حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , قَالَ : ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ , قَالَ : ثنا أَسْبَاطٌ , عَنِ السُّدِّيِّ " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ سورة النساء آية 60 ، قَالَ : كَانَ نَاسٌ مِنَ الْيَهُودِ قَدْ أَسْلَمُوا وَنَافَقَ بَعْضُهُمْ , وَكَانَتْ قُرَيْظَةُ وَالنَّضِيرُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، إِذَا قُتِلَ الرَّجُلُ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ ، قَتَلَتْهُ بَنُو قُرَيْظَةَ ، قَتَلُوا بِهِ مِنْهُمْ , فَإِذَا قُتِلَ الرَّجُلُ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ ، قَتَلَتْهُ النَّضِيرُ , أَعْطُوا دِيَتَهُ سِتِّينَ وسقًا مِنْ تَمْرٍ ، فَلَمَّا أَسْلَمَ نَاسٌ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ , قَتَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ رَجُلا مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ , فَتَحَاكَمُوا إِلَى النَّبِيِّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ النَّضِيرِيُّ : يَا نبي اللَّهِ , إِنَّا كُنَّا نُعْطِيهِمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ الدِّيَةَ , فَنَحْنُ نُعْطِيهِمُ الْيَوْمَ ذَلِكَ ، فَقَالَتْ قُرَيْظَةُ : لا , وَلَكِنَّا إِخْوَانُكُمْ فِي النَّسَبِ وَالدِّينِ , وَدِمَاؤُنَا مِثْلُ دِمَائِكُمْ , وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَغْلِبُونَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ , فَقَدْ جَاءَ اللَّهُ بِالإِسْلامِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ يُعَيِّرُهُمْ بِمَا فَعَلُوا ، فَقَالَ : وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ سورة المائدة آية 45 ، عَيَّرَهُمْ بما فعلوا , ثُمَّ ذَكَرَ قَوْلَ النَّضِيرِيِّ : كُنَّا نُعْطِيهِمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ سِتِّينَ وسقًا ، وَنَقْتُلُ مِنْهُمْ وَلا يَقْتُلُونَنَا , فَقَالَ : أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ سورة المائدة آية 50 ، فَأَخَذَ النَّضِيرِيَّ فَقَتَلَهُ بِصَاحِبِهِ ، فتَفَاخَرَتِ النَّضِيرُ وَقُرَيْظَةُ , فَقَالَتِ النَّضِيرُ : نَحْنُ أَكْرَمُ مِنْكُمْ , وَقَالَتْ قُرَيْظَةُ : نَحْنُ أَكْرَمُ مِنْكُمْ , وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ إِلَى أَبِي بُرْدَةَ الْكَاهِنِ الأَسْلَمِيِّ , فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ مِنْ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ : انْطَلِقُوا إِلَى أَبِي بُرْدَةَ يُنْفِرُ بَيْنَنَا ، وَقَالَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ قُرَيْظَةَ وَالنَّضِيرِ : لا , بَلِ النَّبِيِّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يُنْفِرُ بَيْنَنَا , فَتَعَالَوْا إِلَيْهِ ، فَأَبَى الْمُنَافِقُونِ , وَانْطَلَقُوا إِلَى أَبِي بُرْدَةَ فَسَأَلُوهُ , فَقَالَ : أَعْظِمُوا اللُّقْمَةَ ، يَقُولُ : أَعْظِمُوا الْخَطَرَ ، فَقَالُوا : لَكَ عَشْرَةُ أَوْسَاقٍ ، قَالَ : لا , بَلْ مِائَةُ وَسْقٍ دِيَتِي , فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ أُنْفِرَ النَّضِيرَ فَتَقْتُلَنِي قُرَيْظَةُ , أَوْ أُنْفِرَ قُرَيْظَةَ فَتَقْتُلَنِي النَّضِيرُ ، فَأَبَوْا أَنْ يُعْطُوهُ فَوْقَ عَشْرَةِ أَوْسَاقٍ , وَأَبَى أَنْ يَحْكُمَ بَيْنَهُمْ , فَأَنْزَلَ اللَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ : يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ سورة النساء آية 60 : وَهُوَ أَبُو بُرْدَةَ , وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ إِلَى قَوْلِهِ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا سورة النساء آية 60 - 65 " ، وَقَالَ آخَرُونَ : الطَّاغُوتُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ هُوَ : كَعْبُ بْنُ الأَشْرَفِ .