وَهُوَ مَا حَدَّثَنِي بِهِ يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ زَيْدٍ ، فِي قَوْلِهِ : " فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا سورة البقرة آية 213 ، لِلإِسْلامِ ، وَاخْتَلَفُوا فِي الصَّلاةِ ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُصَلِّي إِلَى الْمَشْرِقِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُصَلِّي إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، فَهَدَانَا الله لِلْقِبْلَةِ ، وَاخْتَلَفُوا فِي الصِّيَامِ ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَصُومُ بَعْضَ يَوْمٍ ، وَبَعْضُهُمْ بَعْضَ لَيْلَةٍ ، وَهَدَانَا اللَّهُ لَهُ . وَاخْتَلَفُوا فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ ، فَأَخَذْتِ الْيَهُودُ السَّبْتَ ، وَأَخَذْتِ النَّصَارَى الأَحَدَ ، فَهَدَانَا اللَّهُ لَهُ . وَاخْتَلَفُوا فِي إِبْرَاهِيمَ ، فَقَالَتِ الْيَهُودُ كَانَ يَهُودِيًّا ، وَقَالَتِ النَّصَارَى كَانَ نَصْرَانِيًّا ، فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ ، وَجَعَلَهُ حَنِيفًا مُسْلِمًا ، فهدى الله أمة مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم للحق من ذلك ، وقال : مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ سورة آل عمران آية 67 الذين يَدَّعُونَهُ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ . وَاخْتَلَفُوا فِي عِيسَى ، فَجَعَلَتْهُ الْيَهُودُ لفَرِيَّةٍ ، وَجَعَلَتْهُ النَّصَارَى رَبًّا ، فَهَدَانَا اللَّهُ لِلْحَقِّ فِيهِ ، فَهَذَا الَّذِي قَالَ اللَّهُ : فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ سورة البقرة آية 213 ، قَالَ : فَكَانَتْ هِدَايَةُ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَبِمَا جَاءَ بِهِ لِمَا اخْتَلَفَ هَؤُلاءِ الأَحْزَابُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ أَنْ وَفَّقَهُمْ لإِصَابَةِ مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَقِّ مَنْ كَانَ قَبْلَ الْمُخْتَلِفِينَ الَّذِينَ وَصَفَ اللَّهُ صِفَتَهُمْ فِي هَذِهِ الآيَةِ إِذْ كَانُوا أُمَّةً وَاحِدَةً ، وَذَلِكَ هُوَ دِينُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنِيفِ الْمُسْلِمِ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ ، فَصَارُوا بِذَلِكَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَسَطًا ، كَمَا وَصَفَهُمْ بِهِ رَبُّهُمْ لِيَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ " .