حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ ، عَنِ الْجَارُودِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ ، قَالَ : " صَالَحَ الْحَسَنُ ، عَلَيْهِ السَّلامُ ، مُعَاوِيَةَ وَشَخَصَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَبَعَثَ مُعَاوِيَةُ بُسْرَ بْنَ أَبِي أَرْطَاةَ إِلَى الْبَصْرَةِ فِي رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ ، وَزِيَادٌ مُتَحَصِّنٌ بِفَارِسَ فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى زِيَادٍ ، إِنَّ فِي يَدَيْكَ مَالا مِنْ مَالِ اللَّهِ وَقَدْ وُلِّيتَ وِلايَةً فَأَدِّ مَا عِنْدَكَ مِنَ الْمَالِ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ زِيَادٌ : أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ عِنْدِي شَيْءٌ مِنَ الْمَالِ وَقَدْ صَرَفْتُ مَا كَانَ عِنْدِي فِي وَجْهِهِ وَاسْتَوْدَعْتُ بَعْضَهُ قَوْمًا لِنَازِلَةٍ إِنْ نَزَلَتْ وَحَمَلْتُ مَا فَضُلَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، رَحِمَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ : أَنْ أَقْبِلْ إِلَيَّ نَنْظُرُ فِيمَا وُلِّيتَ وَجَرَى عَلَى يَدَيْكَ ، فَإِنِ اسْتَقَامَ بَيْنَنَا أَمْرٌ فَهُوَ ذَاكَ ، وَإِلا رَجَعْتَ إِلَى مَأْمَنِكَ ، فَلَمْ يَأْتِهِ زِيَادٌ فَأَخَذَ بُسْرٌ بَنِي زِيَادٍ الأَكَابِرِ مِنْهُمْ فَحَبَسَهُمْ عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَعُبَيْدَ اللَّهِ وَعَبَّادًا ، وَكَتَبَ إِلَى زِيَادٍ : لَتَقْدَمَنَّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَوْ لأَقْتُلَنَّ بَنِيكَ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ زِيَادٌ : لَسْتُ بَارِحًا مِنْ مَكَانِي الَّذِي أَنَا بِهِ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنِي وَبَيْنَ صَاحِبِكَ ، فَإِنْ قَتَلْتَ مَنْ فِي يَدَيْكَ مِنْ وَلَدِي فَالْمَصِيرُ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَمِنْ وَرَائِنَا وَوَرَائِكُمُ الْحِسَابُ : وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ سورة الشعراء آية 227 فَهَمَّ بِقَتْلِهِمْ فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرَةَ ، فَقَالَ : أَخَذْتَ وَلَدِي وَوَلَدَ أَخِي غِلْمَانًا بِلا ذَنْبٍ ، وَقَدْ صَالَحَ الْحَسَنُ مُعَاوِيَةَ عَلَى أَمَانِ أَصْحَابِ عَلِيٍّ حَيْثُ كَانُوا ، فَلَيْسَ لَكَ عَلَى هَؤُلاءِ وَلا عَلَى أَبِيهِمْ سَبِيلٌ ، قَالَ : إِنَّ عَلَى أَخِيكَ أَمْوَالا قَدْ أَخَذَهَا فَامْتَنَعَ مِنْ أَدَائِهَا ، قَالَ : مَا عَلَيْهِ شَيْءٌ ، فَاكْفُفْ عَنْ بَنِي أَخِي حَتَّى آتِيكَ بِكِتَابٍ مِنْ مُعَاوِيَةَ بِتَخْلِيَتِهِمْ ، فَأَجِّلْهُ أَيَّامًا ، قَالَ لَهُ : إِنْ أَتَيْتَنِي بِكِتَابِ مُعَاوِيَةَ بِتَخْلِيَتِهِمْ وَإِلا قَتَلْتُهُمْ ، أَوْ يُقْبِلُ زِيَادٌ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَ : فَأَتَى أَبُو بَكْرَةَ مُعَاوِيَةَ فَكَلَّمَهُ فِي زِيَادٍ وَبَنِيهِ ، وَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى بُسْرٍ بِالْكَفِّ عَنْهُمْ وَتَخْلِيَةِ سَبِيلِهِمْ فَخَلاهُمْ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |