حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ ، قَالَ : ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، قَالَ : ثنا سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، قَوْلَهُ : " مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سَائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حَامٍ سورة المائدة آية 103 ، تَشْدِيدٌ شَدَّدَهُ الشَّيْطَانُ عَلَى أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ فِي أَمْوَالِهِمْ ، وَتَغْلِيظٌ عَلَيْهِمْ ، فَكَانَتِ الْبَحِيرَةُ من الإِبِلِ إِذَا نَتَجَ الرَّجُلُ خَمْسًا مِنْ إِبِلِهِ نَظَرَ الْبَطْنَ الْخَامِسَ ، فَإِنْ كَانَتْ سَقْبًا ذُبِحَ ، فَأَكَلَهُ الرِّجَالُ دُونَ النِّسَاءِ ، وَإِنْ كَانَ مَيْتَةٍ ، اشْتَرَكَ فِيهِ ذَكَرُهُمْ وَأُنْثَاهُمْ ، وَإِنْ كَانَتْ حَائِلا ، وَهِيَ الأُنْثَى ، تُرِكَتْ ، فَبُتِّكَتْ أُذُنُهَا ، فَلَمْ يُجَزَّ لَهَا وَبَرٌ ، وَلَمْ يُشْرَبْ لَهَا لَبَنٌ ، وَلَمْ يُرْكَبْ لَهَا ظَهْرٌ ، وَلَمْ يُذْكَرْ لِلَّهِ عَلَيْهَا اسْمٌ . وَكَانَتِ السَّائِبَةُ : يُسَيِّبُونَ مَا بَدَا لَهُمْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ، فَلا تَمْتَنِعُ مِنْ حَوْضٍ أَنْ تَشْرَعَ فِيهِ ، وَلا مِنْ حِمًى أَنْ تَرْتَعَ فِيهِ . وَكَانَتِ الْوَصِيلَةُ مِنَ الشَّاءِ : مِنَ الْبَطْنِ السَّابِعِ ، إِذَا كَانَ جَدْيًا ذُبِحَ ، فَأَكَلَهُ الرِّجَالُ دُونَ النِّسَاءِ ، وَإِنْ كَانَ مَيْتَةً ، اشْتَرَكَ فِيهِ ذَكَرُهُمْ وَأُنْثَاهُمْ ، وَإِنْ جَاءَتْ بِذَكَرٍ وَأُنْثَى ، قِيلَ : وَصَلَتْ أَخَاهَا ، فَمَنَعَتْهُ الذَّبْحَ . وَالْحَامِ : كَانَ الْفَحْلُ إِذَا رَكِبَ مِنْ بَنِي بَنِيهِ عَشَرَةٌ أَوْ وَلَدِ وَلَدِهِ ، قِيلَ حَامٍ ، حُمِيَ ظَهْرُهُ ، فَلَمْ يُزَمَّ ، وَلَمْ يُخْطَمْ ، وَلَمْ يُرْكَبْ " .