حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، لا أَرَاهُ إِلا يُحَدِّثُهُ عَنْ أَبِيهِ : أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ يَسْأَلُ عَنِ الدِّينِ ، وَيَتْبَعُهُ ، فَلَقِيَ عَالِمًا مِنَ الْيَهُودِ ، فَسَأَلَهُ عَنْ دِينِهِ ، وَقَالَ : إِنِّي لَعَلِّي أَنْ أَدِينَ دِينَكُمْ ، فَأَخْبِرْنِي عَنْ دِينِكُمْ ، فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ : إِنَّكَ لَنْ تَكُونَ عَلَى دِينِنَا حَتَّى تَأْخُذَ بِنَصِيبِكَ مِنْ غَضِبِ اللَّهِ ، قَالَ زَيْدٌ : مَا أَفِرُّ إِلا مِنْ غَضِبِ اللَّهِ ، وَلا أَحْمِلُ مِنْ غَضِبِ اللَّهِ شَيْئًا أَبَدًا ، وَأَنَا أَسْتَطِيعُ ، فَهَلْ تَدُلُّنِي عَلَى دِينٍ لَيْسَ فِيهِ هَذَا ؟ قَالَ : مَا أَعْلَمُهُ إِلا أَنْ يَكُونَ حَنِيفًا ، قَالَ : وَمَا الْحَنِيفُ ؟ قَالَ : دِينُ إِبْرَاهِيمَ ، لَمْ يَكُ يَهُودِيًّا ، وَلا نَصْرَانِيًّا ، وَكَانَ لا يَعْبُدُ إِلا اللَّهَ ، فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ ، فَلَقِيَ عَالِمًا مِنَ النَّصَارَى ، فَسَأَلَهُ عَنْ دِينِهِ ، فَقَالَ : إِنِّي لَعَلِّي أَنْ أَدِينَ دِينَكُمْ ، فَأَخْبِرْنِي عَنْ دِينِكُمْ ، قَالَ : إِنَّكَ لَنْ تَكُونَ عَلَى دِينِنَا حَتَّى تَأْخُذَ بِنَصِيبِكَ مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ ، قَالَ : لا أحْتَمِلُ مِنْ لَعْنَةِ اللَّهِ شَيْئًا ، وَلا مِنْ غَضِبِ اللَّهِ شَيْئًا أَبَدًا ، وَأَنَا أَسْتَطِيعُ ، فَهَلْ تَدُلُّنِي عَلَى دِينٍ لَيْسَ فِيهِ هَذَا ؟ فَقَالَ لَهُ نَحْوَ مَا قَالَهُ الْيَهُودِيُّ : لا أَعْلَمُهُ إِلا أَنْ يَكُونَ حَنِيفًا ، فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِمْ ، وَقَدْ رَضِيَ الَّذِي أَخْبَرَاهُ وَالَّذِي اتَّفَقَا عَلَيْهِ مِنْ شَأْنِ إِبْرَاهِيمَ ، فَلَمْ يَزَلْ رَافِعًا يَدَيْهِ إِلَى اللَّهِ ، وَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ أَنِّي عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |