وَذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لَمَّا سَمِعَ بِنُزُولِ الْمُشْرِكِينَ مِنْ قُرَيْشٍ وَأَتْبَاعِهَا أُحُدًا ، قَالَ ، فِيمَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ، قَالَ : ثنا أَسْبَاطٌ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، لأَصْحَابِهِ : أَشِيرُوا عَلَيَّ ، مَا أَصْنَعُ ؟ " , فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اخْرُجْ بِنَا إِلَى هَذِهِ الأَكْلُبِ ، فَقَالَتِ الأَنْصَارُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَا غَلَبَنَا عَدُوٌّ لَنَا قَطّ ، أَتَانَا فِي دِيَارِنَا ، فَكَيْفَ وَأَنْتَ فِينَا ؟ ! فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ ، وَلَمْ يَدْعُهُ قَطُّ قَبْلَهَا ، فَاسْتَشَارَهُ , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اخْرُجْ بِنَا إِلَى هَذِهِ الأَكْلُبِ ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يُعْجِبُهُ أَنْ يَدْخُلُوا عَلَيْهِ الْمَدِينَةَ ، فَيُقَاتَلُوا فِي الأَزِقَّةِ ، فَأَتَاهُ النُّعْمَانُ بْنُ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لا تَحْرِمْنِي الْجَنَّةَ ، فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، لأَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ . فَقَالَ لَهُ : " بِمَ ؟ " , قَالَ : بِأَنِّي أَشْهَدُ أَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ، وَأَنِّي لا أَفِرُّ مِنَ الزَّحْفِ ، قَالَ : " صَدَقْتَ " , فَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، دَعَا بِدِرْعِهِ فَلَبِسَهَا ، فَلَمَّا رَأَوْهُ قَدْ لَبِسَ السِّلاحَ ، نَدِمُوا ، وَقَالُوا : بِئْسَمَا صَنَعْنَا , نُشِيرُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى الله عليه وسلم ، وَالْوَحْيُ يَأْتِيهِ ! فَقَامُوا ، وَاعْتَذَرُوا إِلَيْهِ ، وَقَالُوا : اصْنَعْ مَا رَأَيْتَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ يَلْبَسَ لأْمَتَهُ فَيَضَعَهَا حَتَّى يُقَاتِلَ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
السُّدِّيِّ ، | السدي الكبير | صدوق حسن الحديث |
أَسْبَاطٌ | أسباط بن نصر الهمداني | صدوق كثير الخطا يغرب |
أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ | أحمد بن المفضل القرشي | صدوق يخطئ |
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ | محمد بن الحسين الحنيني / توفي في :277 | ثقة حافظ |