حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ , قَالَ : ثنا الْحُسَيْنُ , قَالَ : ثني حَجَّاجٌ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , عَنْ عِكْرِمَةَ , قَالَ : " اسْتَوْدَعَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ طُعْمَةَ بْنَ أُبَيْرِقٍ مَشْرُبَةً لَهُ فِيهَا دِرْعٌ , وَخَرَجَ فَغَابَ ، فَلَمَّا قَدِمَ الأَنْصَارِيُّ فَتَحَ مَشْرُبَتَهُ فَلَمْ يَجِدِ الدِّرْعَ , فَسَأَلَ عَنْهَا طُعْمَةَ بْنَ أُبَيْرِقٍ , فَرَمَى بِهَا رَجُلا مِنَ الْيَهُودِ ، يُقَالُ لَهُ : زَيْدُ بْنُ السَّمِينِ ، فتَعَلَّقَ صَاحِبُ الدِّرْعِ بِطُعْمَةَ فِي دِرْعِهِ ؛ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَوْمُهُ أَتَوُا النَّبِيَّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَكَلَّمُوهُ لِيَدْرَأَ عَنْهُ ، فَهَمَّ بِذَلِكَ , فَأَنْزَلَ اللَّهُ ، تَبَارَكَ وَتَعَالَى : إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا { 105 } وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا { 106 } وَلا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ سورة النساء آية 105-107 ، يَعْنِي : طُعْمَةَ بْنَ أُبَيْرِقٍ وَقَوْمَهُ ، هَأَنْتُمْ هَؤُلاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلا سورة النساء آية 109 : مُحَمَّدٌ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَوْمُ طُعْمَةَ ، وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا سورة النساء آية 110 : مُحَمَّدٌ وَطُعْمَةُ وَقَوْمُهُ , قَالَ : وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ سورة النساء آية 111 الآيَةُ , طُعْمَةُ ، وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا سورة النساء آية 112 ، يَعْنِي : زَيْدَ بْنَ السَّمِينِ ، فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا سورة النساء آية 112 : طُعْمَةُ بْنُ أُبَيْرِقٍ ، وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ سورة النساء آية 113 : مُحَمَّدٌ ، عليه السلام ، لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ سورة النساء آية 113 : قَوْمُ طُعْمَةَ بْنِ أُبَيْرِقٍ ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا سورة النساء آية 113 : مُحَمَّدٌ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ سورة النساء آية 114 حَتَّى تَنْقَضِيَ الآيَةُ : لِلنَّاسِ عَامَّةً ، وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ سورة النساء آية 115 الآيَةُ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَ الْقُرْآنُ فِي طُعْمَةَ بْنِ أُبَيْرِقٍ ، لَحِقَ بِقُرَيْشٍ وَرَجَعَ فِي دِينِهِ , ثُمَّ عَدَا عَلَى مَشْرُبَةٍ لِلْحَجَّاجِ بْنِ عِلاطِ الْبَهْزِيِّ ، ثُمَّ السُّلَمِيِّ ، حَلِيفٌ لِبَنِي عَبْدِ الدَّارِ , فَنَقَبَهَا , فَسَقَطَ عَلَيْهِ حَجَرٌ فَلَحِجَ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَخْرَجُوهُ مِنْ مَكَّةَ , فَخَرَجَ فَلَقِيَ رَكْبًا مِنْ بَهْرَاءَ مِنْ قُضَاعَةَ , فَعَرَضَ لَهُمْ , فَقَالَ : ابْنُ سَبِيلٍ مُنْقَطَعٌ بِهِ ، فحَمَلُوهُ حَتَّى إِذَا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ عَدَا عَلَيْهِمْ فَسَرَقَهُمْ , ثُمَّ انْطَلَقَ فَرَجَعُوا فِي طَلَبِهِ فَأَدْرَكُوهُ , فَقَذَفُوهُ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى مَاتَ " . قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ : فَهَذِهِ الآيَاتُ كُلُّهَا فِيهِ نَزَلَتْ ، إِلَى قَوْلِهِ : إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ سورة النساء آية 116 ، أُنْزِلَتْ فِي طُعْمَةَ بْنِ أُبَيْرِقٍ , يَقُولُونَ : إِنَّهُ رَمَى بِالدِّرْعِ فِي دَارِ أَبِي مُلَيْلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَزْرَجِيِّ , فَلَمَّا نَزَلَ الْقُرْآنُ لَحِقَ بِقُرَيْشٍ , فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |