حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : ثنا عَمْرٌو ، قَالَ : ثنا أَسْبَاطٌ ، عَنِ السُّدِّيِّ : " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ سورة البقرة آية 243 إِلَى قَوْلِهِ : ثُمَّ أَحْيَاهُمْ سورة البقرة آية 243 ، قَالَ : كَانَتْ قَرْيَةٌ يُقَالُ لَهَا : دَاوَرْدَانُ ، قَبْلَ وَاسِطٍ ، وَقَعَ بِهَا الطَّاعُونُ ، فَهَرَبَ عَامَّةُ أَهْلِهَا ، فَنَزَلُوا نَاحِيَةً مِنْهَا ، فَهَلَكَ مَنْ بَقِيَ فِي الْقَرْيَةِ وَسَلِمَ الآخَرُونَ ، فَلَمْ يَمُتْ مِنْهُمْ كَبِيرٌ ، فَلَمَّا ارْتَفَعَ الطَّاعُونُ رَجَعُوا سَالِمِينَ ، فَقَالَ الَّذِينَ بَقُوا : أَصْحَابُنَا هَؤُلاءِ كَانُوا أَحْزَمَ مِنَّا ، لَوْ صَنَعْنَا كَمَا صَنَعُوا بَقِينَا ، وَلَئِنْ وَقَعَ الطَّاعُونُ ثَانِيَةً لَنَخْرُجَنَّ مَعَهُمْ . فَوَقَعَ فِي قَابِلٍ فَهَرَبُوا ، وَهُمْ بَضْعَةٌ وَثَلاثُونَ أَلْفًا ، حَتَّى نَزَلُوا ذَلِكَ الْمَكَانَ ، وَهُوَ وَادٍ أَفْيَحُ ، فَنَادَاهُمْ مَلَكٌ مِنْ أَسْفَلِ الْوَادِي ، وَآخَرُ مِنْ أَعْلاهُ : أَنْ مُوتُوا ، فَمَاتُوا ، حَتَّى إِذَا هَلَكُوا وَبَلِيَتْ أَجْسَادُهُمْ ، مَرَّ بِهِمْ نَبِيُّ ، يُقَالُ لَهُ : حِزْقِيلُ ، فَلَمَّا رَآهُمْ وَقَفَ عَلَيْهِمْ ، فَجَعَلَ يَتَفَكَّرُ فِيهِمْ ، وَيَلْوِي شِدْقَيْهِ وَأَصَابِعَهُ ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ : يَا حِزْقِيلُ ، أَتُرِيدُ أَنْ أُرِيَكَ فِيهِمْ كَيْفَ أُحْيِيهِمْ ؟ قَالَ : نعم . قَالَ : وَإِنَّمَا كَانَ تَفَكُّرُهُ أَنَّهُ تَعَجَّبَ مِنْ قُدْرَةِ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ : نَعَمْ ، فَقِيلَ لَهُ : نَادِ ، فَنَادَى : يَأَيَّتُهَا الْعِظَامُ ، إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكِ أَنْ تَجْتَمِعِي ، فَجَعَلَتْ تَطِيرُ الْعِظَامُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ حَتَّى كَانَتْ أَجْسَادًا مِنْ عِظَامٍ ، ثُمَّ أَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ نَادِ : يَأَيَّتُهَا الْعِظَامُ ، إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكِ أَنْ تَكْتَسِيَ لَحْمًا . فَاكْتَسَتْ لَحْمًا وَدَمًا وَثِيَابَهَا الَّتِي مَاتَتْ فِيهَا وَهِيَ عَلَيْهَا ، ثُمَّ قِيلَ لَهُ : نَادِ ، فَنَادَى : يَأَيَّتُهَا الأَجْسَادُ ، إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكِ أَنْ تَقُومِي ، فَقَامُوا " .