كَمَا حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ ، قَالَ : قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ : " كَانَ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : النُّورُ وَالظُّلْمَةُ ، ثُمَّ مَيَّزَ بَيْنَهُمَا ، فَجَعَلَ الظُّلْمَةَ لَيْلا أَسْوَدَ مُظْلِمًا ، وَجَعَلَ النُّورَ نَهَارًا مُضِيئًا مُبْصِرًا ، ثُمَّ سَمَكَ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ مِنْ دُخَانٍ ، يُقَالُ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ : مِنْ دُخَانِ الْمَاءِ ، حَتَّى اسْتَقْلَلْنَ ، وَلَمْ يَحْبُكْهُنَّ ، وَقَدْ أَغْطَشَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا ، فَجَرَى فِيهَا اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ، وَلَيْسَ فِيهَا شَمْسٌ وَلا قَمَرٌ وَلا نُجُومٌ ، ثُمَّ دَحَا الأَرْضَ فَأَرْسَاهَا بِالْجِبَالِ ، وَقَدَّرَ فِيهَا الأَقْوَاتَ ، وَبَثَّ فِيهَا مَا أَرَادَ مِنَ الْخَلْقِ ، فَفَرَغَ مِنَ الأَرْضِ وَمَا قَدَّرَ فِيهَا مِنْ أَقْوَاتِهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ ، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ ، كَمَا قَالَ فَحَبَكَهُنَّ ، وَجَعَلَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا شَمْسَهَا وَقَمَرَهَا وَنُجُومَهَا ، وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ، فَأَكْمَلَ خَلْقَهُنَّ فِي يَوْمَيْنِ ، فَفَرَغَ مِنْ خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ، ثُمَّ اسْتَوَى فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ فَوْقَ سَمَوَاتِهِ ، ثُمَّ قَالَ لِلسَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ : ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا سورة فصلت آية 11 لِمَا أَرَدْتُ بِكُمَا ، فَاطْمَئِنَّا عَلَيْهِ طَوْعًا أَوْ كَرْهًا ، قَالَتَا : أَتَيْنَا طَائِعِينَ سورة فصلت آية 11 " .