تفسير

رقم الحديث : 26453

حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : ثنا عَمْرٌو ، قَالَ : ثنا أَسْبَاطٌ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي مَالِكٍ ، وَعَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَعَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَعَنْ نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " كَانَ سُلَيْمَانُ يَتَجَرَّدُ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ السُّنَّةَ وَالسَّنَتَيْنِ ، وَالشَّهْرَ وَالشَّهْرَيْنِ ، وَأَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ وَأَكْثَرَ ، يَدْخُلُ طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ ، فَأَدْخَلَهُ فِي الْمَرَّةِ الَّتِي مَاتَ فِيهَا ، فَكَانَ بَدْءُ ذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَوْمٌ يُصْبِحُ فِيهِ ، إِلا نَبَتَتُ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ شَجَرَةٌ ، فَيَأْتِيهَا فَيَسْأَلُهَا مَا اسْمُكِ ؟ فَتَقُولُ الشَّجَرَةُ : اسْمِي كَذَا وَكَذَا ، فَيَقُولُ لَهَا : لأَيِّ شَيْءٍ نَبَتِّ ؟ فَتَقُولُ : نَبَتُّ لِكَذَا وَكَذَا ، فَيَأْمُرُ بِهَا فَتُقْطَعُ ، فَإِنْ كَانَتْ نَبَتَتْ لِغَرْسٍ غَرَسَهَا ، وَإِنْ كَانَتْ نَبَتَتْ لِدَوَاءٍ ، قَالَتْ : نَبَتُّ دَوَاءً لِكَذَا وَكَذَا ، فَيَجْعَلُهَا لِذَلِكَ ، حَتَّى نَبَتَتْ شَجَرَةٌ يُقَالُ لَهَا الْخَرُّوبَةُ ، فَسَأَلَهَا : مَا اسْمُكِ ؟ فَقَالَتْ لَهُ : أَنَا الْخَرُّوبَةُ ، قَالَ : وَلأَيِّ شَيْءٍ نَبَتِّ ؟ قَالَتْ : لِخَرَابِ هَذَا الْمَسْجِدِ ، قَالَ سُلَيْمَانُ : مَا كَانَ اللَّهُ لِيُخْرِبَهُ وَأَنَا حَيٌّ ، أَنْتِ الَّتِي عَلَى وَجْهِكِ هَلاكِي وَخَرَابُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، فَنَزَعَهَا وَغَرَسَهَا فِي حَائِطٍ لَهُ ، ثُمَّ دَخَلَ الْمِحْرَابَ ، فَقَامَ يُصَلِّي مُتَّكِئًا عَلَى عَصَاهُ ، فَمَاتَ وَلا تَعْلَمُ بِهِ الشَّيَاطِينُ فِي ذَلِكَ ، وَهُمْ يَعْمَلُونَ لَهُ ، يَخَافُونَ أَنْ يَخْرُجَ فَيُعَاقِبَهُمْ ، وَكَانَتِ الشَّيَاطِينُ تَجْتَمِعُ حَوْلَ الْمِحْرَابِ ، وَكَانَ الْمِحْرَابُ لَهُ كُوًى بَيْنَ يَدَيْهِ وَخَلْفَهُ ، وَكَانَ الشَّيْطَانُ الَّذِي يُرِيدُ أَنْ يَخْلَعَ ، يَقُولُ : أَلَسْتُ جَلِيدًا إِنْ دَخَلْتُ فَخَرَجْتُ مِنْ ذَلِكَ الْجَانِبِ ، فَيَدْخُلُ حَتَّى يَخْرُجَ مِنَ الْجَانِبِ الآخَرِ ، فَدَخَلَ شَيْطَانُ مِنْ أُولَئِكَ فَمَرَّ ، وَلَمْ يَكُنْ شَيْطَانُ يَنْظُرُ إِلَى سُلَيْمَانَ فِي الْمِحْرَابِ إِلا احْتَرَقَ ، فَمَرَّ وَلَمْ يَسْمَعْ صَوْتَ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، ثُمَّ رَجَعَ فَلَمْ يَسْمَعْ ، ثُمَّ رَجَعَ فَوَقَعَ فِي الْبَيْتِ فَلَمْ يَحْتَرِقْ ، وَنَظَرَ إِلَى سُلَيْمَانَ قَدْ سَقَطَ مَيِّتًا ، فَخَرَجَ فَأَخْبَرَ النَّاسَ أَنَّ سُلَيْمَانَ قَدْ مَاتَ ، فَفَتَحُوا عَنْهُ فَأَخْرَجُوهُ وَوَجَدُوا مِنْسَأَتَهُ ، وَهِيَ الْعَصَا بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ ، قَدْ أَكَلَتْهَا الأَرَضَةُ ، وَلَمْ يَعْلَمُوا مُنْذُ كَمْ مَاتَ ، فَوَضَعُوا الأَرَضَةَ عَلَى الْعَصَا ، فَأَكَلَتْ مِنْهَا يَوْمًا وَلَيْلَةً ، ثُمَّ حَسَبُوا عَلَى ذَلِكَ النَّحْوِ ، فَوَجَدُوهُ قَدْ مَاتَ مُنْذُ سَنَةٍ " ، وَهِيَ فِي قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ : فَمَكَثُوا يَدْأَبُونَ لَهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ حَوْلا كَامِلا , فَأَيْقَنَ النَّاسُ عِنْدَ ذَلِكَ أَنَّ الْجِنَّ كَانُوا يَكْذِبُونَهُمْ ، وَلَوْ أَنَّهُمْ عَلِمُوا الْغَيْبَ لَعَلِمُوا بِمَوْتِ سُلَيْمَانَ ، وَلَمْ يَلْبَثُوا فِي الْعَذَابِ سَنَةً يَعْمَلُونَ لَهُ ، وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عز وجل : مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلا دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ سورة سبأ آية 14 . يَقُولُ : تَبَيَّنَ أَمْرُهُمْ لِلنَّاسِ أَنَّهُمْ كَانُوا يُكَذِّبُونَهُمْ ، ثُمَّ إِنَّ الشَّيَاطِينَ قَالُوا لِلأَرَضَةِ : لَوْ كُنْتِ تَأْكُلِينَ الطَّعَامَ أَتَيْنَاكِ بِأَطْيَبِ الطَّعَامِ ، وَلَوْ كُنْتِ تَشْرَبِينَ الشَّرَابَ سَقَيْنَاكِ أَطْيَبَ الشَّرَابِ ، وَلَكِنَّا سَنَنْقِلُ إِلَيْكِ الْمَاءَ وَالطِّينَ ، قَالَ : فَهُمْ يَنْقُلُونَ ذَلِكَ حَيْثُ كَانَت ، قَالَ : أَلَمْ تَرَ إِلَى الطِّينِ الَّذِي يَكُونُ فِي جَوْفِ الْخَشَبِ ، فَهُوَ مَا تَأْتِيهَا بِهِ الشَّيَاطِينُ شُكْرًا لَهَا .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ

صحابي

ابْنِ مَسْعُودٍ

صحابي