القول في تاويل قوله ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الو...


تفسير

رقم الحديث : 6008

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حدثنا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ ، قَالَ : حدثني مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، قَالَ : قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفْدُ نَجْرَانَ ، سِتُّونَ رَاكِبًا ، فِيهِمْ أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلا مِنْ أَشْرَافِهِمْ ، فِي الأَرْبَعَةِ عَشَرَ ثَلاثَةُ نَفَرٍ ، إِلَيْهِمْ يَئُوُلُ أَمْرُهُمْ : الْعَاقِبُ : أَمِيرُ الْقَوْمِ وَذُو رَأْيِهِمْ ، وَصَاحِبُ مَشُورَتِهِمْ ، وَالَّذِي لا يَصْدُرُونَ إِلا عَنْ رَأْيِهِ ، وَاسْمُهُ عَبْدُ الْمَسِيحِ . وَالسَّيِّدُ : ثِمَالُهُمْ وَصَاحِبُ رَحْلِهِمْ وَمُجْتَمَعِهِمْ ، وَاسْمُهُ الأَيْهَمُ ، وَأَبُو حَارِثَةَ بْنُ عَلْقَمَةَ : أحدُ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ ، أُسْقُفُهُمْ وَحَبْرُهُمْ ، وَإِمَامُهُمْ ، وَصَاحِبُ مِدْرَاسِهِمْ . وَكَانَ أَبُو حَارِثَةَ قَدْ شَرُفَ فِيهِمْ ، وَدَرَسَ كُتُبَهُمْ ، حَتَّى حَسُنَ عِلْمُهُ فِي دِينِهِمْ ، فَكَانَتْ مُلُوكُ الرُّومِ مِنْ أَهْلِ النَّصْرَانِيَّةِ قَدْ شَرَّفُوهُ ، وَمَوَّلُوهُ ، وَأَخْدَمُوهُ ، وَبَنَوْا لَهُ الْكَنَائِسَ ، وَبَسَطُوا عَلَيْهِ الْكَرَامَاتِ ، لِمَا يَبْلُغُهُمْ عَنْهُ مِنْ عِلْمِهِ وَاجْتِهَادِهِ فِي دِينِهِ . قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ : قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ ، فَدَخَلُوا عَلَيْهِ مَسْجِدَهُ حِينَ صَلَّى الْعَصْرَ ، عَلَيْهِمْ ثِيَابُ الْحِبَرَاتِ ، جُبَبٌ وَأَرْدِيَةٌ ، فِي جَمَالِ رِجَالِ بِلْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ . قَالَ : يَقُولُ بَعْضُ مَنْ رَآهُمْ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ : مَا رَأَيْنَا بَعْدَهُمْ وَفْدًا مِثْلَهُمْ . وَقَدْ حَانَتْ صَلاتُهُمْ ، فَقَامُوا يُصَلُّونَ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " دَعُوهُمْ " ، فَصَلَّوْا إِلَى الْمَشْرِقِ . قَالَ : وَكَانَتْ تَسْمِيَةُ الأَرْبَعَةَ عَشَرَ مِنْهُمُ الَّذِينَ يَئُوُلُ إِلَيْهِمْ أَمْرُهُمْ ، الْعَاقِبُ : وَهُوَ عَبْدُ الْمَسِيحِ ، وَالسَّيِّدُ : وَهُوَ الأَيْهَمُ ، وَأَبُو حَارِثَةَ بْنُ عَلْقَمَةَ : أَخُو بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ ، وَأَوْسٌ ، وَالْحَارِثُ ، وَزَيْدٌ ، وَقَيْسٌ ، وَيَزِيدُ ، وَنَبِيهٌ ، وَخُوَيْلِدٌ ، وَعَمْرٌو ، وَخَالِدٌ ، وَعَبْدُ اللَّهِ ، وَيُحَنَّسُ ، فِي سِتِّينَ رَاكِبًا . فَكَلَّمَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ أَبُو حَارِثَةَ بْنُ عَلْقَمَةَ ، وَالْعَاقِبُ عَبْدُ الْمَسِيحِ ، وَالأَيْهَمُ السَّيِّدُ ، وَهُمْ مِنَ النَّصْرَانِيَّةِ عَلَى دِينِ الْمَلِكِ مَعَ اخْتِلافٍ مِنْ أَمْرِهِمْ ، يَقُولُونَ : هُوَ اللَّهُ ، وَيَقُولُونَ : هُوَ وَلَدُ اللَّهِ ، وَيَقُولُونَ : هُوَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ ، وَكَذَلِكَ قَوْلُ النَّصْرَانِيَّةِ . فَهُمْ يَحْتَجُّونَ فِي قَوْلِهِمْ : هُوَ اللَّهُ ، بِأَنَّهُ كَانَ يُحْيِي الْمَوْتَى ، وَيُبْرِئُ الأَسْقَامَ ، وَيُخْبِرُ بِالْغُيُوبِ ، وَيَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ ، ثُمَّ يَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَائِرًا ، وَذَلِكَ كُلُّهُ بِإِذْنِ اللَّهِ ، لِيَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ . وَيَحْتَجُّونَ فِي قَوْلِهِمْ : إِنَّهُ وَلَدُ اللَّهِ ، أَنَّهُمْ يَقُولُونَ : لَمْ يَكُنْ لَهُ أَبٌ يُعْلَمُ ، وَقَدْ تَكَلَّمَ فِي الْمَهْدِ بِشَيْءٍ لَمْ يَصْنَعْهُ أَحَدٌ مِنْ وَلَدِ آدَمَ قَبْلَهُ . وَيَحْتَجُّونَ فِي قَوْلِهِمْ : إِنَّهُ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ ، بِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : فَعَلْنَا وَأَمَرْنَا ، وَخَلَقْنَا وَقَضَيْنَا ، فَيَقُولُونَ : لَوْ كَانَ وَاحِدًا مَا قَالَ إِلا فَعَلْتُ وَأَمَرْتُ ، وقَضَيْتُ وَخَلَقْتُ ، وَلَكِنَّهُ هُوَ وَعِيسَى وَمَرْيَمُ . فَفِي كُلِّ ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِمْ قَدْ نَزَلَ الْقُرْآنُ ، وَذَكَرَ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ قَوْلَهُمْ . فَلَمَّا كَلَّمَهُ الْحَبْرَانِ قَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَسْلِمَا " ، قَالا : قَدْ أَسْلَمْنَا ، قَالَ : " إِنَّكُمَا لَمْ تُسْلِمَا ، فَأَسْلِمَا " ، قَالا : بَلَى ، قَدْ أَسْلَمْنَا قَبْلَكَ ، قَالَ : " كَذَبْتُمَا ، يَمْنَعُكُمَا مِنَ الإِسْلامِ دُعَاؤُكُمَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَدًا ، وَعِبَادَتُكُمَا الصَّلِيبَ ، وَأَكْلُكُمَا الْخِنْزِيرَ " ، قَالا : فَمَنْ أَبُوهُ يَا مُحَمَّدُ ؟ فَصَمَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهُمَا ، فَلَمْ يُجِبْهُمَا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِمْ وَاخْتِلافِ أَمْرِهِمْ كُلِّهِ ، صَدْرَ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ إِلَى بِضْعٍ وَثَمَانِينَ آيَةً مِنْهَا ، فَقَالَ : اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ سورة آل عمران آية 2 ، فَافْتَتَحَ السُّورَةَ بِتَبْرِئَتِهِ نَفْسَهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِمَّا قَالُوا ، وَتَوْحِيدِهِ إِيَّاهَا بِالْخَلْقِ وَالأَمْرِ ، لا شَرِيكَ لَهُ فِيهِ ، رَدًّا عَلَيْهِمْ مَا ابْتَدَعُوا مِنَ الْكُفْرِ ، وَجَعَلُوا مَعَهُ مِنَ الأَنْدَادِ ، وَاحْتِجَاجًا عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِمْ فِي صَاحِبِهِمْ ، لِيُعَرِّفَهُمْ بِذَلِكَ ضَلالَتَهُمْ ، فَقَالَ : اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ سورة آل عمران آية 2 ، أَيْ : لَيْسَ مَعَهُ شَرِيكٌ فِي أَمْرِهِ .

الرواه :

الأسم الرتبة
مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ

ثقة

مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ

صدوق مدلس

سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ

صدوق كثير الخطأ

مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ

متروك الحديث

Whoops, looks like something went wrong.