَقَالَ : قَدْ قَتَلْتُمَا قَتَلَةَ عُثْمَانَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، وَأَنْتُمْ قَبْلَ قَتْلِهِمْ أَقْرَبُ إِلَى الاسْتِقَامَةِ مِنْكُمُ الْيَوْمَ ، قَتَلْتُمْ سِتَّ مِائَةٍ إِلا رَجُلا ، فَغَضِبَ لَهُمْ سِتَّةُ آلافٍ وَاعْتَزَلُوكُمْ ، وَخَرَجُوا مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ ، وَطَلَبْتُمْ ذَلِكَ الَّذِي أَفْلَتَ ، يَعْنِي حُرْقُوصَ بْنَ زُهَيْرٍ ، فَمَنَعَهُ سِتَّةُ آلافٍ وَهُمْ عَلَى رَجُلٍ ، فَإِنْ تَرَكْتُمُوهُ كُنْتُمْ تَارِكِينَ لِمَا تَقُولُونَ ، وَإِنْ قَاتَلْتُمُوهُمْ وَالَّذِينَ اعْتَزَلُوكُمْ فَأُدِيلُوا عَلَيْكُمْ ، فَالَّذِي حَذَرَتْمُ وَقَرَّبْتُمْ بِهِ هَذَا الأَمْرَ أَعْظَمُ مِمَّا أَرَاكُمْ تَكْرَهُونَ ، وَأَنْتُمْ أَحْمَيْتُمْ مُضَرَ وَرَبِيعَةَ مِنْ هَذِهِ الْبِلادِ ، فَاجْتَمَعُوا عَلَى حَرْبِكُمْ وَخِذْلانِكُمْ ، نُصْرَةً لِهَؤُلاءِ ، كَمَا اجْتَمَعَ هَؤُلاءِ ، لأَهْلِ هَذَا الْحَدَثِ الْعَظِيمِ ، وَالذَّنْبِ الْكَبِيرِ . فَقَالَتْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ : فَتَقُولُ أَنْتَ مَاذَا ؟ قَالَ : أَقُولُ : هَذَا الأَمْرُ دَوَاؤُهُ التَّسْكِينُ ، وَإِذَا سَكَنَ اخْتَلَجُوا ، فَإِنْ أَنْتُمْ بَايَعْتُمُونَا فَعَلامَةُ خَيْرٍ ، وَتَبَاشِيرُ رَحْمَةٍ ، وَدَرْكٌ بِثَأْرِ هَذَا الرَّجُلِ ، وَعَافِيَةٌ وَسَلامَةٌ لِهَذِه الأُمَّةِ ، وَإِنْ أَنْتُمْ أَبَيْتُمْ إِلا مُكَابَرَةَ هَذَا الأَمْرِ وَاعْتِسَافِهِ ، كَانَتْ عَلامَةَ شَرٍّ ، وَذَهَابَ هَذَا الثَّأْرِ ، وَبَعْثَةَ اللَّهِ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ هَزَاهِزُهَا ، فَآثِرُوا الْعَافِيَةَ تُرْزَقُوهَا ، وَكُونُوا مَفَاتِيحَ الْخَيْرِ كَمَا كُنْتُمْ تَكُونُونَ ، وَلا تُعَرِّضُونَا لِلْبَلاءِ ، وَلا تَعْرِضُوا لَهُ فَيَصْرَعَنَا وَإِيَّاكُمْ ، وَايْمُ اللَّهِ إِنِّي لأَقُولُ هَذَا وَأَدْعُوكُمْ إِلَيْهِ ، وَإِنِّي لَخَائِفٌ أَلا يَتِمَّ حَتَّى يَأْخُذَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ حَاجَتَهُ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ الَّتِي قَلَّ مَتَاعُهَا ، وَنَزَلَ بِهَا مَا نَزَلَ ، فَإِنَّ هَذَا الأَمْرَ الَّذِي حَدَثَ أَمْرٌ لَيْسَ يُقَدَّرُ ، وَلَيْسَ كَالأُمُورِ ، وَلا كَقَتْلِ الرَّجُلِ الرَّجُلَ ، وَلا النَّفَرِ الرَّجُلَ ، وَلا الْقَبِيلَةِ الرَّجُلَ . فَقَالُوا : نَعَمْ ، إِذًا قَدْ أَحْسَنْتَ وَأَصَبْتَ الْمَقَالَةَ ، فَارْجِعْ ، فَإِنْ قَدِمَ عَلِيٌّ وَهُوَ عَلَى مِثْلِ رَأْيِكَ ، صَلَحَ هَذَا الأَمْرُ . فَرَجَعَ إِلَى عَلِيٍّ فَأَخْبَرَهُ ، فَأَعْجَبَهُ ذَلِكَ ، وَأَشْرَفَ الْقَوْمُ عَلَى الصُّلْحِ ، كَرِهَ ذَلِكَ مَنْ كَرِهَهُ ، وَرَضِيَهُ مَنْ رَضِيَهُ ، وَأَقْبَلَتْ وُفُودُ الْبَصْرَةِ نَحْوَ عَلِيٍّ حِينَ نَزَلَ بِذِي قَارٍ ، فَجَاءَتْ وُفُودُ تَمِيمٍ وَبَكْرٍ قَبْلَ رَجُوعِ الْقَعْقَاعِ ، لِيَنْظُرُوا مَا رَأَى إِخْوَانُهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ ، وَعَلَى أَيِّ حَالٍ نَهَضُوا إِلَيْهِمْ ، وَلِيُعْلِمُوهُمْ أَنَّ الَّذِي عَلَيْهِ رَأْيُهُمُ الإِصْلاحَ ، وَلا يَخْطُرُ لَهُمْ قِتَالٌ عَلَى بَالٍ ، فَلَمَّا لَقُوا عَشَائِرَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ ، بِالَّذِي بَعَثَهُمْ فِيهِ عَشَائِرُهُمْ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، وَقَالَ لَهُمُ الْكُوفِيُّونَ مِثْلَ مَقَالَتِهِمْ ، وَأَدْخَلُوهُمْ عَلَى عَلِيٍّ ، فَأَخْبَرُوهُ خَبَرَهُمْ ، سَأَلَ عَلِيٌّ جرير بْنَ شرسٍ عَنْ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ ، فَأَخْبَرَهُ عَنْ دَقِيقِ أَمْرِهِمَا وَجَلِيلِهِ ، حَتَّى تَمَثَّلَ لَهُ : أَلا أَبْلِغْ بَنِي بَكْرٍ رَسُولا فَلَيْسَ إِلَى بَنِي كَعْبٍ سَبِيلُ سَيَرْجِعُ ظُلْمُكُمْ مِنْكُمْ عَلَيْكُمْ طَوِيلُ السَّاعِدَيْنِ لَهُ فُضُولُ وَتَمَثَّلَ عَلِيٌّ عِنْدَهَا : أَلَمْ تَعْلَمْ أَبَا سَمْعَانَ أَنَّا نَرُدُّ الشَّيْخَ مِثْلَكَ ذَا الصُّدَاعِ وَيَذْهَلُ عَقْلُهُ بِالْحَرْبِ حَتَّى يَقُومَ فَيَسْتَجِيبَ لِغَيْرِ دَاعِ فَدَافِعْ عَنْ خُزَاعَةَ جَمْعَ بَكْرٍ وَمَا بِكَ يَا سُرَاقَةُ مِنْ دِفَاعِ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.