حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ ، قَالَ : ثنا الْحُسَيْنُ ، قَالَ : ثنا أَبُو سُفْيَانَ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، بِنَحْوِهِ ، وَزَادَ فِيهِ : فَلَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ عَائِشَةَ مَا كَانَ ، فَتَثَاوَرَ الْحَيَّانِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : مَوْعِدُكُمُ الْحَرَّةُ ! فَخَرَجُوا إِلَيْهَا ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ : وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا سورة آل عمران آية 103 الآيَةَ ، فَأَتَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمْ يَزَلْ يَتْلُوهَا عَلَيْهِمْ حَتَّى اعْتَنَقَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، وَحَتَّى إِنَّ لَهُمْ لَخَنِينًا ، يَعْنِي : الْبُكَاءَ , وَسُمَيْرٌ الَّذِي زَعَمَ السُّدِّيُّ أَنَّ قَوْلَهُ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً سورة آل عمران آية 103 ، عَنَى بِهِ : حَرْبَهُ ، هُوَ سُمَيْرُ بْنُ زَيْدِ بْنِ مَالِكٍ , أَحَدُ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الَّذِي ذَكَرَهُ مَالِكُ بْنُ الْعَجْلانِ فِي قَوْلِهِ : إِنَّ سُمَيْرًا أَرَى عَشِيرَتَهُ قَدْ حَدِبُوا دُونَهُ وَقَدْ أَنِفُوا إِنْ يَكُنِ الظَّنُّ صَادِقِي بِبَنِي النَّجَّارِ لَمْ يَطْعَمُوا الَّذِي عُلِفُوا وَقَدْ ذَكَرَ عُلَمَاءُ الأَنْصَارِ أَنَّ مَبْدَأَ الْعَدَاوَةِ الَّتِي هَيَّجَتِ الْحُرُوبَ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَ قَبِيلَتَيْهَا الأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ وَأَوَّلَهَا كَانَ بِسَبَبِ قَتْلِ مَوْلًى لِمَالِكِ بْنِ الْعَجْلانِ الْخَزْرَجِيِّ ، يُقَالُ لَهُ : الْحُرُّ بْنُ سُمَيْرٍ ، مِنْ مُزَيْنَةَ ، وَكَانَ حَلِيفًا لِمَالِكِ بْنِ الْعَجْلانِ ، ثُمَّ اتَّصَلَتْ تِلْكَ الْعَدَاوَةُ بَيْنَهُمْ إِلَى أَنْ أَطْفَأَهَا اللَّهُ بِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِ السُّدِّيِّ : حَرْبُ سُمَيْرٍ . وَأَمَّا قَوْلُهُ : فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا سورة آل عمران آية 103 ، فَإِنَّهُ يَعْنِي : فَأَصْبَحْتُمْ بِتَأْلِيفِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بَيْنَكُمْ بِالإِسْلامِ وَكَلِمَةِ الْحَقِّ , وَالتَّعَاوُنِ عَلَى نُصْرَةِ أَهْلِ الإِيمَانِ ، وَالتَّآزُرِ عَلَى مَنْ خَالَفَكُمْ مِنْ أَهْلِ الْكُفْرِ ، إِخْوَانًا مُتَصَادِقِينَ , لا ضَغَائِنَ بَيْنَكُمْ ، وَلا تَحَاسُدَ .