حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِمٍ , قال : حدثنا عِيسَى , وحدثني المثنى ، قال : حدثنا أبو حذيفة ، قال : حدثنا شبل جميعا ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ , عَنْ مُجَاهِدٍ , فِي قَوْلِهِ : " فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ سورة النساء آية 103 ، قَالَ : أَتِمُّوهَا " . قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ وَأَوْلَى التَّأْوِيلَيْنِ بِتَأْوِيلِ الآيَةِ , تَأْوِيلُ مَنْ تَأَوَّلَهُ : فَإِذَا زَالَ خَوْفُكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ ، وَأَمِنْتُمْ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ ، وَاطْمَأَنَّتْ نُفُوسُكُمْ بِالأَمْنِ , فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ سورة النساء آية 103 , فَأَتِمُّوهَا بِحُدُودِهَا الْمَفْرُوضَةِ عَلَيْكُمْ , غَيْرَ قَاصِرِيهَا عَنْ شَيْءٍ مِنْ حُدُودِهَا ، وَإِنَّمَا قُلْنَا ذَلِكَ أَوْلَى التَّأْوِيلَيْنِ بِالآيَةِ ؛ لأَنَّ اللَّهَ ، تَعَالَى ذِكْرُهُ ، عَرَّفَ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ الْوَاجِبَ عَلَيْهِمْ مِنْ فَرْضِ صَلاتِهِمْ بِهَاتَيْنِ الآيَتَيْنِ فِي حَالَيْنِ : إِحْدَاهُمَا : حَالُ شِدَّةُ خَوْفٍ أَذِنَ لَهُمْ فِيهَا بِقَصْرِ الصَّلاةِ , عَلَى مَا بَيَّنْتُ مِنْ قَصْرِ حُدُودِهَا عَنِ التَّمَامِ , وَالأُخْرَى : حَالُ غَيْرِ شِدَّةِ الْخَوْفِ أَمَرَهُمْ فِيهَا بِإِقَامَةِ حُدُودِهَا , وَإِتْمَامِهَا عَلَى مَا وَصَفَهُ لَهُمْ ، جَلَّ ثَنَاؤُهُ ، مِنْ مُعَاقَبَةِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا فِي الصَّلاةِ خَلْفَ أَئِمَّتِهِمْ , وَحِرَاسَةِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا مِنْ عَدُوِّهِمْ ، وَهِيَ حَالَةٌ لا قَصْرَ فِيهَا ؛ لأَنَّهُ يَقُولُ ، جَلَّ ثَنَاؤُهُ ، لِنَبِيِّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِي هَذِهِ الْحَالِ : وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ سورة النساء آية 102 , فَمَعْلُومٌ بِذَلِكَ أَنَّ قَوْلَهُ : فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ سورة النساء آية 103 ، إِنَّمَا هُوَ : فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ مِنَ الْحَالِ الَّتِي لَمْ تَكُونُوا مُقِيمِينَ فِيهَا صَلاتَكُمْ فَأَقِيمُوهَا , وَتِلْكَ حَالَةُ شِدَّةِ الْخَوْفِ ؛ لأَنَّهُ قَدْ أَمَرَهُمْ بِإِقَامَتِهَا فِي حَالِ غَيْرِ شِدَّةِ الْخَوْفِ ، بِقَوْلِهِ : وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ سورة النساء آية 102 الآيَةُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |