وَكَانَ آخَرُونَ يَقُولُونَ فِي ذَلِكَ مَا : حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو كُرَيْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ ، عَنِ الأَصْبَغِ بْنِ زَيْدٍ الْوَاسِطِيِّ ، عَنْ رَجُلَيْنِ ، سَمَّاهُمَا ، عَنْ مَكْحُولٍ ، قَالَ : مَا أَرَادَ عَبْدٌ سَفَرًا فَقَالَ هَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ إِلا كَلأَهُ اللَّهُ وَكَفَاهُ وَوَقَاهُ : اللَّهُمَّ لا شَيْءَ إِلا أَنْتَ ، وَلا شَيْءَ إِلا مَا شِئْتَ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِكَ ، قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ سورة التوبة آية 51 ، حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ ، اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ، أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، تَوَفَّنِي مُسْلِمًا ، وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ " . فَإِذَا كَانَ صَحِيحًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا رَوَيْنَا عَنْهُ مِمَّا كَانَ ، يَقُولُهُ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا ، وَعَنْ أَصْحَابِهِ مَا قَدْ ذَكَرْنَا مِنْ قِيلِهِمْ ، فَأُحِبُّ لِمَنْ أَرَادَ سَفَرًا لِحَجٍّ ، أَوْ عُمْرَةٍ ، أَوْ غَزْوِ جِهَادٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، أَوْ تِجَارَةٍ ، أَوْ فِيمَا أَرَادَ ، مِمَّا لَمْ يَكُنْ سَفَرُهُ فِي مَعْصِيَةٍ لِلَّهِ ، أَنْ يَقُولَ مَا صَحَّ بِهِ الْخَبَرُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا قَدْ بَيَّنَا ، وَأَيُّ الَّذِي رُوِيَ عَنْهُ مِنَ الْقِيلِ الَّذِي ذَكَرْنَا عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُهُ ، قَالَهُ قَائِلٌ ، فَقَدْ أَحْسَنَ ، وَإِنْ هُوَ تَعَدَّى ذَلِكَ ، فَقَالَ بَعْضَ الَّذِي ذَكَرْنَا أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يَقُولُهُ ، أَوْ غَيْرُهُ ، فَقَدْ أَجْزَأَهُ وَأَحَبُّ الأَقْوَالِ إِلَيَّ أَنْ يَقُولَهُ ، إِذَا أَرَادَ ذَلِكَ مُرِيدٌ ، مَا جَمَعَ جَمِيعَ ذَلِكَ ، وَهُوَ أَنْ يَقُولَ : بِسْمِ اللَّهِ , آمَنْتُ بِاللَّهِ وَاعْتَصَمْتُ بِهِ ، وَتَوَكَّلْتُ عَلَيْهِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي بِكَ أَنْتَشِرُ وَأَسِيرُ وَأَحُلُّ ، وَإِلَيْكَ أَتَوَجَّهُ ، وَبِكَ أَعْتَصِمُ ، فَإِنَّكَ ثِقَتِي وَرَجَائِي ، اللَّهُمَّ اكْفِنِي أُمُورِي كُلَّهَا ، مَا هَمَّنِي مِنْهَا ، وَمَا لا أَهْتَمُّ بِهِ ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ ، اللَّهُمَّ زَوِّدْنِي التَّقْوَى ، وَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي ، وَوَجِّهْنِي لِلْخَيْرِ أَيْنَمَا تَوَجَّهْتُ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِي سَفَرِي هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى ، وَالْعَمَلَ بِمَا تَرْضَى ، اللَّهُمَّ بَلِّغْنِي بَلاغًا يُبَلِّغُ خَيْرًا ، مَغْفِرَةً مِنْكَ وَرِضْوَانًا ، بِيَدِكَ الْخَيْرُ ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ ، اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيَّ السَّفَرَ ، وَاطْوِ لِيَ الأَرْضَ ، واصْحَبْنِي مِنْكَ بِنُصْحٍ ، وَأَقْلِبْنِي بِذِمَّةٍ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ ، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الأَهْلِ وَالْمَالِ ، اللَّهُمَّ لا شَيْءَ إِلا مَا شِئْتَ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِكَ ، لَنْ يُصيِبَنِي إِلا مَا كَتَبْتَ لِي ، أَنْتَ مَوْلايَ ، عَلَيْكَ أَتَوَكَّلُ ، وَبِكَ أَسْتَعِينُ فِي أُمُورِي كُلِّهَا ، حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ ، اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ، أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ , تَوَفَّنِي مُسْلِمًا ، وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ . فَإِنَّهُ إِذَا قَالَ ذَلِكَ جَمَعَ جَمِيعَ مَا دَعَا بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ نُهُوضِهِ لِسَفَرِهِ ، وَمَا كَانَ السَّلَفُ يَدْعُونَ بِهِ ، وَإِنْ لَمْ يَقُلْ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا لَمْ يَحْرَجْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، لأَنَّ ذَلِكَ غَيْرُ فَرْضٍ قِيلُهُ عَلَى أَحَدٍ بِإِجْمَاعِ الْجَمِيعِ ، فِي حَالِ عَزْمِهِ عَلَى السَّفَرِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |