حَدَّثَنِي يُونُسُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ زَيْدٍ ، فِي قَوْلِهِ : يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ سورة المائدة آية 106 الآيَةَ كُلَّهَا ، قَالَ : هَذَا شَيْءٌ حِينَ لَمْ يَكُنِ الإِسْلامُ إِلا بِالْمَدِينَةِ ، وَكَانَتِ الأَرْضُ كُلُّهَا كُفْرًا ، فَقَالَ اللَّهُ ، تَعَالَى : يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ سورة المائدة آية 106 : " مِنَ الْمُسْلِمِينَ " ، أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ سورة المائدة آية 106 : " مِنْ غَيْرِ أَهْلِ الإِسْلامِ " ، إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ سورة المائدة آية 106 ، قَالَ : " كَانَ الرَّجُلُ يَخْرُجُ مُسَافِرًا ، وَالْعَرَبُ أَهْلُ كُفْرٍ ، فَعَسَى أَنْ يَمُوتَ فِي سَفَرِهِ ، فَيُسْنِدُ وَصِيَّتَهُ إِلَى رَجُلَيْنِ مِنْهُمْ " ، فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ سورة المائدة آية 106 فِي أَمْرِهِمَا ، إِذَا قَالَ الْوَرَثَةُ : كَانَ مَعَ صَاحِبِنَا كَذَا وَكَذَا . فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ : مَا كَانَ مَعَهُ إِلا هَذَا الَّذِي قُلْنَا . فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا سورة المائدة آية 107 ، " إِنَّمَا حَلَفَا عَلَى بَاطِلٍ وَكَذِبٍ " . فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الأَوْلَيَانِ سورة المائدة آية 107 ، بِالْمَيِّتِ " ، فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ سورة المائدة آية 107 ، ذَكَرْنَا أَنَّهُ كَانَ مَعَ صَاحِبِنَا كَذَا وَكَذَا ، قَالَ هَؤُلاءِ : لَمْ يَكُنْ مَعَهُ ذَاكَ . قَالَ : ثُمَّ عُثِرَ عَلَى بَعْضِ الْمَتَاعِ عِنْدَهُمَا ، فَلَمَّا عُثِرَ عَلَى ذَلِكَ رُدَّتِ الْقَسَامَةُ عَلَى وَارِثِهِ ، فَأَقْسَمَا ، ثُمَّ ضَمِنَ هَذَانِ " . قَالَ اللَّهُ ، تَعَالَى ذِكْرُهُ : " ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمَانٌ سورة المائدة آية 108 ، فَتَبْطُلَ أَيْمَانُهُمْ " ، وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ سورة المائدة آية 108 : الْكَاذِبِينَ الَّذِينَ يَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ " . وَقَالَ ابْنُ زَيْدٍ : " وَقَدِمَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ ، وَصَاحِبٌ لَهُ ، وَكَانَا يَوْمَئِذٍ مُشْرِكَيْنِ وَلَمْ يَكُونَا أَسْلَمَا ، فَأَخْبَرَا أَنَّهُمَا أَوْصَى إِلَيْهِمَا رَجُلٌ ، وَجَاءَا بِتَرِكَتِهِ . فَقَالَ أَوْلِيَاءُ الْمَيِّتِ : كَانَ مَعَ صَاحِبِنَا كَذَا وَكَذَا ، وَكَانَ مَعَهُ إِبْرِيقُ فِضَّةٍ . وَقَالَ الآخَرَانِ : لَمْ يَكُنْ مَعَهُ إِلا الَّذِي جِئْنَا بِهِ ، فَحَلَفَا خَلْفَ الصَّلاةِ . ثُمَّ عُثِرَ عَلَيْهِمَا بَعْدُ ، وَالإِبْرِيقُ مَعَهُمَا ، فَلَمَّا عُثِرَ عَلَيْهِمَا رُدَّتِ الْقَسَامَةُ عَلَى أَوْلِيَاءِ الْمَيِّتِ بِالَّذِي قَالُوا مَعَ صَاحِبِهِمْ ، ثُمَّ ضَمَّنَهُمَا الَّذِي حَلَفَ عَلَيْهِ الأَوْلَيَانِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |