كَمَا : حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ ، قَالَ : ثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَسْبَاطٍ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، قَوْلَهُ : " إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ سورة يوسف آية 13 الآية ، قَالَ : قَالَ : لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ ، إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ ، وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ . قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ سورة يوسف آية 14 ، فَأَرْسَلَهُ مَعَهُمْ ، فَأَخْرَجُوهُ وَبِهِ عَلَيْهِمْ كَرَامَةٌ . فَلَمَّا بَرَزُوا بِهِ إِلَى الْبَرِيَّةِ ، أَظْهَرُوا لَهُ الْعَدَاوَةَ ، وَجَعَلَ أَخُوهُ يَضْرِبُهُ ، فَيَسْتَغِيثُ بِالآخَرِ فَيَضْرِبُهُ ، فَجَعَلَ لا يَرَى مِنْهُمْ رَحِيمًا ، فَضَرَبُوهُ حَتَّى كَادُوا يَقْتُلُونَهُ ، فَجَعَلَ يَصِيحُ وَيَقُولُ : يَا أَبَتَاهُ ، يَا يَعْقُوبُ ، لَوْ تَعْلَمُ مَا صَنَعَ بِابْنِكِ بَنُو الإِمَاءِ ، فَلَمَّا كَادُوا يَقْتُلُونَهُ ، قَالَ يَهُوذَا : أَلَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتُمُونِي مَوْثِقًا أَنْ لا تَقْتُلُوهُ ؟ فَانْطَلَقُوا بِهِ إِلَى الْجُبِّ لِيَطْرَحُوهُ ، فَجَعَلُوا يُدْلُونَهُ فِي الْبِئْرِ ، فَيَتَعَلَّقُ بِشَفِيرِ الْبِئْرِ ، فَرَبَطُوا يَدَيْهِ وَنَزَعُوا قَمِيصَهُ ، فَقَالَ : يَا إِخْوَتَاهْ ، رُدُّوا عَلَيَّ قَمِيصِي أَتَوَارَى بِهِ فِي الْجُبِّ ، فَقَالُوا : ادْعُ الشَّمْسَ ، وَالْقَمَرَ ، وَالأَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا تُؤْنِسْكَ ، قَالَ : إِنِّي لَمْ أَرْ شَيْئًا . فَدَلَّوْهُ فِي الْبِئْرِ . حَتَّى إِذَا بَلَغَ نِصْفَهَا ، أَلْقَوْهُ إِرَادَةَ أَنْ يَمُوتَ ، وَكَانَ فِي الْبِئْرِ مَاءٌ ، فَسَقَطَ فِيهِ ، ثُمَّ أَوَى إِلَى صَخْرَةٍ فِيهَا ، فَقَامَ عَلَيْهَا . قَالَ : فَلَمَّا أَلْقَوْهُ فِي الْبِئْرِ جَعَلَ يَبْكِي ، فَنَادَوْهُ ، فَظَنَّ أَنَّهَا رَحْمَةٌ أَدْرَكَتْهُمْ ، فَلَبَّاهُمْ ، فَأَرَادُوا أَنْ يَرْضَخُوهُ بِصَخْرَةٍ فَيَقْتُلُوهُ ، فَقَامَ يَهُوذَا فَمَنَعَهُمْ ، وَقَالَ : قَدْ أَعْطَيْتُمُونِي مَوْثِقًا أَلَّا تَقْتُلُوهُ ، وَكَانَ يَهُوذَا يَأْتِيهِ بِالطَّعَامِ " .