حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ، قَالَ : ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، قَالَ : ثنا سَلامٌ أَبُو الْمُنْذِرِ النَّحْوِيُّ ، قَالَ : ثنا عَاصِمٌ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ الْبَكْرِيِّ ، قَالَ : خَرَجْتُ لأَشْكُوَ الْعَلاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمَرَرْتُ بِالرَّبَذَةِ ، فَإِذَا عَجُوزٌ مُنْقَطِعٌ بِهَا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ ، فَقَالَتْ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، إِنَّ لِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجَةً ، فَهَلْ أَنْتَ مُبَلِّغِي إِلَيْهِ ؟ قَالَ : فَحَمَلْتُهَا فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ ، قَالَ : فَإِذَا رَايَاتٌ سُودٌ قُلْتُ : مَا شَأْنُ النَّاسِ ؟ قَالُوا : يُرِيدُ أَنْ يَبْعَثَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَجْهًا ، قَالَ : فَجَلَسْتُ حَتَّى فَرَغَ ، قَالَ : فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ أَوْ قَالَ : رَحْلَهُ فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ ، فَأَذِنَ لِي فَدَخَلْتُ ، فَقَعَدْتُ ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " هَلْ كَانَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ تَمِيمٍ شَيْءٌ ؟ " قال : قُلْتُ : نَعَمْ ، وَكَانَتْ لَنَا الدَّبْرَةُ عَلَيْهِمْ ، وَقَدْ مَرَرْتُ بِالرَّبَذَةِ فَإِذَا عَجُوزٌ مِنْهُمْ مُنْقَطِعٌ بِهَا ، فَسَأَلَتْنِي أَنْ أَحْمِلَهَا إِلَيْكَ وَهَا هِيَ بِالْبَابِ ، فَأَذِنَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَدَخَلَتْ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ تَمِيمٍ الدَّهْنَاءَ حَاجِزًا ، فَحَمِيَتِ الْعَجُوزُ وَاسْتَوْفَزَتْ وَقَالَتْ : فأَيْنَ تُضْطَرُّ مُضرَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : أَنَا كَمَا قَالَوا : مِعْزًى حَمَلَتْ حَتْفَهَا ، حَمَلْتُ هَذِهِ وَلا أَشْعُرُ أَنَّهَا كَانَتْ لِي خَصْمًا ، أَعُوذُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ أَنْ أَكُونَ كَوَافِدِ عَادٍ ، قَالَ : " وَمَا وَافِدُ عَادٍ ؟ " قَالَ : عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطْتَ ، قَالَ : وَهُوَ يَسْتَطْعِمُنِي الْحَدِيثَ ، قُلْتُ : إِنَّ عَادًا قُحِطُوا فَبَعَثُوا قَيْلا وَافِدًا ، فَنَزَلَ عَلَى بَكْرٍ ، فَسَقَاهُ الْخَمْرَ شَهْرًا ، وَغَنَّتْهُ جَارِيَتَانِ يُقَالُ لَهُمَا : الْجَرَادَتَانِ ، فَخَرَجَ إِلَى جِبَالِ مَهَرَةَ ، فَنَادَى : إِنِّي لَمْ أَجِيءْ لِمَرِيضٍ فَأُدَاوِيَهُ ، وَلا لأَسِيرٍ فَأُفَادِيَهُ ، اللَّهُمَّ اسْقِ عَادًا ، مَا كُنْتَ مُسْقِيَهُ ، فَمَرَّتْ بِهِ سَحَابَاتٌ سُودٌ ، فَنُودِيَ مِنْهَا : خُذْهَا رَمَادًا رِمْدِدًا ، لا تُبْقَى مِنْ عَادٍ أَحَدًا ، قَالَ : فَكَانَتِ الْمَرْأَةُ تَقُولُ : لا تَكُنْ كَوَافِدِ عَادٍ ، فَمَا بَلَغَنِي أَنَّهُ أُرْسِلَ عَلَيْهِمْ مِنَ الرِّيحِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلا قَدْرُ مَا يَجْرِي فِي خَاتَمِي ، قَالَ أَبُو وَائِلٍ : فَكَذَلِكَ بَلَغَنِي .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ الْبَكْرِيِّ | الحارث بن يزيد البكري | صحابي |
أَبِي وَائِلٍ | شقيق بن سلمة الأسدي | مخضرم |
عَاصِمٌ | عاصم بن أبي النجود الأسدي / توفي في :127 | صدوق حسن الحديث |
سَلامٌ أَبُو الْمُنْذِرِ النَّحْوِيُّ | سلام بن سليمان المزني | صدوق حسن الحديث |
زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ | زيد بن الحباب التميمي | صدوق حسن الحديث |
أَبُو كُرَيْبٍ | محمد بن العلاء الهمداني / ولد في :161 / توفي في :248 | ثقة حافظ |