وَحَدَّثَنِي وَحَدَّثَنِي مُوسَى ، قَالَ : ثنا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ ، قَالَ : ثنا أَسْبَاطٌ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، " قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ سورة البقرة آية 97 ، قَالَ : كَانَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَرْضٌ بِأَعْلَى الْمَدِينَةِ ، فَكَانَ يَأْتِيهَا ، وَكَانَ مَمَرُّهُ عَلَى طَرِيقِ مِدْرَاسِ الْيَهُودِ ، وَكَانَ كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِمْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ فَيَسْمَعُ مِنْهُمْ ، وَإِنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهِمْ ذَاتَ يَوْمٍ ، فَقَالُوا : يَا عُمَرُ ، مَا فِي أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْنَا مِنْكَ ، إِنَّهُمْ يَمُرُّونَ بِنَا فَيُؤْذُونَنَا ، وَتَمُرُّ بِنَا فَلا تُؤْذِينَا ، وَإِنَّا لَنَطْمَعُ فِيكَ ، قَالَ لَهُمْ عُمَرُ : أَيُّ يَمِينٍ فِيكُمْ أَعْظَمُ ؟ قَالُوا : الرَّحْمَنُ الَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى بِطُورِ سَيْنَاءَ . قَالَ لَهُمْ عُمَرُ : فَأَنْشُدُكُمْ بِالرَّحْمَنِ الَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى بِطُورِ سَيْنَاءَ ، أَتَجِدُونَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَكُمْ ؟ فَأُسْكِتُوا ، فَقَالَ : تَكَلَّمُوا مَا شَأْنُكُمْ ؟ فَوَاللَّهِ مَا سَأَلْتُكُمْ وَأَنَا شَاكٌّ فِي شَيْءٍ مِنْ دِينِي ، فَنَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ ، فَقَالَ : أَخْبِرُوا الرَّجُلَ ، لَتُخْبِرُنَّهُ أَوْ لأُخْبِرَنَّهُ ، قَالُوا : نَعَمْ ، إِنَّا لَنَجِدُهُ مَكْتُوبًا عِنْدَنَا ، وَلَكِنَّ صَاحِبَهُ مِنَ الْمَلائِكَةِ الَّذِي يَأْتِيهِ بِالْوَحْيِ هُوَ جِبْرِيلُ ، وَجِبْرِيلُ عَدُوُّنَا ، وَهُوَ صَاحِبُ كُلِّ عَذَابٍ أَوْ قِتَالٍ أَوْ خَسْفٍ ، وَلَوْ أَنَّهُ كَانَ وَلِيُّهُ مِيكَائِيلَ إِذن لآمَنَّا بِهِ ، فَإِنَّ مِيكَائِيلَ صَاحِبُ كُلِّ رَحْمَةٍ وَكُلِّ غَيْثٍ ، فَقَالَ لَهُمْ عُمَرُ : فَأَنْشُدُكُمْ بِالرَّحْمَنِ الَّذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى بِطُورِ سَيْنَاءَ ، أَيْنَ مَكَانُ جِبْرِيلَ مِنَ اللَّهِ ؟ قَالُوا : جِبْرِيلُ عَنْ يَمِينِهِ ، وَمِيكَائِيلُ عَنْ يَسَارِهِ . قَالَ عُمَرُ : فَأَشْهَدُ أَنَّ الَّذِيَ هُوَ عَدُوٌّ لِلَّذِي عَنْ يَمِينِهِ عَدُوٌّ لِلَّذِي هُوَ عَنْ يَسَارِهِ ، وَالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لِلَّذِي هُوَ عَنْ يَسَارِهِ عَدُوٌّ لِلَّذِي هُوَ عَنْ يَمِينِهِ ، وَأَنَّهُ مَنْ كَانَ عَدُوَّهُمَا فَإِنَّهُ عَدُوُّ اللَّهِ ، ثُمَّ رَجَعَ عُمَرُ لِيُخْبِرَ النَّبِيَّ ، فَوَجَدَ جِبْرِيلَ قَدْ سَبَقَهُ بِالْوَحْيِ ، فَدَعَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَرَأَهُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ عُمَرُ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، لَقَدْ جِئْتُكَ وَمَا أُرِيدُ إِلا أَنْ أُخْبِرَكَ " .