حَدَّثَنِي يُونُسُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي يُونُسُ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : كَانَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ ، يُحَدِّثَانِ " أَنَّ يَهُودَ بَنِي زُرَيْقٍ ، عَقَدُوا عُقَدَ سِحْرٍ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَجَعَلُوهَا فِي بِئْرِ حَرْمٍ ، حَتَّى كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنْكِرُ بَصَرَهُ ، ودَلَّهُ اللَّهُ عَلَى مَا صَنَعُوا ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بِئْرِ حَرْمٍ الَّتِي فِيهَا الْعُقَدُ فَانْتَزَعَهَا ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " سَحَرَتْنِي يَهُودُ بَنِي زُرَيْقٍ " . وَأَنْكَرَ قَائِلُو هَذِهِ الْمَقَالَةِ أَنْ يَكُونَ السَّاحِرُ يَقْدِرُ بِسِحْرِهِ عَلَى قَلْبِ شَيْءٍ عَنْ حَقِيقَتِهِ ، أوِ اسْتِسْخَارِ شَيْءٍ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ إِلا نَظِيرَ الَّذِي يَقْدِرُ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ سَائِرُ بَنِي آدَمَ ، أَوْ إِنْشَاءِ شَيْءٍ مِنَ الأَجْسَامِ سِوَى الْمَخَارِيقِ وَالْخُدَعِ الْمُتَخَيَّلَةِ لأَبْصَارِ النَّاظِرِينَ ، بِخِلافِ حَقَائِقِهَا الَّتِي وَصَفْنَا . وَقَالُوا : لَوْ كَانَ فِي وُسْعِ السَّحَرَةِ إِنْشَاءُ الأَجْسَامِ وَقَلْبُ حَقَائِقِ الأَعْيَانِ عَمَّا هِيَ بِهِ مِنَ الْهَيْئَاتِ ، لَمْ يَكُنْ بَيْنَ الْبَاطِلِ والْحَقِّ فَصْلٌ ، وَلَجَازَ أَنْ تَكُونَ جَمِيعُ الْمَحَسَّاتِ مِمَّا سَحَرَتْهُ السَّحَرَةُ فَقَلَبَتْ أَعْيَانَهَا ، قَالُوا : وَفِي وَصْفِ اللَّهِ جَلَّ وَعَزَّ سِحْرَ سَحَرَةِ فِرْعَوْنَ بِقَوْلِهِ : فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى سورة طه آية 66 ، وَفِي خَبَرِ عَائِشَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذْ سُحِرَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَلا يَفْعَلُهُ ، أَوْضَحُ الدَّلالَةِ عَلَى بُطُولِ دَعْوَى الْمُدَّعِينَ ، أَنَّ السَّاحِرَ يُنْشِئُ أَعْيَانَ الأَشْيَاءِ بِسِحْرِهِ ، وَيَسْتَسْخِرُ مَا يَتَعَذَّرُ اسْتِسْخَارُهُ عَلَى غَيْرِهِ مِنْ بَنِي آدَمَ ، كَالْمَوَاتِ وَالْجَمَادِ وَالْحَيَوَانِ ، وَصِحَّةِ مَا قُلْنَا . وَقَالَ آخَرُونَ : قَدْ يَقْدِرُ السَّاحِرُ بِسِحْرِهِ أَنْ يُحَوِّلَ الإِنْسَانَ حِمَارًا ، وَأَنْ يَسْحَرَ الحيوان وَالْجماد ، وَيُنْشِئُ أَعْيَانًا وَأَجْسَامًا . وَاعْتَلُّوا فِي ذَلِكَ بِمَا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ | سعيد بن المسيب القرشي | أحد العلماء الأثبات الفقهاء الكبار |
عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ | عروة بن الزبير الأسدي / توفي في :94 | ثقة فقيه مشهور |
ابْنِ شِهَابٍ | محمد بن شهاب الزهري / ولد في :52 / توفي في :124 | الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه |
يُونُسُ | يونس بن يزيد الأيلي / توفي في :159 | ثقة |
ابْنُ وَهْبٍ | عبد الله بن وهب القرشي / ولد في :125 / توفي في :197 | ثقة حافظ |
يُونُسُ | يونس بن عبد الأعلي الصدفي / ولد في :170 / توفي في :264 | ثقة |