حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سُهَيْلٍ الْوَاسِطِيُّ ، قَالَ : ثَنَا قُرَّةُ بْنُ عِيسَى ، قَالَ : ثَنَا النَّضْرُ بْنُ عَرَبِيٍّ ، حدثه عَنْ أَنَسٍ : " إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَسْكَنَ أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ ، وَأَهْلَ النَّارِ النَّارَ ، هَبَطَ إِلَى مَرْجٍ مِنَ الْجَنَّةِ أَفْيَحَ ، فَمَدَّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَلْقِهِ حُجُبًا مِنْ لُؤْلُؤٍ ، وَحُجُبًا مِنْ نُورٍ ثُمَّ وُضِعَتْ مَنَابِرُ النُّورِ وَسُرُرُ النُّورِ وَكَرَاسِيُّ النُّورِ ، ثُمَّ أُذِنَ لِرَجُلٍ عَلَى اللَّهِ ، بَيْنَ يَدَيْهِ أَمْثَالُ الْجِبَالِ مِنَ النُّورِ ، يُسْمَعُ دَوِيُّ تَسْبِيحِ الْمَلائِكَةِ مَعَهُ ، وَصَفْقُ أَجْنِحَتِهِمْ ، فَمَدَّ أَهْلُ الْجَنَّةِ أَعْنَاقَهُمْ ، فَقِيلَ : مَنْ هَذَا الَّذِي قَدْ أُذِنَ لَهُ عَلَى اللَّهِ ؟ فَقِيلَ : هَذَا المجبولُ بِيَدِهِ ، وَالْمُعَلَّمُ الأَسْمَاءَ ، وَالَّذِي أُمِرَتِ الْمَلائِكَةُ فَسَجَدَتْ لَهُ ، وَالَّذِي أُبِيحَتْ له الْجَنَّةُ ، آدَمُ ، قَدْ أُذِنَ لَهُ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى ، قَالَ : ثُمَّ يُؤْذَنُ لِرَجُلٍ آخَرَ بَيْنَ يَدَيْهِ أَمْثَالُ الْجِبَالِ مِنَ النُّورِ ، يُسْمَعُ دَوِيُّ تَسْبِيحِ الْمَلائِكَةِ مَعَهُ ، وَصَفْقُ أَجْنِحَتِهِمْ ، فَمَدَّ أَهْلُ الْجَنَّةِ أَعْنَاقَهُمْ ، فَقِيلَ : مَنْ هَذَا الَّذِي قَدْ أُذِنَ لَهُ عَلَى اللَّهِ ؟ فَقِيلَ : هَذَا الَّذِي اتَّخَذَهُ اللَّهُ خَلِيلا ، وَجَعَلَ عَلَيْهِ النَّارَ بَرْدًا وَسَلامًا ، إِبْرَاهِيمُ ، قَدْ أُذِنَ لَهُ عَلَى اللَّهِ ، قَالَ : ثُمَّ أُذِنَ لِرَجُلٍ آخَرَ عَلَى اللَّهِ ، بَيْنَ يَدَيْهِ أَمْثَالُ الْجِبَالِ مِنَ النُّورِ ، يُسْمَعُ دَوِيُّ تَسْبِيحِ الْمَلائِكَةِ مَعَهُ ، وَصَفْقُ أَجْنِحَتِهِمْ ، فَمَدَّ أَهْلُ الْجَنَّةِ أَعْنَاقَهُمْ ، فَقِيلَ : مَنْ هَذَا الَّذِي قَدْ أُذِنَ لَهُ عَلَى اللَّهِ ؟ فَقِيلَ : هَذَا الَّذِي اصْطَفَاهُ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَقَرَّبَهُ نَجِيًّا ، وَكَلَّمَهُ تكليما ، مُوسَى ، قَدْ أُذِنَ لَهُ عَلَى اللَّهِ ، قَالَ : ثُمَّ يُؤْذَنُ لِرَجُلٍ آخَرَ مَعَهُ مِثْلُ جَمِيعِ مَوَاكِبِ النَّبِيِّينَ قَبْلَهُ ، بَيْنَ يَدَيْهِ أَمْثَالُ الْجِبَالِ مِنَ النُّورِ ، يُسْمَعُ دَوِيُّ تَسْبِيحِ الْمَلائِكَةِ مَعَهُ ، وَصَفْقُ أَجْنِحَتِهِمْ ، فَمَدَّ أَهْلُ الْجَنَّةِ أَعْنَاقَهُمْ ، فَقِيلَ : مَنْ هَذَا الَّذِي قَدْ أُذِنَ لَهُ عَلَى اللَّهِ ؟ فَقِيلَ : هَذَا أَوَّلُ شَافِعٍ ، وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ ، وَأَكْثَرُ النَّاسِ وَارِدَةً ، وَسَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ ، وَأَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْ ذُؤَابَتِهِ الأَرْضُ ، وَصَاحِبُ لِوَاءِ الْحَمْدِ ، أَحْمَدُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَدْ أُذِنَ لَهُ عَلَى اللَّهِ ، قَالَ : فَجَلَسَ النَّبِيُّونَ عَلَى مَنَابِرِ النُّورِ ، وَالصِّدِّيقُونَ عَلَى سُرُرِ النُّورِ ، وَالشُّهَدَاءُ عَلَى كَرَاسِيِّ النُّورِ ، وَجَلَسَ سَائِرُ النَّاسِ عَلَى كُثْبَانِ الْمِسْكِ الأَذْفَرِ الأَبْيَضِ ، ثُمَّ نَادَاهُمُ الرَّبُّ تَعَالَى مِنْ وَرَاءِ الْحُجُبِ : مَرْحَبًا بِعِبَادِي وَزُوَّارِي وَجِيرَانِي وَوَفْدِي . يَا مَلائِكَتِي انْهَضُوا إِلَى عِبَادِي ، فَأَطْعِمُوهُمْ . قَالَ : فَقُرِّبَتْ إِلَيْهِمْ مِنْ لُحُومِ طَيْرٍ ، كَأَنَّهَا الْبُخْتُ لا رِيشَ لَهَا وَلا عَظْمَ ، فَأَكَلُوا ، قَالَ : ثُمَّ نَادَاهُمُ الرَّبُّ مِنْ وَرَاءِ الحجب : مَرْحَبًا بِعِبَادِي وَزُوَّارِي وَجِيرَانِي وَوَفْدِي ، أَكَلُوا ؟ ، اسْقُوهُمْ ، قَالَ : فَنَهَضَ إِلَيْهِمْ غِلْمَانٌ كَأَنَّهُمُ اللُّؤْلُؤُ الْمَكْنُونُ بِأَبَارِيقِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ بِأَشْرِبَةٍ مُخْتَلِفَةٍ لَذِيذَةٍ ، لَذَّةُ آخِرِهَا كَلَذَّةِ أَوَّلِهَا ، لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنْزِفُونَ ، ثُمَّ نَادَاهُمُ الرَّبُّ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُبِ : مَرْحَبًا بِعِبَادِي وَزُوَّارِي وَجِيرَانِي وَوَفْدِي ، أَكَلُوا وَشَرِبُوا ؟ ، فَكِّهُوهُمْ ، قَالَ : فَقُرِّبَ إِلَيْهِمْ عَلَى أَطْبَاقٍ مُكَلَّلَةٍ بِالْيَاقُوتِ وَالْمَرْجَانِ ، مِنَ الرُّطَبِ الَّذِي سَمَّى اللَّهُ ، أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ ، وَأَطْيَبُ عُذُوبَةً مِنَ الْعَسَلِ ، قَالَ : فَأَكَلُوا ثُمَّ نَادَاهُمُ الرَّبُّ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُبِ : مَرْحَبًا بِعِبَادِي وَزُوَّارِي وَجِيرَانِي وَوَفْدِي ، أَكَلُوا وَشَرِبُوا ، وَفَكِهُوا ، اكْسُوهُمْ ، قَالَ : فتفتحت لَهُمْ ثِمَارُ الْجَنَّةِ بِحُلَلٍ مَصْقُولَةٍ بِنُورِ الرَّحْمَنِ فَأُلْبِسُوهَا ، قَالَ : ثُمَّ نَادَاهُمُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنْ وَرَاءِ الْحُجُبِ : مَرْحَبًا بِعِبَادِي وَزُوَّارِي وَجِيرَانِي وَوَفْدِي ، أَكَلُوا ، وَشَرِبُوا ، وَفَكِهُوا ، وَكُسُوا ؟ طَيِّبُوهُمْ ، قَالَ : فَهَاجَتْ عَلَيْهِمْ رِيحٌ ، يُقَالُ لَهَا الْمُثِيرَةُ ، بِأَنابير الْمِسْكِ الأَبْيَضِ الأَذْفَرِ ، فَنَفَحَتْ عَلَى وجُوهِهِمْ مِنْ غَيْرِ غُبَارٍ وَلا قَتَامٍ ، قَالَ : ثُمَّ نَادَاهُمُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُبِ : مَرْحَبًا بِعِبَادِي وَزُوَّارِي وَجِيرَانِي وَوَفْدِي ، أَكَلُوا وَشَرِبُوا وَفَكِهُوا ، وَكُسُوا وَطُيِّبُوا ، وَعِزَّتِي لأَتَجَلَّيَنَّ لَهُمْ حَتَّى يَنْظُرُوا إِلَيَّ ، قَالَ : فَذَلِكَ انْتِهَاءُ الْعَطَاءِ وَفَضْلُ الْمَزِيدِ ، قَالَ : فَتَجَلَّى لَهُمُ الرَّبُّ ، ثُمَّ قَالَ : السَّلامُ عَلَيْكُمْ عِبَادِي ، انْظُرُوا إِلَيَّ فَقَدْ رَضِيتُ عَنْكُمْ . قَالَ : فَتَدَاعَتْ قُصُورُ الْجَنَّةِ وَشَجَرُهَا : " سُبْحَانَكَ " أَرْبَعَ مَرَّاتٍ ، وَخَرَّ الْقَوْمُ سُجَّدًا ، قَالَ : فَنَادَاهُمُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : عِبَادِي ارْفَعُوا رُءُوسَكُمْ فَإِنَّهَا لَيْسَتْ بِدَارِ عَمَلٍ ، وَلا دَارِ نَصَبٍ ، إِنَّمَا هِيَ دَارُ جَزَاءٍ وَثَوَابٍ ، وَعِزَّتِي مَا خَلَقْتُهَا إِلا مِنْ أَجْلِكُمْ ، وَمَا مِنْ سَاعَةٍ ذَكَرْتُمُونِي فِيهَا فِي دَارِ الدُّنْيَا ، إِلا ذَكَرْتُكُمْ فَوْقَ عَرْشِي " . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَنَسٍ | أنس بن مالك الأنصاري | صحابي |