القول في تاويل قوله جل ثناؤه وما يعلمان من احد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر سورة...


تفسير

رقم الحديث : 1547

وحَدَّثَنِي الْمُثَنَّى ، قَالَ : ثَنَا إِسْحَاقُ ، قَالَ ، ثَنَا ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الرَّبِيعِ ، قَالَ : " لَمَّا وَقَعَ النَّاسُ مِنْ بَعْدِ آدَمَ فِيمَا وَقَعُوا فِيهِ مِنَ الْمَعَاصِي وَالْكُفْرِ بِاللَّهِ ، قَالَتِ الْمَلائِكَةُ فِي السَّمَاءِ : أَيْ رَبِّ ، هَذَا الْعَالَمُ إِنَّمَا خَلَقْتَهُمْ لِعِبَادَتِكَ وَطَاعَتِكَ ، وَقَدْ رَكِبُوا الْكُفْرَ ، وَقَتْلَ النَّفْسِ الْحَرَامِ ، وَأَكْلَ الْمَالِ الْحَرَامِ ، وَالسَّرِقَةَ ، وَالزِّنَا ، وَشُرْبَ الْخَمْرِ . فَجعلوا يَدْعُونَ عَلَيْهِمْ وَلا يَعْذِرُونَهُمْ ، فَقِيلَ لَهُمْ : إِنَّهُمْ فِي غَيْبٍ ، فَلَمْ يَعْذِرُوهُمْ ، فَقِيلَ لَهُمُ : اخْتَارُوا مِنْكُمْ مَلَكَيْنِ آمُرهُمَا بِأَمْرِي ، وَأَنْهَاهُمَا عَنْ مَعْصِيَتِي ، فَاخْتَارُوا هَارُوتَ وَمَارُوتَ ، فَأُهْبِطَا إِلَى الأَرْضِ ، وَجُعِل لهِمَا شَهَوَاتُ بَنِي آدَمَ ، وَأُمِرَا أَنْ يَعْبُدَا اللَّهَ ، وَألا يُشْرِكَا بِهِ شَيْئًا ، وَنُهِيَا عَنْ قَتْلِ النَّفْسِ الْحَرَامِ ، وَأَكْلِ الْمَالِ الْحَرَامِ ، وَالسَّرِقَةِ ، وَالزِّنَا ، وَشُرْبِ الْخَمْرِ ، فَلَبِثَا فِي الأَرْضِ عَلَى ذَلِكَ زَمَانًا يَحْكُمَانِ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ ، وَذَلِكَ فِي زَمَانِ إِدْرِيسَ ، وَفِي ذَلِكَ الزَّمَانِ امْرَأَةٌ حُسْنُهَا فِي سَائِرِ النِّسَاءِ كَحُسْنِ الزُّهَرَةِ فِي سَائِرِ الْكَوْكَبِ ، وَأَنَّهَا أَتَتْ عَلَيْهِمَا ، فَخَضَعَا لَهَا بِالْقَوْلِ ، وَأَرَادَاهَا عَلَى نَفْسِهَا ، وَأَنَّهَا أَبَتْ إِلا أَنْ يَكُونَا عَلَى أَمْرِهَا وَدِينِهَا ، وَأَنَّهُمَا سَأَلاهَا عَنْ دِينِهَا الَّذِي هِيَ عَلَيْهِ ، فَأَخْرَجَتْ لَهُمَا صَنَمًا ، فَقَالَتْ : هَذَا أَعْبُدُ ، فَقَالا : لا حَاجَةَ لَنَا فِي عِبَادَةِ هَذَا ، فَذَهَبَا فَصَبِرَا مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ أَتَيَا عَلَيْهَا فَخَضَعَا لَهَا بِالْقَوْلِ وَأَرَادَاهَا عَلَى نَفْسِهَا ، فَقَالَتْ : لا ، إِلا أَنْ تَكُونَا عَلَى مَا أَنَا عَلَيْهِ ، فَقَالا : لا حَاجَةَ لَنَا فِي عِبَادَةِ هَذَا ، فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهُمَا قَدْ أَبَيَا أَنْ يَعْبُدَا الصَّنَمَ ، قَالَتْ لَهُمَا : اخْتَارَا إِحْدَى الْخِلالِ الثَّلاثِ : إِمَّا أَنْ تُعْبُدَا الصَّنَمَ ، أَوْ تَقْتُلا النَّفْسَ ، أَوْ تَشْرَبَا هَذِهِ الْخَمْرَ ، فَقَالا : كُلُّ هَذَا لا يَنْبَغِي ، وَأَهْوَنُ الثَّلاثِ شُرْبُ الْخَمْرِ ، فَسَقَتْهُمَا الْخَمْرَ ، حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْخَمْرُ فِيهِمَا وَقَعَا بِهَا ، فَمَرَّ بِهِمَا إِنْسَانٌ وَهُمَا فِي ذَلِكَ ، فَخَشِيَا أَنْ يُفْشِيَ عَلَيْهِمَا فَقَتَلاهُ ، فَلَمَّا أَنْ ذَهَبَ عَنْهُمَا السُّكْرُ عَرَفَا مَا قَدْ وَقَعَا فِيهِ مِنَ الْخَطِيئَةِ ، وَأَرَادَا أَنْ يَصْعَدَا إِلَى السَّمَاءِ فَلَمْ يَسْتَطِيعَا ، فَحِيلَ بَيْنَهُمَا وَبَيْنَ ذَلِكَ ، وَكُشِفَ الْغِطَاءُ فيما بَيْنَهُمَا وَبَيْنَ أَهْلِ السَّمَاءِ ، فَنَظَرَتِ الْمَلائِكَةُ إِلَى مَا قد وَقَعَا فِيهِ مِنَ الذَّنْبِ ، فَعَجِبُوا كُلَّ الْعَجَبِ ، وَعرفوا أَنَّه مَنْ كَانَ فِي غَيْبٍ فَهُوَ أَقَلُّ خشْيَةً ، فَجَعَلُوا بَعْدَ ذَلِكَ يَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الأَرْضِ ، وَإِنَّهُمَا لَمَّا وَقَعَا فِيمَا وَقَعَا فِيهِ مِنَ الْخَطِيئَةِ ، قِيلَ لَهُمَا : اخْتَارَا عَذَابَ الدُّنْيَا أَوْ عَذَابَ الآخِرَةِ ، فَقَالا : أَمَّا عَذَابُ الدُّنْيَا فَإِنَّهُ يَنْقَطِعُ ويذهب ، وَأَمَّا عَذَابُ الآخِرَةِ فَلا انْقِطَاعَ لَهُ ، فَاخْتَارَا عَذَابَ الدُّنْيَا ، فَجُعِلا بِبَابِلَ ، فَهُمَا يُعَذَّبَانِ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.