كَالَّذِي حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : ثنا جَرِيرٌ ، عَنْ مُغِيرَةَ ، عَنْ عَامِرٍ ، قَالَ : فَأَمَرَ ، يَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بِمُلاعَنَتِهِمْ ، يَعْنِي بِمُلاعَنَةِ أَهْلِ نَجْرَانَ ، بِقَوْلِهِ : فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ سورة آل عمران آية 61 الآيَةَ ، فَتَوَاعَدُوا أَنْ يُلاعِنُوهُ ، وَوَاعَدُوهُ الْغَدَ ، فَانْطَلَقُوا إِلَى السَّيِّدِ وَالْعَاقِبِ ، وَكَانَا أَعْقَلَهُمْ فَتَابَعَاهُمْ ، فَانْطَلَقُوا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ عَاقِلٍ ، فَذَكَرُوا لَهُ مَا فَارَقُوا عَلَيْهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : مَا صَنَعْتُمْ ؟ وَنَدَّمَهُمْ ، وَقَالَ لَهُمْ : إِنْ كَانَ نَبِيًّا ، ثُمَّ دَعَا عَلَيْكُمْ ، لا يُغْضِبُهُ اللَّهُ فِيكُمْ أَبَدًا ، وَلَئِنْ كَانَ مَلِكًا فَظَهَرَ عَلَيْكُمْ لا يَسْتَبْقِيكُمْ أَبَدًا ، قَالُوا : فَكَيْفَ لَنَا وَقَدْ وَاعَدَنَا ؟ فَقَالَ لَهُمْ : إِذَا غَدَوْتُمْ إِلَيْهِ فَعَرَضَ عَلَيْكُمُ الَّذِي فَارَقْتُمُوهُ عَلَيْهِ ، فَقُولُوا : نَعُوذُ بِاللَّهِ ، فَإِنْ دَعَاكُمْ أَيْضًا فَقُولُوا : نَعُوذُ بِاللَّهِ . وَلَعَلَّهُ أَنْ يُعْفِيَكُمْ مِنْ ذَلِكَ ، فَلَمَّا غَدَوْا غَدَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْتَضِنًا حَسَنًا ، آخِذًا بِيَدِ الْحُسَيْنِ ، وَفَاطِمَةُ تَمْشِي خَلْفَهُ ، فَدَعَاهُمْ إِلَى الَّذِي فَارَقُوهُ عَلَيْهِ بِالأَمْسِ ، فَقَالُوا : نَعُوذُ بِاللَّهِ ! ثُمَّ دَعَاهُمْ ، فَقَالُوا : نَعُوذُ بِاللَّهِ مِرَارًا ، قَالَ : " فَإِنْ أَبَيْتُمْ فَأَسْلِمُوا ، وَلَكُمْ مَا لِلْمُسْلِمِينَ ، وَعَلَيْكُمْ مَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ ، كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، فَإِنْ أَبَيْتُمْ فَأَعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَأَنْتُمْ صَاغِرُونَ ، كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ " قَالُوا : مَا نَمْلِكُ إِلا أَنْفُسَنَا ، قَالَ : " فَإِنْ أَبَيْتُمْ فَإِنِّي أَنْبِذُ إِلَيْكُمْ عَلَى سَوَاءٍ ، كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ " قَالُوا : مَا لَنَا طَاقَةٌ بِحَرْبِ الْعَرَبِ ، وَلَكِنْ نُؤَدِّي الْجِزْيَةَ ، قَالَ : فَجَعَلَ عَلَيْهِمْ فِي كُلِّ سَنَةٍ أَلْفَيْ حُلَّةٍ ، أَلْفًا فِي رَجَبٍ ، وَأَلْفًا فِي صَفَرٍ . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَقَدْ أَتَانِي الْبَشِيرُ بِهَلَكَةِ أَهْلِ نَجْرَانَ ، حَتَّى الطَّيْرُ عَلَى الشَّجَرِ ، أَوِ الْعَصَافِيرُ عَلَى الشَّجَرِ ، لَوْ تَمُّوا عَلَى الْمُلاعَنَةِ " . حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : ثنا جَرِيرٌ ، قَالَ : فَقُلْتُ لِلْمُغِيرَةِ : إِنَّ النَّاسَ يَرَوْنَ فِي حَدِيثِ أَهْلِ نَجْرَانَ أَنَّ عَلِيًّا كَانَ مَعَهُمْ ، فَقَالَ : أَمَّا الشَّعْبِيُّ فَلَمْ يَذْكُرْهُ ، فَلا أَدْرِي لِسُوءِ رَأْيِ بَنِي أُمَيَّةَ فِي عَلِيٍّ ، أَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الْحَدِيثِ ؟ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَامِرٍ | عامر الشعبي / ولد في :20 | ثقة |
مُغِيرَةَ | المغيرة بن مقسم الضبي / توفي في :136 | ثقة مدلس |
جَرِيرٌ | جرير بن عبد الحميد الضبي | ثقة |
ابْنُ حُمَيْدٍ | محمد بن حميد التميمي / توفي في :248 | متروك الحديث |