وَقَالَ بَعْضُهُمْ بِمَا حَدَّثَنَا وَقَالَ بَعْضُهُمْ بِمَا حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : ثَنَا سَلَمَةُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ إِسْحَاقَ ، وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ، قَالَ : ثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ، قَالَ : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَى زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ، أَوْ عِكْرِمَةُ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : " كَانَ حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ ، وَأَبُو يَاسِرِ بْنُ أَخْطَبَ مِنْ أَشَدِّ يَهُودَ لِلْعَرَبِ حَسَدًا ، إِذْ خَصَّهُمُ اللَّهُ بِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَا جَاهِدَيْنِ فِي رَدِّ النَّاسِ عَنِ الإِسْلامِ بِمَا اسْتَطَاعَا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمَا : وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ سورة البقرة آية 109 الآيَةَ " ، وَلَيْسَ لِقَوْلِ الْقَائِلِ عَنَى بِقَوْلِهِ : وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ سورة البقرة آية 109 كَعْبُ بْنُ الأَشْرَفِ ، مَعْنًى مَفْهُومٌ ؛ لأَنَّ كَعْبَ بْنَ الأَشْرَفِ وَاحِدٌ ، وَقَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ يَوَدُّونَ لَوْ يَرُدُّونَ الْمُؤْمِنِينَ كُفَّارًا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ، وَالْوَاحِدُ لا يُقَالُ لَهُ : كَثِيرٌ ، بِمَعْنَى الْكَثْرَةِ فِي الْعَدَدِ ، إِلا أَنْ يَكُونَ قَائِلُ ذَلِكَ أَرَادَ تَوجيهَ الْكَثْرَةِ الَّتِي وَصَفَ اللَّهُ بِهَا مَنْ وَصَفَهُ بِهَا فِي هَذِهِ الآيَةِ ، الْكَثْرَةَ فِي الْعِزِّ وَرِفْعَةَ الْمَنْزِلَةِ فِي قَوْمِهِ وَعَشِيرَتِهِ ، كَمَا يُقَالُ : فُلانٌ فِي النَّاسِ كَثِيرٌ ، يُرَادُ بِهِ كَثْرَةُ الْمَنْزِلَةِ وَالْقَدْرِ ، فَإِنْ كَانَ أَرَادَ ذَلِكَ فَقَدْ أَخْطَأَ ؛ لأَنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ قَدْ وَصَفَّهُمْ بِصِفَةِ الْجَمَاعَةِ ، فَقَالَ : لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا سورة البقرة آية 109 ، فَذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ عَنَى بِهِ الْكَثْرَةَ فِي الْعَدَدِ ، أَوْ يَكُونَ ظَنَّ أَنَّهُ مِنَ الْكَلامِ الَّذِي يَخْرُجُ مَخْرَجَ الْخَبَرِ عَنِ الْجَمَاعَةِ ، وَالْمَقْصُودُ بِالْخَبَرِ عَنْهُ الْوَاحِدُ ، نَظِيرَ مَا قُلْنَا آنِفًا فِي بَيْتِ جَمِيلٍ ؛ فَيَكُونُ ذَلِكَ أَيْضًا خَطَأً ، وَذَلِكَ أَنَّ الْكَلامَ إِذَا كَانَ بِذَلِكَ الْمَعْنَى فَلا بُدَّ مِنْ دَلالَةٍ فِيهِ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ مَعْنَاهُ ، وَلا دَلالَةَ تَدُلُّ فِي قَوْلِهِ : وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ سورة البقرة آية 109 أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ وَاحِدٌ دُونَ جَمَاعَةٍ كَثِيرَةٍ ، فَيَجُوزُ صَرْفُ تَأْوِيلِ الآيَةِ إِلَى ذَلِكَ ، وَإِحَالَةُ دَلِيلِ ظَاهِرِهَا إِلَى غَيْرِ الْغَالِبِ فِي الاسْتِعْمَالِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنِ عَبَّاسٍ | عبد الله بن العباس القرشي / توفي في :68 | صحابي |