حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : ثَنَا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ ، قَالَ : ثَنَا أَسْبَاطٌ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ سورة البقرة آية 217 ، وَذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ سَرِيَّةً وَكَانُوا سَبْعَةَ نَفَرٍ ، عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَحْشٍ الأَسَدِيَّ ، وَفِيهِمْ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ ، وَأَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ ، وَعُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ السُّلَمِيُّ حَلِيفٌ لِبَنِي نَوْفَلٍ ، وَسُهَيْلُ ابْنُ بَيْضَاءَ ، وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ ، وواقدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَرْبُوعِيُّ حَلِيفٌ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَكَتَبَ مَعَ ابْنِ جَحْشٍ كِتَابًا ، وَأَمَرَهُ أَنْ لا يَقْرَأَهُ حَتَّى يَنْزِلَ بَطْنَ مَلَلَ ، فَلَمَّا نَزَلَ بِبَطْنِ مَلَلَ فَتَحَ الْكِتَابَ ، فَإِذَا فِيهِ : أَنْ سِرْ حَتَّى تَنْزِلَ بَطْنَ نَخْلَةَ . فَقَالَ لأَصْحَابِهِ : مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْمَوْتَ فَلْيَمْضِ وَلْيُوصِ ، فَإِنِّي مُوصٍ وَمَاضٍ لأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَارَ وَتَخَلَّفَ عَنْهُ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ ، وَعُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ أَضَلا رَاحِلَةً لَهُمَا ، فَأَتَيَا بُحْرَانَ يَطْلُبَانِهَا ، وَسَارَ ابْنُ جَحْشٍ إِلَى بَطْنِ نَخْلَةَ ، فَإِذَا هُمْ بِالْحَكَمِ بْنِ كَيْسَانَ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ عُثْمَانَ ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَضْرَمِيِّ . فَاقْتَتَلُوا ، فَأَسَرُوا الْحَكَمَ بْنَ كَيْسَانَ ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُغِيرَةِ ، وَانْفَلَتَ الْمُغِيرَةُ ، وَقُتِلَ عَمْرُو بْنُ الْحَضْرَمِيِّ ، قَتَلَهُ وَاقِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، فَكَانَتْ أَوَّلَ غَنِيمَةٍ غَنَمَهَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى الْمَدِينَةِ بِالأَسِيرَيْنِ وَمَا غَنِمُوا مِنَ الأَمْوَالِ أَرَادَ أَهْلُ مَكَّةَ أَنْ يُفَادُوا بِالأَسِيرَيْنِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " حَتَّى نَنْظُرَ مَا فَعَلَ صَاحِبَانَا " ، فَلَمَّا رَجَعَ سَعْدٌ وَصَاحِبُهُ فَادَى بِالأَسِيرَيْنِ ، فَفَجَرَ عَلَيْهِ الْمُشْرِكُونَ ، وَقَالُوا : مُحَمَّدٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ يَتَّبِعُ طَاعَةَ اللَّهِ ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنِ اسْتَحَلَّ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَقَتَلَ صَاحِبَنَا فِي رَجَبٍ ، فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ : إِنَّمَا قَتَلْنَاهُ فِي جُمَادَى ، وَقِيلَ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ ، وَآخِرَ لَيْلَةٍ مِنْ جُمَادَى وَغَمَدَ الْمُسْلِمُونَ سُيُوفَهُمْ حِينَ دَخَلَ رَجَبٌ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ يُعَيِّرُ أَهْلَ مَكَّةَ : يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ سورة البقرة آية 217 ، لا يَحِلُّ ، وَمَا صَنَعْتُمْ ، أَنْتُمْ يَا مَعْشَرَ الْمُشْرِكِينَ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ ، حِينَ كَفَرْتُمْ بِاللَّهِ ، وَصَدَدْتُمْ عَنْهُ مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ ، وَإِخْرَاجُ أَهْلِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مِنْهُ حِينَ أَخْرَجُوا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ عِنْدَ اللَّهِ ، وَالْفِتْنَةُ هِيَ الشِّرْكُ ، أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْقَتْلِ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ سورة البقرة آية 217 " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
السُّدِّيِّ | السدي الكبير | صدوق حسن الحديث |
أَسْبَاطٌ | أسباط بن نصر الهمداني | صدوق كثير الخطا يغرب |
عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ | عمرو بن حماد القناد / توفي في :222 | صدوق رمي بالرفض |
مُوسَى بْنُ هَارُونَ | موسى بن هارون الهمداني | ثقة |