حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ، قَالَ : ثنا أَسْبَاطٌ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، فِي قَوْلِهِ : قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكْذِبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ : " لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ ، قَالَ الأَخْنَسُ بْنُ شَرِيقٍ لِبَنِي زُهْرَةَ : يَا بَنِي زُهْرَةَ ، إِنَّ مُحَمَّدًا ابْنُ أُخْتِكُمْ ، فَأَنْتُمْ أَحَقُّ مَنْ كَفَّ عَنْهُ ، فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ نَبِيًّا لم تُقَاتِلُوه الْيَوْمَ وَإِنْ كَانَ كَاذِبًا كُنْتُمْ أَحَقَّ مَنْ كَفَّ عَنِ ابْنِ أُخْتِهِ ، قِفُوا هَهُنَا حَتَّى أَلْقَى أَبَا الْحَكَمِ ، فَإِنْ غَلَبَ مُحَمَّدٌ رَجَعْتُمْ سَالِمِينَ ، وَإِنْ غُلِبَ مُحَمَّدٌ ، فَإِنَّ قَوْمَكُمْ لا يَصْنَعُونَ بِكُمْ شَيْئًا ، فَيَوْمَئِذٍ سُمِّيَ الأَخْنَسَ ، وَكَانَ اسْمُهُ أُبَيًّا ، فَالْتَقَى الأَخْنَسُ وَأَبُو جَهْلٍ ، فَخَلا الأَخْنَسُ بِأَبِي جَهْلٍ ، فَقَالَ : يَا أَبَا الْحَكَمِ ، أَخْبِرْنِي عَنْ مُحَمَّدٍ ، أَصَادِقٌ هُوَ أَمْ كَاذِبٌ ؟ فَإِنَّهُ لَيْسَ هَهُنَا مِنْ قُرَيْشٍ أَحَدٌ غَيْرِي وَغَيْرُكَ يَسْمَعُ كَلامَنَا . فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ : وَيْحَكَ ، وَاللَّهِ إِنَّ مُحَمَّدًا لَصَادِقٌ ، وَمَا كَذَبَ مُحَمَّدٌ قَطُّ ، وَلَكِنْ إِذَا ذَهَبَ بَنُو قُصَيٍّ بِاللِّوَاءِ وَالْحِجَابَةِ وَالسِّقَايَةِ وَالنُّبُوَّةِ ، فَمَاذَا يَكُونُ لِسَائِرِ قُرَيْشٍ ؟ فَذَلِكَ قَوْلُهُ : فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ، فَآيَاتُ اللَّهِ مُحَمَّدٌ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " .