حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ مِقْسَمٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : " لأَنْ أَتَوَضَّأَ بِالطَّرَقِ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَيَمَّمَ بِالصَّعِيدِ " ، قَالَ الْمُغِيرَةُ : " الطَّرَقُ الْمَاءُ الْمُسْتَنْقَعُ يَكُونُ فِيهِ أَبْوَالُ الدَّوَابِّ ، وَأَرْوَاثُهَا وَالْقَذَرُ " . وَقَالَ آخَرُونَ مِنْهُمْ : هَذَا خَبَرٌ مُجْمَلٌ ، قَدْ فَسَّرَتْهُ أَخْبَارٌ أُخَرُ ، وَرَدَتْ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَفْسِيرِهِ ، ثُمَّ اخْتَلَفَ قَائِلُو هَذَا الْقَوْلِ ، فِيمَا بَيْنَهُمْ ، مَعَ إِجْمَاعِ جَمِيعِهِمْ عَلَى أَنَّ الْمَاءَ يَنْجُسُ بِغَلَبَةِ لَوْنِ النَّجَاسَةِ عَلَيْهِ ، أَوْ طَعْمِهِ ، أَوْ رِيحِهِ . فَقَالَ بَعْضُهُمْ : لا يَنْجُسُ الْمَاءُ الطَّاهِرُ ، وَإِنْ قَلَّ إِلا بِتَغَيُّرِ لَوْنِهِ أَوْ طَعْمِهِ ، أَوْ رِيحِهِ بِغَلَبَةِ النَّجَاسَةِ عَلَيْهِ ، فَأَمَّا مَا لَمْ يَتَغَيَّرْ لَهُ لَوْنٌ أَوْ طَعْمٌ أَوْ رِيحٌ بِذَلِكَ ، فَهُوَ طَاهِرٌ جَائِزٌ شُرْبُهُ ، وَالاغْتِسَالُ بِهِ ، وَالْوُضُوءُ . قَالُوا : وَإِنَّمَا يَنْجُسُ بِغَلَبَةِ لَوْنِ النَّجَاسَةِ عَلَيْهِ ، أَوْ طَعْمِهِ ، أَوْ رِيحِهِ ؛ لأَنَّهُ إِذَا غَلَبَ ذَلِكَ عَلَيْهِ ، فَإِنَّهُ غَيْرُ مُسْتَحِقٍّ اسْمَ مَاءٍ ، بَلْ إِنَّمَا هُوَ مُسَمًّى بِمَا غَلَبَ عَلَيْهِ . قَالُوا : وَإِنَّمَا أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ ، إِذَا قَامُوا إِلَى صَلاتِهِمْ بِغَسْلِ مَا أَمَرَهُمْ بِغَسْلِهِ بِالْمَاءِ ، فَقَالَ : فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا سورة النساء آية 43 ، قَالُوا : وَمَا غَلَبَتِ النَّجَاسَةُ فِيهِ بِاللَّوْنِ ، أَوِ الطَّعْمِ ، أَوِ الرِّيحِ ، فَلَيْسَ بِالْمَاءِ الَّذِي يَجُوزُ التَّطَهُّرُ بِهِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |