القول في تاويل قوله واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست ب...


تفسير

رقم الحديث : 14205

حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : ثنا سَلَمَةُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ سَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ ، أَنَّهُ حَدَّثَ ، أَنَّ مُوسَى لَمَّا نَزَلَ فِي أَرْضِ بَنِي كَنْعَانَ مِنْ أَرْضِ الشَّامِ أَتَى قَوْمُ بَلْعَمَ إِلَى بَلْعَمَ ، فَقَالُوا لَهُ : يَا بَلْعَمُ ، إِنَّ هَذَا مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ جَاءَ يُخْرِجُنَا مِنْ بِلادِنَا وَيَقْتُلُنَا وَيُحِلُّهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَيُسْكِنُهَا ، وَإِنَّا قَوْمُكَ ، وَلَيْسَ لَنَا مَنْزِلٌ ، وَأَنْتَ رَجُلٌ مُجَابُ الدَّعْوَةِ ، فَاخْرُجْ وَادْعُ اللَّهَ عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ : وَيْلَكُمْ نَبِيُّ اللَّهِ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ وَالْمُؤْمِنُونَ ، كَيْفَ أَذْهَبُ أَدْعُو عَلَيْهِمْ وَأَنَا أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا أَعْلَمُ ، قَالُوا : مَا لَنَا مِنْ مَنْزِلٍ ، فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ ، يُرَقِّقُونَهُ ، وَيَتَضَرَّعُونَ إِلَيْهِ حَتَّى فَتَنُوهُ فَافْتُتِنَ ، فَرَكِبَ حِمَارَةً لَهُ مُتَوَجِّهًا إِلَى الْجَبَلِ الَّذِي يُطْلِعُهُ عَلَى عَسْكَرِ بَنِي إِسْرَائِيلَ , وَهُوَ جَبَلُ حُسْبانَ ، فَلَمَّا سَارَ عَلَيْهَا غَيْرَ كَثِيرٍ رَبَضَتْ بِهِ ، فَنَزَلَ عَنْهَا ، فَضَرَبَهَا ، حَتَّى إِذَا أَذْلَقَهَا قَامَتْ فَرَكِبَهَا ، فَلَمْ تَسِرْ بِهِ كَثِيرًا حَتَّى رَبَضَتْ بِهِ ، فَفَعَلَ بِهَا مِثْلَ ذَلِكَ ، فَقَامَتْ فَرَكِبَهَا ، فَلَمْ تَسِرْ بِهِ كَثِيرًا حَتَّى رَبَضَتْ بِهِ ، فَضَرَبَهَا حَتَّى إِذَا أَذْلَقَهَا أَذِنَ اللَّهُ لَهَا فَكَلَّمَتْهُ حُجَّةً عَلَيْهِ ، قَالَتْ : وَيْحَكَ يَا بَلْعَمُ ، أَيْنَ تَذْهَبُ ؟ أَمَا تَرَى الْمَلائِكَةَ أَمَامِي ، تَرُدُّنِي عَنْ وَجْهِيَ هَذَا ! أَتَذْهَبُ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ وَالْمُؤْمِنِينَ تَدْعُو عَلَيْهِمْ ! فَلَمْ يَنْزِعْ عَنْهَا يَضْرَبُهَا فَخَلَّى اللَّهُ سَبِيلَهَا حِينَ فَعَلَ بِهَا ذَلِكَ ، قَالَ : فَانْطَلَقْتُ بِهِ حَتَّى إِذَا أَشْرَفَتْ عَلَى رَأْسِ جَبَلِ حُسْبَانَ عَلَى عَسْكَرِ مُوسَى وَبَنِي إِسْرَائِيلَ ، جَعَلَ يَدْعُو عَلَيْهِمْ , فلا يَدْعُو عَلَيْهِمْ بِشَيْءٍ إِلا صُرِفَ لِسَانُهُ إِلَى قَوْمِهِ ، وَلا يَدْعُو لِقَوْمِهِ بِخَيْرٍ إِلا صُرِفَ لِسَانُهُ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ قَوْمُهُ : أَتَدْرِي يَا بَلْعَمُ مَا تَصْنَعُ ؟ إِنَّمَا تَدْعُو لَهُمْ وَتَدْعُو عَلَيْنَا ، قَالَ : فَهَذَا مَا لا أَمْلِكُ ، هَذَا شَيْءٌ قَدْ غَلَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، قَالَ : وَانْدَلَعَ لِسَانُهُ فَوَقَعَ عَلَى صَدْرِهِ ، فَقَالَ لَهُمْ : قَدْ ذَهَبَتْ الآنَ مِنِّي الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ ، فَلَمْ يَبْقَ إِلا الْمَكْرُ وَالْحَيْلَةُ ، فَسَأَمْكُرُ لَكُمْ وَأَحْتَالُ ، جَمِّلُوا النِّسَاءَ وَأَعْطُوهُنَّ السِّلَعَ ، ثُمَّ أَرْسِلُوهُنَّ إِلَى الْعَسْكَرِ يَبِعْنَها فِيهِ ، وَمُرُوهُنَّ فَلا تَمْنَعُ امْرَأَةٌ نَفْسَهَا مِنْ رَجُلٍ أَرَادَهَا ، فَإِنَّهُمْ إِنْ زَنَى مِنْهُمْ وَاحِدٌ كُفِيتُمُوهُمْ ، فَفَعَلُوا ، فَلَمَّا دَخَلَ النِّسَاءُ الْعَسْكَرَ مَرَّتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْكَنْعَانِيِّينَ اسْمُهَا : كسى ابْنَةُ صُورٍ رَأْسُ أُمَّتِهِ بِرَجُلٍ مِنْ عُظَمَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَهُوَ : زمرى بْنُ شَلُومَ رَأْسُ سِبْطِ شَمْعُونَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، فَقَامَ إِلَيْهَا فَأَخَذَ بِيَدِهَا حِينَ أَعْجَبَهُ جَمَالُهَا ، ثُمَّ أَقْبَلَ بِهَا حَتَّى وَقَفَ بِهَا عَلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَقَالَ : إِنِّي أَظُنُّكَ سَتَقُولُ : هَذِهِ حَرَامٌ عَلَيْكَ ؟ فَقَالَ : أَجَلْ ، هِيَ حَرَامٌ عَلَيْكَ ، لا تَقْرَبْهَا ، قَالَ : فَوَاللَّهِ لا أُطِيعُكَ فِي هَذَا ، ثم دَخَلَ بِهَا قُبَّتَهُ فَوَقَعَ عَلَيْهَا ، وَأَرْسَلَ اللَّهُ الطَّاعُونَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَكَانَ فِنْحَاصُ بْنُ الْعَيْزَارِ بْنِ هَارُونَ صَاحِبَ أَمْرِ مُوسَى ، وَكَانَ رَجُلا قَدْ أُعْطِيَ بَسْطَةً فِي الْخَلْقِ وَقُوَّةً فِي الْبَطْشِ ، وَكَانَ غَائِبًا حِينَ صَنَعَ زمرى بْنُ شَلُومَ مَا صَنَعَ ، فَجَاءَ وَالطَّاعُونُ يَحُوسُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَأُخْبِرَ الْخَبَرَ ، فَأَخَذَ حَرْبَتَهُ ، وَكَانَتْ مِنْ حَدِيدٍ كُلُّهَا ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ الْقُبَّةَ وَهُمَا مُتَضَاجِعَانِ ، فَانْتَظَمَهُمَا بِحَرْبَتِهِ ، ثُمَّ خَرَجَ بِهِمَا رَافِعَهُمَا إِلَى السَّمَاءِ ، وَالْحَرْبَةُ قَدْ أَخَذَهَا بَذِرَاعِهِ ، وَاعْتَمَدَ بِمِرْفَقِهِ عَلَى خَاصِرَتِهِ ، وَأَسْنَدَ الْحَرْبَةَ إِلَى لَحْيَتِه ، وَكَانَ بِكْرَ الْعَيْزَارِ ، وَجَعَلَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ هَكَذَا نَفْعَلُ بِمَنْ يَعْصِيكَ ، وَرُفِعَ الطَّاعُونُ ، فَحُسِبَ مَنْ هَلَكَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الطَّاعُونِ ، فِيمَا بَيْنَ أَنْ أَصَابَ زمرى الْمَرْأَةَ إِلَى أَنْ قَتَلَهُ فِنْحَاصُ ، فَوُجِدُوا قَدْ هَلَكَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا ، وَالْمُقَلِّلُ ، يَقُولُ : عِشْرُونَ أَلْفًا فِي سَاعَةٍ مِنَ النَّهَارِ . فَمِنْ هُنَالِكَ يُعْطِي بَنُو إِسْرَائِيلَ وَلَدَ فِنْحَاصَ بْنِ الْعَيْزَارِ بْنِ هَارُونَ مِنْ كُلِّ ذَبِيحَةٍ ذَبَحُوهَا القبة وَالذِّرَاعَ وَاللَّحْيِ ، لاعْتِمَادِهِ بِالْحَرْبَةِ عَلَى خَاصِرَتِهِ وَأَخْذِهِ إِيَّاهَا بِذِرَاعِهِ ، وَإِسْنَادِهِ إِيَّاهَا إِلَى لَحْيَتِه ، وَالْبِكْرَ مِنْ كُلِّ أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ ؛ لأَنَّهُ كَانَ بِكْرَ الْعَيْزَارِ ، فَفِي بَلْعَمَ بْنِ بَاعُورَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا سورة الأعراف آية 175 ، يَعْنِي : بَلْعَمَ ، فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ سورة الأعراف آية 175 ، إِلَى قَوْلِهِ : لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ سورة الأعراف آية 176 .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.