تفسير

رقم الحديث : 2825

حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ ، قَالَ : قَالَ سُفْيَانُ فِي الْمَاءِ : " مَا لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ ، وَلا لَوْنُهُ ، فَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ وَاسِعًا " . وَعِلَّةُ قَائِلِي هَذِهِ الْمَقَالَةِ ظَاهِرُ خَبَرِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " الْمَاءُ لا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ " . وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا قَوْلُ مَنْ قَالَ : خَبَرُ ابْنُ عَبَّاسٍ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " الْمَاءُ لا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ " ، خَبَرٌ مُجْمِلٌ فَسَّرَهُ وَبَيَّنَ مَعْنَاهُ خَبَرُ ابْنُ عُمَرَ الَّذِي رَوَيْنَاهُ قَبْلُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " إِذَا كَانَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ لَمْ يَحْمِلْ نَجَسًا " . وَإِنَّمَا قُلْنَا ذَلِكَ كَذَلِكَ ، لأَنَّ كِلا الْخَبَرَيْنِ عِنْدَنَا صَحِيحٌ ، وَإِذْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ ، فَغَيْرُ جَائِزٌ لأَحَدٍ إِبْطَالُ أَحَدِهِمَا ، وَالْقَضَاءُ عَلَيْهِ بِالْفَسَادِ ، مَعَ وُجُودِ السَّبِيلِ إِلَى تَصْحِيحِهِمَا ، إِذْ كَانَ مِنْ أَعْظَمِ الْخَطَأِ أَنْ يَظُنَّ ظَانٌ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ يَقُولُ فِي وَقْتٍ وَاحِدٍ : الْمَاءُ لا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ ، بَلْ تُنَجِّسُهُ النَّجَاسَاتُ ، أَوْ يَقُولُ : الْمَاءُ لا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ فِي وَقْتٍ ، فَيَنْفُذُ الْعَمَلُ بِذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِ فِي أُمَّتِهِ حِينًا ، ثُمَّ يَقُولُ بَعْدَ حِينٍ : الْمَاءُ يُنَجِّسُهُ كُلُّ مَا وَقَعَ فِيهِ مِنَ النَّجَاسَةِ ، إِلا أَنْ يَكُونَ قَدْرَ قُلَّتَيْنِ فَصَاعِدًا ، فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ قَدْرَ ذَلِكَ لَمْ يُنَجِّسْهُ شَيْءٌ إِلا أَنْ تُغَيِّرَ النَّجَاسَةُ لَوْنَهُ أَوْ طَعْمَهُ ، أَوْ رِيحَهُ ، ثُمَّ لا يَنْقُلُ الَّذِينَ شَاهَدُوا قَوْلَيْهِ أَيَّ قَوْلَيْهِ كَانَ أَوَّلا ، وَأَيَّهُمَا كَانَ آخِرًا إِلَى مَنْ بَعْدَهُمْ ، أَوْ لا يُبَيِّنُ هُوَ لأُمَّتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ حُكْمَ قَوْلِهِ الثَّانِي قَدْ نَسَخَ حُكْمَ قَوْلِ الأَوَّلِ فِي ذَلِكَ ، لأَنَّ فِي تَرَكِ تَبْيِينِ ذَلِكَ ، لَوْ كَانَ الأَمْرُ فِي هَذَيْنِ الْخَبَرَيْنِ عَلَى مَا ظَنُّهُ بَعْضُ الأَغْبِيَاءِ ، تَلْبِيسًا عَلَى الأُمَّةِ أَمْرَ دِينِهِمْ فِي ذَلِكَ ، وَاللازِمَ لَهُمُ الْعَمَلُ بِهِ فِيهِ ، وَلَكِنَّ الأَمْرَ فِي ذَلِكَ بِخِلافِ مَا يَتَوَهَّمُهُ كَثِيرٌ مِنَ الْجَهَلَةِ ، مِنْ أَنَّ أَحَدَ هَذَيْنِ الْخَبَرَيْنِ نَاسِخٌ الآخَرَ ، أَوْ أَنَّ أَحَدَهُمَا مُعَارِضٌ الآخَرَ وَدَافِعٌ مَعْنَاهُ ، أَوْ أَنَّ أَحَدَهُمَا صَحِيحٌ وَالآخَرُ سَقِيمٌ ، بَلْ هُمَا عِنْدَنَا صَحِيحَانِ ، لِعَدَالَةِ رُوَاتِهِمَا ، وَمَخْرَجَهُمَا كَانَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالْقَوْلُ بِهِمَا مِنْهُ فِي وَقْتَيْنِ ، أَحَدُهُمَا بَعْدَ الآخَرِ بِغَيْرِ فَصْلٍ لَهُ بِأَوْقَاتٍ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.