حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , قَالَ : ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ , قَالَ : ثنا أَسْبَاطٌ , عَنِ السُّدِّيِّ " إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا سورة النساء آية 105 ، قَالَ : أَمَّا بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ سورة النساء آية 105 ، فَمَا أَوْحَى إِلَيْكَ ؛ قَالَ : نَزَلَتْ فِي طُعْمَةَ بْنِ أُبَيْرِقٍ , اسْتَوْدَعَهُ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ دِرْعًا , فَانْطَلَقَ بِهَا معه إِلَى دَارِهِ , فَحَفَرَ لَهَا الْيَهُودِيُّ ثُمَّ دَفَنَهَا , فَخَالَفَهُ إِلَيْهَا طُعْمَةُ , فَاحْتَفَرَ عَنْهَا , فَأَخَذَهَا ، فَلَمَّا جَاءَ الْيَهُودِيُّ يَطْلُبُ دِرْعَهُ كَافَرَهُ عَنْهَا , فَانْطَلَقَ إِلَى نَاسٍ مِنَ الْيَهُودِ مِنْ عَشِيرَتِهِ , فَقَالَ : انْطَلِقُوا مَعِي , فَإِنِّي أَعْرِفُ وَضْعَ الدِّرْعِ ، فَلَمَّا عَلِمَ بِهِمْ طُعْمَةُ , أَخَذَ الدِّرْعَ فَأَلْقَاهَا فِي دَارِ أَبِي مُلَيْلٍ الأَنْصَارِيِّ , فَلَمَّا جَاءَتِ الْيَهُودُ تَطْلُبُ الدِّرْعَ فَلَمْ تَقْدِرْ عَلَيْهَا , وَقَعَ بِهِ طُعْمَةُ وَأُنَاسٌ مِنْ قَوْمِهِ , فَسَبُّوهُ , وَقَالَ أَتُخَوِّنُونَنِي ؟ فَانْطَلَقُوا يَطْلُبُونَهَا فِي دَارِهِ , فَأَشْرَفُوا عَلَى بَيْتِ أَبِي مُلَيْلٍ , فَإِذَا هُمْ بِالدِّرْعِ , وَقَالَ طُعْمَةُ : أَخَذَهَا أَبُو مُلَيْلٍ ، وجَادَلَتِ الأَنْصَارُ دُونَ طُعْمَةَ ، وَقَالَ لَهُمُ : انْطَلِقُوا مَعِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُولُوا لَهُ يَنْضَحُ عَنِّي ، وَيُكَذِّبُ حُجَّةَ الْيَهُودِيِّ , فَإِنِّي إِنْ أُكَذَّبْ كَذَبَ عَلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ الْيَهُودِيُّ ، فأَتَاهُ أُنَاسٌ مِنَ الأَنْصَارِ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , جَادِلْ عَنْ طُعْمَةَ ، وَأَكْذِبِ الْيَهُودِيَّ ، فهَمَّ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنْ يَفْعَلَ , فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ : وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا { 105 } وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ سورة النساء آية 105-106 مِمَّا أَرَدْتَ ، إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا { 106 } وَلا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا { 107 } سورة النساء آية 106-107 ، ثُمَّ ذَكَرَ الأَنْصَارَ وَمُجَادَلَتَهُمْ عَنْهُ , فَقَالَ : يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ سورة النساء آية 108 ، إلى هَأَنْتُمْ هَؤُلاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ سورة النساء آية 109 ، ثُمَّ دَعَاهُمْ إِلَى التَّوْبَةِ , فَقَالَ : وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا سورة النساء آية 110 ، ثُمَّ ذَكَرَ قَوْلَهُ حِينَ قَالَ : أَخَذَهَا أَبُو مُلَيْلٍ , فَقَالَ : وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ سورة النساء آية 111 ، وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا سورة النساء آية 112 ، ثُمَّ ذَكَرَ الأَنْصَارَ وَإِتْيَانَهُمْ إِيَّاهُ أَنْ يَنْضَحَ عَنْ صَاحِبِهِمْ ، وَيُجَادِلَ عَنْهُ ، فَقَالَ : لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ سورة النساء آية 113 ، يَقُولُ : النُّبُوَّةَ ، ثُمَّ ذكر مناجاتهم فيما يريدون أن يُكَذِّبُوا عَنْ طُعْمَةَ , فَقَالَ : لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ سورة النساء آية 114 ، فَلَمَّا فَضَحَ اللَّهُ طُعْمَةَ بِالْمَدِينَةِ بِالْقُرْآنِ , هَرَبَ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ , فَكَفَرَ بَعْدَ إِسْلامِهِ ، ونَزَلَ عَلَى الْحَجَّاجِ بْنِ عِلاطٍ السُّلَمِيِّ , فَنَقَبَ بَيْتَ الْحَجَّاجِ فَأَرَادَ أَنْ يَسْرِقَهُ , فَسَمِعَ الْحَجَّاجُ خَشْخَشَةً فِي بَيْتِهِ ، وَقَعْقَعَةَ جُلُودٍ كَانَتْ عِنْدَهُ , فَنَظَرَ فَإِذَا هُوَ بِطُعْمَةَ , فَقَالَ : ضَيْفِي وَابْنُ عَمِّي ، وَأَرَدْتَ أَنْ تَسْرِقَنِي ! فأَخْرَجَهُ ، فَمَاتَ بِحَرَّةِ بَنِي سُلَيْمٍ كَافِرًا , وَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ : وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى وَسَاءَتْ مَصِيرًا سورة النساء آية 115 " .