القول في تاويل قوله تعالى اولئك الذين نتقبل عنهم احسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في...


تفسير

رقم الحديث : 28897

حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : ثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : دَعَا أَبُو بَكْرٍ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فَقَالَ لَهُ : إِنِّي أُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ أَنْ تَحْفَظَهَا : إِنَّ لِلَّهِ فِي اللَّيْلِ حَقًّا لا يَقْبَلُهُ بِالنَّهَارِ ، وَبِالنَّهَارِ حَقًّا لا يَقْبَلُهُ بِاللَّيْلِ ، إِنَّهُ لَيْسَ لأَحَدٍ نَافِلَةٌ حَتَّى يُؤَدِّيَ الْفَرِيضَةَ ، إِنَّهُ إِنَّمَا ثَقُلَتْ مَوَازِينُ مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِاتِّبَاعِهِمُ الْحَقَّ فِي الدُّنْيَا ، وَثَقُلَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ ، وَحُقَّ لِمِيزَانٍ لا يُوضَعُ فِيهِ إِلا الْحَقُّ أَنْ يَثْقُلَ ، وَخَفَّتْ مَوَازِينُ مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، لاتِّبَاعِهِمُ الْبَاطِلَ فِي الدُّنْيَا ، وَخِفَّتِهِ عَلَيْهِمْ ، وَحُقَّ لِمِيزَانٍ لا يُوضَعُ فِيهِ إِلا الْبَاطِلُ أَنْ يَخِفَّ ، أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ ذَكَرَ أَهْلَ الْجَنَّةِ بِأَحْسَنِ أَعْمَالِهِمْ ، فَيَقُولُ قَائِلٌ : أَيْنَ يَبْلُغُ عَمَلِي مِنْ عَمِلِ هَؤُلاءِ ، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ تَجَاوَزَ عَنْ أَسْوَأِ أَعْمَالِهِمْ فَلَمْ يُبْدِهِ ، أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ ذَكَرَ أَهْلَ النَّارِ بِأَسْوَإِ أَعْمَالِهِمْ حَتَّى يَقُولَ قَائِلٌ : أَنَا خَيْرٌ عَمَلا مِنْ هَؤُلاءِ ، وَذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ رَدَّ عَلَيْهِمْ أَحْسَنَ أَعْمَالِهِمْ ، أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْزَلَ آيَةَ الشِّدَّةِ عِنْدَ آيَةِ الرَّخَاءِ ، وَآيَةَ الرَّخَاءِ عِنْدَ آيَةِ الشِّدَّةِ ، لِيَكُونَ الْمُؤْمِنُ رَاغِبًا رَاهِبًا ، لِئَلا يُلْقِيَ بِيَدِهِ إِلَى التَّهْلُكَةِ ، وَلا يَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ أُمْنِيَةً يَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ فِيهَا غَيْرَ الْحَقِّ . وَاخْتَلَفَتِ القرأة فِي قِرَاءَةِ قَوْلِهِ : نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ سورة الأحقاف آية 16 فَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّةُ قرأة الْمَدِينَةِ وَالْبَصْرَةِ وَبَعْضُ قُرَّاءِ الْكُوفَةِ : يُتَقَبَّلُ ، وَيُتَجَاوَزُ بِضَمِّ الْيَاءِ مِنْهُمَا عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ ، وَرَفْعِ : أَحْسَنُ ، وَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّةُ قرأة الْكُوفَةِ : نَتَقَبَّلُ سورة الأحقاف آية 16 ، وَنَتَجَاوَزُ سورة الأحقاف آية 16 بِالنُّونِ وَفَتْحِهَا ، وَنَصْبِ أَحْسَنَ سورة الأحقاف آية 16 عَلَى مَعْنَى إِخْبَارِ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَنْ نَفْسِهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ بِهِمْ ، وَرَدًّا لِلْكَلامِ عَلَى قَوْلِهِ : وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ سورة الأحقاف آية 15 وَنَحْنُ نَتَقَبَّلُ مِنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ ، وَهُمَا قِرَاءَتَانِ مَعْرُوفَتَانِ صَحِيحَتَا الْمَعْنَى ، فَبِأَيَّتِهِمَا قَرَأَ الْقَارِئُ فَمُصِيبٌ . .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَبُو بَكْرٍ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.