ذكر بعض سير هشام


تفسير

رقم الحديث : 1619

فَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا فَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ خَالِدِ بْنِ رُسْتُمَ الصَّنْعَانِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ جِيلٍ ، قَالَ : " بَيْنَا حُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ يُقَاتِلُ ابْنَ الزُّبَيْرِ إِذْ جَاءَ مَوْتُ يَزِيدَ ، فَصَاحَ بِهِمُ ابْنُ الزُّبَيْرِ ، فَقَالَ : إِنَّ طَاغِيَتَكُمْ قَدْ هَلَكَ ، فَمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَدْخُلَ فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النَّاسُ فَلْيَفْعَلْ ، فَمَنْ كَرِهَ فَلْيَلْحَقْ بِشَامِهِ ، فَغَدَوْا عَلَيْهِ يُقَاتِلُونَهُ ، قَالَ : فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ لِلْحُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ : ادْنُ مِنِّي أُحَدِّثْكَ ، فَدَنَا مِنْهُ فَحَدَّثَهُ ، فَجَعَلَ فَرَسُ أَحَدِهِمَا يَجْفَلُ ، وَالْجَفْلُ الرَّوَثُ ، فَجَاءَ حَمَامُ الْحَرَمِ يَلْتَقِطُ مِنَ الْجَفْلِ ، فَكَفَّ الْحُصَيْنُ فَرَسَهُ عَنْهُنَّ ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ : مَا لَكَ ؟ قَالَ : أَخَافُ أَنْ يَقْتُلُ فَرَسِي حَمَامِ الْحَرَمِ ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ : أَتَحْرُجُ مِنْ هَذَا وَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَ الْمُسْلِمِينَ ؟ فَقَالَ لَهُ : لا أُقَاتِلُكَ ، فَأْذَنْ لَنَا نَطُفْ بِالْبَيْتِ وَنَنْصَرِفْ عَنْكَ ، فَفَعَلَ فَانْصَرَفُوا . وَأَمَّا عَوَانَةُ بْنُ الْحَكَمِ ، فَإِنَّهُ قَالَ فِيمَا ذَكَرَ هِشَامٌ عَنْهُ ، قَالَ : لَمَّا بَلَغَ ابْنَ الزُّبَيْرِ مَوْتُ يَزِيدَ ، وَأَهْلُ الشَّامِ لا يَعْلَمُونَ بِذَلِكَ قَدْ حَصَرُوهُ حِصَارًا شَدِيدًا ، وَضَيَّقُوا عَلَيْهِ ، أَخَذَ يُنَادِيهِمْ هُوَ وَأَهْلُ مَكَّةَ : عَلامَ تُقَاتِلُونَ ، قَدْ هَلَكَ طَاغِيَتُكُمْ ؟ وَأَخَذُوا لا يُصَدِّقُونَهُ حَتَّى قَدِمَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ الْمُنَقِّعِ النَّخَعِيُّ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ فِي رُءُوسِ أَهْلِ الْعِرَاقِ ، فَمَرَّ بِالْحُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ وَكَانَ لَهُ صَدِيقًا وَكَانَ بَيْنَهُمَا صِهْرٌ ، وَكَانَ يَرَاهُ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ ، فَكَانَ يَعْرِفُ فَضْلَهُ وَإِسْلامَهُ وَشَرَفَهُ ، فَسَأَلَ عَنِ الْخَبَرِ فَأَخْبَرَهُ بِهَلاكِ يَزِيدَ ، فَبَعَثَ الْحُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، فَقَالَ : مَوْعِدٌ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ اللَّيْلَةُ الأَبْطَحَ ، فَالْتَقَيَا ، فَقَالَ لَهُ الْحُصَيْنُ : إِنْ يَكُ هَذَا الرَّجُلُ قَدْ هَلَكَ فَأَنْتَ أَحَقُّ النَّاسِ بِهَذَا الأَمْرِ ، هَلُمَّ فَلْنُبَايِعْكَ ، ثُمَّ اخْرُجْ مَعِي إِلَى الشَّامِ ، فَإِنَّ هَذَا الْجُنْدَ الَّذِينَ مَعِي هُمْ وُجُوهُ أَهْلِ الشَّامِ وَفِرْسَانِهِمْ ، فَوَاللَّهِ لا يَخْتَلِفُ عَلَيْكَ اثْنَانِ ، وَتُؤَمِّنُ النَّاسَ وَتَهْدِرُ هَذِهِ الدِّمَاءَ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ ، وَالَّتِي كَانَتْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ أَهْلِ الْحَرَّةِ ، فَكَانَ سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو يَقُولُ : مَا مَنَعَهُ أَنْ يُبَايِعَهُمْ وَيَخْرُجَ إِلَى الشَّامِ إِلا تَطَيُّرٌ ؛ لأَنَّ مَكَّةَ الَّتِي مَنَعَهُ اللَّهُ بِهَا ، وَكَانَ ذَلِكَ مِنْ جُنْدِ مَرْوَانَ ، وَإِنَّ عَبْدَ اللَّهِ وَاللَّهِ لَوْ سَارَ مَعَهُمْ حَتَّى يَدْخُلَ الشَّامَ مَا اخْتَلَفَ عَلَيْهِ مِنْهُمُ اثْنَانِ ، فَزَعَمَ بَعْضُ قُرَيْشٍ أَنَّهُ قَالَ : أَنَا أَهْدِرُ تِلَكَ الدِّمَاءَ ، أَمَا وَاللَّهِ لا أَرْضَى أَنْ أَقْتُلَ بِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ عَشَرَةً ، وَأَخَذَ الْحُصَيْنُ يُكَلِّمُهُ سِرًّا وَهُوَ يَجْهَرُ جَهْرًا ، وَأَخَذَ يَقُولُ : لا ، وَاللَّهِ لا أَفْعَلُ ، فَقَالَ لَهُ الْحُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ : قَبَّحَ اللَّهُ مَنْ يَعُدُّكَ بَعْدَ هَذِهِ دَاهِيًا قَطُّ أَوْ أَدِيبًا ، قَدْ كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ لَكَ رَأْيًا ، أَلا أَرَانِي أُكَلِّمُكَ سِرًّا ، وَتُكَلِّمُنِي جَهْرًا ، وَأَدْعُوكَ إِلَى الْخِلافَةِ ، وَتَعِدُنِي الْقَتْلَ وَالْهَلَكَةَ ، ثُمَّ قَامَ فَخَرَجَ وَصَاحَ فِي النَّاسِ ، فَأَقْبَلَ فِيهِمْ نَحْوَ الْمَدِينَةِ ، وَنَدِمَ ابْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى الَّذِي صَنَعَ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ : أَمَا أَنْ أَسِيرَ إِلَى الشَّامِ فَلَسْتُ فَاعِلا ، وَأَكْرَهُ الْخُرُوجَ مِنْ مَكَّةَ ، وَلَكِنْ بَايِعُوا لِي هُنَالِكَ ، فَإِنِّي مُؤَمِّنُكُمْ وَعَادِلٌ فِيكُمْ ، فَقَالَ لَهُ الْحُصَيْنُ : أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ تُقْدِمْ بِنَفْسِكَ ، وَوَجَدْتُ هُنَالِكَ أُنَاسًا كَثِيرًا مِنْ أَهْلِ هَذَا الْبَيْتِ يَطْلُبُونَهَا ، يُجِيبُهُمُ النَّاسُ فَمَا أَنَا صَانِعٌ ؟ فَأَقْبَلَ بِأَصْحَابِهِ وَمَنْ مَعَهُ نَحْوَ الْمَدِينَةِ فَاسْتَقْبَلَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَمَعَهُ قَتٌّ وَشَعِيرٌ ، وَهُوَ عَلَى رَاحِلَةٍ لَهُ ، فَسَلَّمَ عَلَى الْحُصَيْنِ فَلَمْ يَكَدْ يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ وَمَعَ الْحُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ فَرَسٌ لَهُ عَتِيقٌ ، وَقَدْ فَنِيَ قَتُّهُ وَشَعِيرُهُ ، فَهُوَ غَرَضٌ وَهُوَ يَسُبُّ غُلامَهُ ، وَيَقُولُ : مِنْ أَيْنَ نَجِدُ هُنَا لِدَابَّتِنَا عَلَفًا ؟ فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ : هَذَا عَلَفٌ عِنْدَنَا ، فَاعْلِفْ مِنْهُ دَابَّتَكَ ، فَأَقْبَلَ عَلَى عَلِيٍّ عِنْدَ ذَلِكَ بِوَجْهِهِ فَأَمَرَ لَهُ بِمَا كَانَ مِنْ عِنْدِهِ مِنْ عَلَفٍ ، وَاجْتَرَأَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ وَأَهْلُ الْحِجَازِ عَلَى أَهْلِ الشَّامِ فَذُلُّوا ، حَتَّى كَانَ لا يَنْفَرِدُ مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلا أَخَذَ بِلِجَامِ دَابَّتِهِ ثُمَّ نَكَسَ عَنْهَا ، فَكَانُوا يَجْتَمِعُونَ فِي مُعَسْكَرِهِمْ فَلا يَفْتَرِقُونَ ، وَقَالَتْ لَهُمْ بَنُو أُمَيَّةَ : لا تَبْرَحُوا حَتَّى تَحْمِلُونَا مَعَكُمْ إِلَى الشَّامِ ، فَفَعَلُوا وَمَضَى ذَلِكَ الْجَيْشُ حَتَّى دَخَلَ الشَّامَ ، وَقَدْ أَوْصَى يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بِالْبَيْعَةِ لابْنِهِ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَزِيدَ ، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلا ثَلاثَةَ أَشْهُرٍ حَتَّى مَاتَ . وَقَالَ عَوَانَةُ : اسْتَخْلَفَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ابْنَهُ مُعَاوِيَةَ بْنَ يَزِيدَ فَلَمْ يَمْكُثْ إِلا أَرْبَعِينَ يَوْمًا حَتَّى مَاتَ .

الرواه :

الأسم الرتبة
ابْنُ الزُّبَيْرِ

صحابي

عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ خَالِدِ بْنِ رُسْتُمَ الصَّنْعَانِيُّ

مقبول

Whoops, looks like something went wrong.