خبر وقعة الجمل من رواية اخرى


تفسير

رقم الحديث : 1520

حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ ، قَالَ : حَمَلَ عَمَّارٌ عَلَى الزُّبَيْرِ يَوْمَ الْجَمَلِ ، فَجَعَلَ يَحُوزُهُ بِالرُّمْحِ ، فَقَالَ : أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي ؟ قَالَ : لا انْصَرِفْ . وَقَالَ عَامِرُ بْنُ حَفْصٍ : أَقْبَلَ عَمَّارٌ حَتَّى حَازَ الزُّبَيْرَ يَوْمَ الْجَمَلِ بِالرُّمْحِ ، فَقَالَ : أَتَقْتُلُنِي يَا أَبَا الْيَقْظَانِ ؟ قَالَ : لا يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ . رجع الحديث إِلَى حديث سيف عن مُحَمَّد ، وَطَلْحَة ، قَالا : ولما انهزم الناس فِي صدر النهار ، نادى الزُّبَيْر : أنا الزُّبَيْر ، هلموا إلي أَيُّهَا النَّاسُ . وَمَعَهُ مولى لَهُ ، ينادي : أعن حواري رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تنهزمون ؟ وانصرف الزُّبَيْر نحو وادي السباع ، واتبعه فرسان ، وتشاغل الناس عنه بِالنَّاسِ ، فلما رَأَى الفرسان تتبعه عطف عَلَيْهِم ، ففرق بينهم ، فكروا عَلَيْهِ ، فلما عرفوه ، قَالُوا : الزُّبَيْر دعوه فلما نفر فِيهِمْ علباء بن الهيثم ، ومر القعقاع فِي نفر بطلحة ، وَهُوَ يقول : إلي عباد اللَّه الصبر الصبر . قَالَ لَهُ : يَا أَبَا مُحَمَّد إنك لجريح ، وإنك عما تريد لعليل ، فادخل الأبيات ، فَقَالَ : يَا غلام أدخلني ، وابغني مكانا . فأدخل الْبَصْرَة وَمَعَهُ غلام ورجلان ، فاقتتل الناس بعده ، فأقبل الناس فِي هزيمتهم تِلْكَ ، وهم يريدون الْبَصْرَة ، فلما رأوا الجمل أطافت بِهِ مضر ، عادوا قلبا كما كَانُوا حَيْثُ التقوا ، وعادوا إِلَى أمر جديد ، ووقفت رَبِيعَة الْبَصْرَة مِنْهُمْ ميمنة ومنهم ميسرة ، وقالت عَائِشَة : خل يَا كعب عن البعير ، وتقدم بكتاب اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فادعهم إِلَيْهِ . ودفعت إِلَيْهِ مصحفا ، وأقبل القوم وأمامهم السبئية يخافون أن يجري الصلح فاستقبلهم كعب بالمصحف ، وعلي من خلفهم يزعهم ويأبون إلا إقداما ، فلما دعاهم كعب ، رشقوه رشقا واحدا فقتلوه ، ورموا عَائِشَة فِي هودجها ، فجعلت تنادي : يَا بني البقية البقية . ويعلو صوتها كثرة : اللَّه اللَّه اذكروا اللَّه عَزَّ وَجَلَّ والحساب . فيأبون إلا إقداما ، فكان أول شَيْء أحدثته حين أبوا ، أن قالت : أَيُّهَا النَّاسُ العنوا قتلة عُثْمَان وأشياعهم . وأقبلت تدعو ، وضج أهل الْبَصْرَة بالدعاء ، وسمع عَلِيّ بن أبي طالب الدعاء ، فَقَالَ : مَا هَذِهِ الضجة ؟ فَقَالُوا : عَائِشَة تدعو ، ويدعون معها عَلَى قتلة عُثْمَان وأشياعهم . فأقبل يدعو ، وَهُوَ يقول : اللَّهُمَّ العن قتلة عُثْمَان وأشياعهم . وأرسلت إِلَى عبد الرَّحْمَن بن عتاب وعبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث : اثبتا مكانكما . وذمرت الناس ، حين رأت أن القوم لا يريدون غيرها ، وَلا يكفون عن الناس ، فازدلفت مضر الْبَصْرَة ، فقصفت مضر الْكُوفَة ، حَتَّى زوحم علي ، فنخس علي قفا مُحَمَّد ، وَقَالَ : احمل . فنكل ، فأهوى علي إِلَى الراية يأخذها مِنْهُ ، فحمل فترك الراية فِي يده ، وحملت مضر الْكُوفَة فاجتلدوا قدام الجمل حَتَّى ضرسوا ، والمجنبات عَلَى حالها لا تصنع شَيْئًا ، ومع علي أقوام غير مضر فمنهم زَيْد بن صُوحَانَ ، فَقَالَ لَهُ رجل من قومه : تنح إِلَى قومك ، مالك ولهذا الموقف ، ألست تعلم أن مضر بحيالك ، وأن الجمل بين يديك ، وأن الموت دونه ، فَقَالَ : الموت خير من الحياة ، الموت مَا أريد . فأصيب وأخوه سيحان ، وارتث صعصعة ، واشتدت الحرب ، فلما رَأَى ذَلِكَ علي ، بعث إِلَى اليمن وإلى رَبِيعَة : أن اجتمعوا عَلَى من يليكم فقام رجل من عبد القيس ، فَقَالَ : ندعوكم إِلَى كتاب اللَّه عَزَّ وَجَلَّ . قَالُوا : وكيف يدعونا إِلَى كتاب اللَّه من لا يقيم حدود اللَّه سُبْحَانَهُ ، ومن قتل داعي اللَّه كعب بن سور . فرمته رَبِيعَة رشقا واحدا فقتلوه ، وقام مسلم بن عَبْدِ اللَّهِ العجلي مقامه ، فرشقوه رشقا واحدا فقتلوه ، ودعت يمن الْكُوفَة يمن الْبَصْرَة فرشقوهم . كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، قَالا : كَانَ القتال الأول يستحر إِلَى انتصاف النهار ، وأصيب فِيهِ طَلْحَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وذهب فِيهِ الزُّبَيْر ، فلما أووا إِلَى عَائِشَة ، وأبى أهل الْكُوفَة إلا القتال ، ولم يريدوا إلا عَائِشَة ، ذمرتهم عَائِشَة فاقتتلوا ، حَتَّى تنادوا فتحاجزوا ، فرجعوا بعد الظهر فاقتتلوا وَذَلِكَ يوم الخميس فِي جمادى الآخرة ، فاقتتلوا صدر النهار مع طَلْحَة وَالزُّبَيْر وفي وسطه مع عَائِشَة ، وتزاحف الناس ، فهزمت يمن الْبَصْرَة يمن الْكُوفَة ، وربيعة الْبَصْرَة رَبِيعَة الْكُوفَة ، ونهد علي بمضر الْكُوفَة إِلَى مضر الْبَصْرَة ، وَقَالَ : إن الموت ليس مِنْهُ فوت ، يدرك الهارب ، وَلا يترك المقيم . # حَدَّثَنِي عُمَرُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّهِ القرشي ، عن يونس بن أَرْقَمَ ، عن عَلِيّ بن عَمْرو الكندي ، عن زَيْد بن حساس ، قَالَ : سمعت مُحَمَّد ابن الحنفية ، يقول : دفع إلي أبي الراية يوم الجمل ، وَقَالَ : تقدم فتقدمت حَتَّى لم أجد متقدما إلا عَلَى رمح . قَالَ : تقدم لا أم لك . فتكأكأت ، وقلت : لا أجد متقدما إلا عَلَى سنان رمح . فتناول الراية من يدي متناول لا أدري من هُوَ ، فنظرت فإذا أبي بين يدي ، وَهُوَ يقول : أنت الَّتِي غرك مني الحسنى يَا عيش إن القوم قوم أعدا الخفض خير من قتال الأبنا # كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، قَالا : اقتتلت المجنبتان حين تزاحفتا قتالا شديدا ، يشبه مَا فِيهِ القلبان ، واقتتل أهل اليمن ، فقتل عَلَى راية أَمِير الْمُؤْمِنِينَ من أهل الْكُوفَة عشرة ، كلما أخذها رجل قتل ، خمسة من همدان وخمسة من سائر اليمن ، فلما رَأَى ذَلِكَ يَزِيد بن قيس أخذها فثبتت فِي يده ، وَهُوَ يقول : قَدْ عشت يَا نفس وَقَدْ غنيت دهرا فقطك الْيَوْم مَا بقيت أطلب طول العمر مَا حييت وإنما تمثلها ، وَهُوَ قول الشاعر قبله ، وَقَالَ نمران بن أبي نمران الهمداني : جردت سيفي فِي رجال الأزد أضرب فِي كهولهم والمرد كل طويل الساعدين نهد وأقبلت رَبِيعَة ، فقتل عَلَى راية الميسرة من أهل الْكُوفَة زَيْد ، وصرع صعصعة ، ثُمَّ سيحان ، ثُمَّ عَبْد اللَّهِ بن رقبة بن الْمُغِيرَة ، ثُمَّ أَبُو عبيدة بن راشد بن سلمى ، وَهُوَ يقول : اللَّهُمَّ أنت هديتنا من الضلالة ، واستنقذتنا من الجهالة ، وابتليتنا بالفتنة ، فكنا فِي شبهة وعلى ريبة . حَتَّى قتل ، ثُمَّ الحصين بن معبد بن النُّعْمَانِ ، فأعطاها ابنه معبدا ، وجعل يقول : يَا معبد قرب لها بوها تحدب ، فثبتت فِي يده . # كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ : عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَطَلْحَةَ ، قَالا : لما رأت الكماة من مضر الْكُوفَة ومضر الْبَصْرَة الصبر ، تنادوا فِي عسكر عَائِشَة وعسكر علي : يَأَيُّهَا النَّاسُ طرفوا ، إذا فرغ الصبر ، ونزع النصر ، فجعلوا يتوجئون الأطراف ، الأيدي والأرجل ، فما رؤيت وقعة قط قبلها وَلا بعدها وَلا يسمع بِهَا ، أكثر يدا مقطوعة ورجلا مقطوعة منها ، لا يدرى من صاحبها ، وأصيبت يد عبد الرَّحْمَن بن عتاب يَوْمَئِذٍ قبل قتله ، وَكَانَ الرجل من هَؤُلاءِ وهؤلاء ، إذا أصيب شَيْء من أطرافه استقتل إِلَى أن يقتل . .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.