حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ ، قَالَ : ثَنَا الْحُسَيْنُ ، قَالَ : ثني حَجَّاجٌ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ ، قَالَ : قُلْنَا لَهُ حَدِّثْنَا حَدِيثَ ثَمُودَ ! قَالَ : أُحَدِّثُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ثَمُودَ : " كَانَتْ ثَمُودُ قَوْمُ صَالِحٍ أَعْمَرَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا ، فَأَطَالَ أَعْمَارَهُمْ ، حَتَّى جَعَلَ أَحَدُهُمْ يَبْنِي الْمَسْكَنَ مِنَ الْمَدَرِ ، فَيَنْهَدِمُ وَالرَّجُلُ مِنْهُمْ حَيٌّ ، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ اتَّخَذُوا مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَرِهِينَ ، فَنَحَتُوهَا وَجَوَّفُوهَا ، وَكَانُوا فِي سَعَةٍ مِنْ مَعَايِشِهِمْ ، فَقَالُوا : يَا صَالِحُ ، ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجُ لَنَا آيَةً ، نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ . فَدَعَا صَالِحٌ رَبَّهُ ، فَأَخْرَجَ لَهُمُ النَّاقَةَ ، فَكَانَ شِرْبُهَا يَوْمًا وَشِرْبُهُمْ يَوْمًا مَعْلُومًا ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ شِرْبِهَا خَلَّوْا عَنْهَا وَعَنِ الْمَاءِ ، وَحْلَبُوهَا لَبَنًا ، مَلَئُوا كُلَّ إِنَاءٍ وَوِعَاءٍ وَسِقَاءٍ ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ شِرْبِهِمْ صَرَفُوهَا عَنِ الْمَاءِ ، فَلَمْ تَشْرَبْ مِنْهُ شَيْئًا ، فَمَلَئُوا كُلَّ إِنَاءٍ وَوِعَاءٍ وَسِقَاءٍ ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى صَالِحٍ ، أَنَّ قَوْمَكَ سَيَعْقِرُونَ نَاقَتَكَ ، فَقَالَ لَهُمْ ، فَقَالُوا : مَا كُنَّا لِنَفْعَلَ . فَقَالَ : إِلا تَعْقِرُوهَا أَنْتُمْ يُوشِكُ أَنْ يُولَدَ فِيكُمْ مَوْلُودٌ يعقرُها . قَالُوا : مَا عَلامَةُ ذَلِكَ الْمَوْلُودِ ؟ فَوَاللَّهِ لا نَجِدُهُ إِلا قَتَلْنَاهُ . قَالَ : فَإِنَّهُ غُلامٌ أَشْقَرُ أَزْرَقُ أَصْهَبُ أَحْمَرُ . قَالَ : وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ شَيْخَانِ عَزِيزَانِ مَنِيعَانِ ، لأَحَدِهِمَا ابْنٌ يُرْغَبُ بِهِ عَنِ الْمَنَاكِحِ ، وَلِلآخَرِ ابْنَةٌ لا يَجِدُ لَهَا كُفُؤًا ، فَجَمَعَ بَيْنَهُمَا مَجْلِسٌ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُزَوِّجَ ابْنَكَ ؟ قَالَ : لا أَجِدُ لَهُ كُفُؤًا . قَالَ : فَإِنَّ ابْنَتِي كُفُؤٌ لَهُ ، وَأَنَا أُزَوِّجُكَ . فَزَوَّجَهُ ، فَوُلِدَ بَيْنَهُمَا ذَلِكَ الْمَوْلُودُ ، وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ ثَمَانِيَةُ رَهْطٍ يفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ ، وَلا يُصْلِحُونَ ، فَلَمَّا قَالَ لَهُمْ صَالِحٌ : إِنَّمَا يَعْقِرُهَا مَوْلُودٌ فِيكُمْ . اخْتَارُوا ثَمَانِي نِسْوَةٍ قَوَابِلَ مِنَ الْقَرْيَةِ ، وَجَعَلُوا مَعَهُنَّ شُرَطًا كَانُوا يَطُوفُونَ فِي الْقَرْيَةِ ، فَإِذَا وَجَدُوا الْمَرْأَةَ تَمْخُضُ ، نَظَرُوا مَا وَلَدُهَا ، إِنْ كَانَ غُلامًا قَلَّبْنَهُ ، فَنَظَرْنَ مَا هُوَ ، وَإِنْ كَانَتْ جَارِيَةٌ أَعْرَضْنَ عَنْهَا ، فَلَمَّا وَجَدُوا ذَلِكَ الْمَوْلُودَ صَرَخَ النِّسْوَةُ ، وَقُلْنَ : هَذَا الَّذِي يُرِيدُ رَسُولُ اللَّهِ صَالِحٌ . فَأَرَادَ الشُّرَطُ أَنْ يَأْخُذُوهُ ، فَحَالَ جَدَّاهُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ وَقَالا : لَوْ أَنَّ صَالِحًا أَرَادَ هَذَا قَتَلْنَاهُ . فَكَانَ شَرَّ مَوْلُودٍ ، وَكَانَ يَشِبُّ فِي الْيَوْمِ شَبَابَ غَيْرِهِ فِي الْجُمُعَةِ ، وَيَشِبُّ فِي الْجُمُعَةِ شَبَابَ غَيْرِهِ فِي الشَّهْرِ ، وَيَشِبُّ فِي الشَّهْرِ شَبَابَ غَيْرِهِ فِي السَّنَةِ ، فَاجْتَمَعَ الثَّمَانِيَةُ الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ ، وَفِيهِمُ الشَّيْخَانِ ، فَقَالُوا استُعمِلَ عَلَيْنَا هَذَا الْغُلامُ ، لِمَنْزِلَتَهُ وَشَرَفَ جَدَّيْهِ . فَكَانُوا تِسْعَةٌ ، وَكَانَ صَالِحٌ لا يَنَامُ مَعَهُمْ فِي الْقَرْيَةِ ، كَانَ فِي مَسْجِدٍ يُقَالُ لَهُ مَسْجِدُ صَالِحٍ ، فِيهِ يَبِيتُ بِاللَّيْلِ ، فَإِذَا أَصْبَحَ أَتَاهُمْ ، فَوَعَظَهُمْ وَذَكَّرَهُمْ ، وَإِذَا أَمْسَى خَرَجَ إِلَى مَسْجِدِهِ فَبَاتَ فِيهِ . قَالَ حَجَّاجٌ : وقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ : " لَمَّا قَالَ لَهُمْ صَالِحٌ : إِنَّهُ سَيُولَدُ غُلامٌ يَكُونُ هَلاكُكُمْ عَلَى يَدَيْهِ ، قَالُوا فَكَيْفَ تَأْمُرُنَا ؟ قَالَ : آمُرُكُمْ بِقَتْلِهِمْ . فَقَتَلُوهُمْ إِلا وَاحِدًا . قَالَ : فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ الْمَوْلُودُ قَالُوا : لَوْ كُنَّا لَمْ نَقْتُلْ أَوْلادَنَا ، لَكَانَ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنَّا مِثْلُ هَذَا ، هَذَا عَمَلُ صَالِحٍ . فَأْتَمَرُوا بَيْنَهُمْ بِقَتْلِهِ ، وَقَالُوا : نَخْرُجُ مُسَافِرِينَ ، وَالنَّاسُ يَرَوْنَنَا عَلانِيَةً ، ثُمَّ نَرْجِعُ مِنْ لَيْلَةِ كَذَا مِنْ شَهْرِ كَذَا وَكَذَا ، فَنَرْصُدُهُ عِنْدَ مُصَلاهُ ، فَنَقْتُلُهُ ، فَلا يَحْسِبُ النَّاسُ إِلا أَنَّا مُسَافِرُونَ كَمَا نَحْنُ . فَأَقْبَلُوا حَتَّى دَخَلُوا تَحْتَ صَخْرَةٍ يَرْصُدُونَهُ ، فَأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الصَّخْرَةَ فَرَضَخَتْهُمْ ، فَأَصْبَحُوا رُضْخًا . فَانْطَلَقَ رِجَالٌ مِمَّنْ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى ذَلِكَ مِنْهُمْ ، فَإِذَا هُمْ رُضَخٌ ، فَرَجَعُوا يَصِيحُونَ فِي الْقَرْيَةِ : أَيْ عِبَادَ اللَّهِ ، أَمَا رَضِيَ أَنْ أَمَرَهُمْ أَنْ يُقَتِّلُوا أَوْلادَهُمْ ، حَتَّى قَتَلَهُمْ ؟ ! فَاجْتَمَعَ أَهْلُ الْقَرْيَةِ عَلَى عَقْرِ النَّاقَةِ أَجْمَعُونَ ، وَأَحْجَمُوا عَنْهَا إِلا ذَلِكَ الابْنُ الْعَاشِرُ . ثُمَّ رَجَعَ الْحَدِيثُ إِلَى حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ ، قَالَ : فَأَرَادُوا أَنْ يَمْكُرُوا بِصَالِحٍ ، فَمَشَوْا حَتَّى أَتَوْا عَلَى سَرَبٍ عَلَى طَرِيقِ صَالِحٍ ، فَاخْتَبَأَ فِيهِ ثَمَانِيَةٌ ، وَقَالُوا : إِذَا خَرَجَ عَلَيْنَا قَتَلْنَاهُ ، وَأَتَيْنَا أَهْلَهُ فَبَيَّتْنَاهُمْ . فَأَمَرَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ الأَرْضَ فَاسْتَوَتْ عَلَيْهِمْ " ، قَالَ : " فَاجْتَمَعُوا وَمَشَوْا إِلَى النَّاقَةِ ، وَهِيَ عَلَى حَوْضِهَا قَائِمَةٌ ، فَقَالَ الشَّقِيُّ لأَحَدِهِمُ : ائْتِهَا فَاعْقِرْهَا . فَأَتَاهَا فَتَعَاظَمَهُ ذَلِكَ ، فَأَضْرَبَ عَنْ ذَلِكَ ، فَبَعَثَ آخَرَ فَأَعْظَمَ ذَلِكَ ، فَجَعَلَ لا يَبْعَثُ رَجُلا إِلا تَعَاظَمَهُ أَمْرُهَا ، حَتَّى مَشَى إِلَيْهَا ، وَتَطَاوَلَ فَضَرَبَ عُرْقُوبَيْهَا ، فَوَقَعَتْ تَرْكُضُ ، وَأَتَى رَجُلٌ مِنْهُمْ صَالِحًا ، فَقَالَ : أَدْرِكِ النَّاقَةَ فَقَدْ عُقِرت ! فَأَقْبَلَ ، وَخَرَجُوا يَتَلَقَّوْنَهُ ، وَيَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، إِنَّمَا عَقَرَهَا فُلانٌ ، إِنَّهُ لا ذَنْبَ لَنَا . قَالَ : فَانْظُرُوا هَلْ تُدْرِكُونَ فَصِيلَهَا ؟ فَإِنْ أَدْرَكْتُمُوهُ ، فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَ عَنْكُمُ الْعَذَابَ ! فَخَرَجُوا يَطْلُبُونَهُ ، وَلَمَّا رَأَى الْفَصِيلُ أُمَّهُ تَضْطَرِبُ ، أَتَى جَبَلا ، يُقَالُ لَهُ : الْقَارَّةُ . قَصِيرًا ، فَصَعِدُوا وَذَهَبُوا لِيَأْخُذُوهُ ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى الْجَبَلِ ، فَطَالَ فِي السَّمَاءِ ، حَتَّى مَا تَنَالُهُ الطَّيْرُ " . قَالَ : " وَدَخَلَ صَالِحٌ الْقَرْيَةَ ، فَلَمَّا رَآهُ الْفَصِيلُ بَكَى ، حَتَّى سَالَتْ دُمُوعُهُ ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ صَالِحًا ، فَرَغَا رَغْوَةً ، ثُمَّ رَغَا أُخْرَى ، ثُمَّ رغَا أُخْرَى ، فَقَالَ صَالِحٌ لِقَوْمِهِ : لِكُلِّ رَغْوَةٍ أَجْلُ يَوْمٍ ، تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ سورة هود آية 65 ، أَلا إِنَّ أَيَّةَ الْعَذَابِ أَنَّ الْيَوْمَ الأَوَّلَ تُصْبِحُ وجُوهُكُمْ مُصْفَرَّةً ، وَالْيَوْمُ الثَّانِي مُحْمَرَّةً ، وَالْيَوْمُ الثَّالِثُ مُسْوَدَّةً . فَلَمَّا أَصْبَحُوا إِذَا وجُوهُهُمْ كَأَنَّهَا طُلِيَتْ بِالْخَلُوقِ ، صَغِيرُهُمْ وَكَبِيرُهُمْ ، ذَكَرُهُمْ وَأُنْثَاهُمْ ، فَلَمَّا أَمْسَوْا صَاحُوا بِأَجْمَعِهِمْ : أَلا قَدْ مَضَى يَوْمٌ مِنَ الأَجَلِ ، وَحَضَرَكُمُ الْعَذَابُ ، فَلَمَّا أَصْبَحُوا الْيَوْمَ الثَّانِي إِذَا وجُوهُهُمْ مُحْمَرَّةٌ ، كَأَنَّهَا خُضِبَتْ بِالدِّمَاءِ ، فَصَاحُوا وَضَجُّوا وَبَكَوْا وَعَرَفُوا أَنَّهُ الْعَذَابُ ، فَلَمَّا أَمْسَوْا صَاحُوا بِأَجْمَعِهِمْ : أَلا قَدْ مَضَى يَوْمَانِ مِنَ الأَجَلِ ، وَحَضَرَكُمُ الْعَذَابُ . فَلَمَّا أَصْبَحُوا الْيَوْمَ الثَّالِثَ ، فَإِذَا وجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ . كَأَنَّهَا طُلِيَتْ بِالْقَارِ ، فَصَاحُوا جَمِيعًا : أَلا قَدْ حَضَرَكُمُ الْعَذَابُ . فَتَكَفَّنُوا وَتَحَنَّطُوا ، وَكَانَ حَنُوطُهُمُ الصَّبْرَ والمَغَرَ ، وَكَانَتْ أَكْفَانُهُمُ الأَنْطَاعُ ، ثُمَّ أَلْقَوْا أَنْفُسَهُمْ بِالأَرْضِ ، فَجَعَلُوا يُقَلِّبُونَ أَبْصَارَهُمْ ، فَيَنْظُرُونَ إِلَى السَّمَاءِ مَرَّةً ، وَإِلَى الأَرْضِ مَرَّةً ، وَلا يَدْرُونَ مِنْ حَيْثُ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ ، مِنْ فَوْقِهِمْ مِنَ السَّمَاءِ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنَ الأَرْضِ ، جَشَعًا وفرقًا . فَلَمَّا أَصْبَحُوا الْيَوْمَ الرَّابِعَ ، أَتَتْهُمْ صَيْحَةٌ مِنَ السَّمَاءِ ، فِيهَا صَوْتُ كُلِّ صَاعِقَةٍ ، وَصَوْتُ كُلِّ شَيْءٍ لَهُ صَوْتٌ فِي الأَرْضِ ، فَتَقَطَّعَتْ قُلُوبُهُمْ فِي صُدُورِهِمْ ، فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ | عمرو بن خارجة الجمحي | صحابي |
شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ | شهر بن حوشب الأشعري | صدوق كثير الإرسال والأوهام |
أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ | سلمى بن عبد الله الهذلي | متروك الحديث |
حَجَّاجٌ | الحجاج بن نصير الفساطيطي | ضعيف الحديث |
الْحُسَيْنُ | سنيد بن داود المصيصي | مقبول |
الْقَاسِمُ | القاسم بن الحسن الهمداني / توفي في :272 | ثقة |